19 ديسمبر، 2024 1:17 ص

ما تركه الملوك والرؤوساء لشعوبهم دولة الأمارات والشيخ زايد مثال على ذلك!

ما تركه الملوك والرؤوساء لشعوبهم دولة الأمارات والشيخ زايد مثال على ذلك!

أن الله عز وعلا قهرعباده بالموت، فالأنسان مهما طغى وتكبر وتجبر، فنهايته الموت ، كما وأن الموت لا يفرق بين رئيس ومرؤوس وبين غني أو فقير أو بين تاجر وعامل، وهذه حكمة الله فبالموت يتساوى الجميع، ولكن من يتعض من ذلك؟ المهم في ذلك هو ماذا سيترك الأنسان من بعد موته من ذكرى يستحق الرحمة عليها أم اللعنة؟. ولابد من الأشارة بأن كتابة مقالي هذا تزامن مع وصول (مسبارالأمل) الى مدار المريخ يوم 9/2/2021 ، (ومسبار الأمل هو المشروعالفضائي لدولة الأمارات لأكتشاف المريخ، وقد تم اطلاق (المسبار)، في 20/7/ 2020، وخطط له أن يصل الى مداره المحدد ، في الذكرى (الخمسينلتأسيس دولة الأمارات العربية المتحدة وكان له ذلك!، فهنيئا لدولة الأمارات بما وصلت أليه بفضل حكومتها الرشيدة والعاقلة. بدأ نقول، تعيش دول الخليج عموما ودولة الأمارات تحديدا سباقا سريعا مع الزمن، فلا يمر يوم ألا ويطالعنا خبر من دبي أو أبو ظبي عن أفتتاح مشروع أقتصادي أو سياحي أو عمراني كبير أو أقامة بطولة رياضية عالمية مثل بطولات ( التنس)، وغيرها من الألعاب الرياضية، التي يشترك بها نجوم عالميين بارزين على مستوى اللعبة، أو نفاجأبأقامة مهرجان سينمائي وفني كبير يتم أستدعاء كبار الفنانين والفناناتوالممثلين والمخرجين في العالم أليه،حتى أصبح العالم ينتظر موعد أقامة تلك المهرجانات والبطولات سنويا بفارغ الصبر!. كما أن الأمارات تحرص على مواكبة العصر حيث تتسارع وتتسابق بجلب آخر مبتكرات التكنلوجيا العالمية وأدخالها في مفاصل العمل والحياة المختلفة في الأمارات ، حتى أنك وفي كثير من الأحيان تجد عندهم من التطور التكنلوجي ما لا تجده في أكثر دول الغرب تطورا وتقدما!، فهم مهوسين بجلب آخر مبتكرات التكنلوجيا التي تتم صناعتها في العالم! من أجل خدمة الأنسان هناك الأماراتي وغيره . وعندما أجتاحت جائحة كورونا العالم وأصابته بالأرتباك ، وبالوقت الذي هزالوباء وسرعة أنتشاره بين الناس البنى التحتية للعروش  والصروح الطبية للكثير من دول العالم المعروفة بواقعها الصحي المتقدم والتي سرعان ما أعلنت أستسلامها أمام الوباء!، أستطاعت دولة الأمارات أن تبهرالعالم كله بأجرائاتها الصحية والوقائية العملية والفنية في كيفية مواجهة الوباء وحصره،بدأ من توفير الكوادر الطبية والصحية وتخصيص المستشفيات الخاصة لأستقبال المصابين بالوباء، ومرورا وأنتهاء بتهيئة وتوفير وأتخاذ كل الأجراءاتالعلمية والعملية لمحاصرة الوباء والحد من أنتشاره، وقد حظيت أجرائاتهابأعجاب وأشادة وتقدير واحترام منظمة الصحة العالمية. لندخل الى صلب الموضوع ولنرى، كيفية نشوء وقيام  دولة الأمارات، وكيف أستطاعت وخلال 50 سنة الى أن تصل الى ما هي عليه الآن من هذا التطور والعمران والبناء الذي أصاب العالم بالذهول، لا سيما وأن 50 سنة وفي المنظور السياسي والقيمي لا تعتبر فترة طويلة في عمر الشعوب والدول التي تريد أن تتطور وتتقدم وتنهض!.أن دولة الأمارات مكونة من سبع أمارات هي ( أبو ظبي، دبي، الشارقة، عجمان، رأس الخيمة، العين، أم القوين). وكانت تسمى بالمحميات السبعة وكل أمارة من هذه الأمارات تعيش مستقلة عن الأخرى في صحراء قاحلة وفي الخيم ولم تكن هناك بيوتات تذكر ألا لبعض وجهاء المشايخ وشيوخ العشائر!.كان هذا في خمسينات وستينات القرن الماضي، وهي بذلك كانت بعيدة كل البعد عن كل ما يمت للحضارة والعالم بصلة، ولكن مشيئة الله عز وعلا!، أرادت أن ترسل لهم رجلا حكيما عاقلا بسيطا متواضعا لا يتعدى تعليمه ( الكتاب والملالي) ولكنه كان كبيرا في عقله وحكمته ورشده ومحبا لاهله وشعبه ووطنه،ومحبا للخير عموما، وكان عطاء الله لدولة الأمارات هو الشيخ زايد رحمه اللهحاكم أبو ظبي، الذي وحد كلمتهم وجمعهم على حب الوطن وتوحيده والحفاظ على وحدته، والعمل على تقديم كل ما فيه خير للوطن وللشعب، وكان له ما أراد!، حيث لبى أخوانه حكام وشيوخ بقية الأمارات نداءه بكل حب ورغبة وصدق، لأنهم وجدوا فيه نداء العقل والخير والحكمة، فتم على يده توحيد الأمارات السبعة  عام 1970 وصارت تسمى بدولة الأمارات العربية المتحدة،ومنها بدأت ثورة البناء والعمران والتقدم والأزدهار في شتى الميادين وقبلهاومعها بنفس الوقت الحرص على بناء الأنسان الأماراتي!. وها هي دولة الأمارات بعد 50 عاما وهو زمن قصير في عمر الدول كما ذكرنا آنفا، أصبحت قبلة العالم كله حتى باتت توصف بأنها (تاج الخليج ودرته)، وغيرها الكثير منالأوصاف وكلمات الأعجاب الذي تستحقه حتى أن الأوربيين أنفسهم يقولونعنها (أذا أردت أن تزور العالم كله فزر دولة الأمارات! وهي فعلا كذلك، لأنها جمعت سحر الشرق والغرب، وجمال العالم كله بكل قاراته!. وبالوقت الذي نقول هنيئا لدولة الأمارات ولشعبها بما هم فيه من خير ومن عز ورخاء وبما وصلوا أليه بسبب وطنية وحكمة وعقلانية حكامهم، فأننا نجر الحسرات والآهات الواحدة تلو الأخرى الى ما وصل أليه العراق وشعبه من بؤس وشقاء وتخلفوضياع وجهل وأمية! في أنحدار سريع وخلال نفس الفترة ( منذ بدأ الحرب العراقية الأيرانية عام 1980 ولحد الآن وهي قرابة 40 سنة!). وهنا لابد من التذكير بأن العراق وفي سنة 1970 حقبة الرئيس الراحل أحمد حسن البكر كان قد قدم مساعدات مالية وهندسية الى دولة الأمارات بناء على طلبها!، لأنها كانت في بداية نهظتها العمرانية!؟. ويحضرني بيت من الشعر الشعبي يوصف حالة العراق أين كان وأين أصبح! : (مومسكين اللعاش بغربة، ولا مسكين التيه دربه، بس مسكين الظل محتار، وخله الناس البعده تغلبه)!. فأذا تركنا حقبة الرئيس السابق (صدام حسين)، التي أتسم حكمه بالحروبوالمشاكل التي جعلت العراق على فوهة بركان، وبعيدا أن كان محقا في تلك الحروب، أم لا؟ وهل أجبر على خوضها؟، كما يرى البعض، حيث لا زال الكثير عن حقبة البعث وتحديدا حقبة حكم الرئيس السابق مثار جدل كبير ويكتنفهاالكثير من الغموض والسرية؟ وما نتج عن تلك الحروب وتلك السياسة الهوجاء من دمار وخراب وتداعيات كثيرة حتى وصل الأمر بأن غالبية الدول العربية كرهوا العراق وأظمروا له الشر والحقد بسبب تلك السياسة الرعناء، وأنتظروا لحظة سقوطه وأجهزوا وتكالبوا عليه فنهشوه بلا رحمة؟!. ومن الطبيعي أنالحرب توقف كل بناء وكل عمران حيث وظفت كل موارد العراق النفطية وغيرهالأدامة آلة الحرب وعجلتها، بدل ان توظف للبناء والعمران والتنمية الأقتصادية.أن الشيء المؤلم في موضوع واردات العراق وملياراتها التي دخلت العراق والتي حرقتها فوهات المدافع وداستها سرف الدبابات، بأنها لوأستغلت على الوجه الأمثل من أجل البناء والأعمار بدل الحروب، والمناداة بالشعارات الوطنية والقومية والعروبية الزائفة والتي ( كرعت) رؤوسنا والتي لم نجن منها غير هذا الذي نحن فيه من ضياع!، لكان بأستطاعة الحكومة أن تكسي كل الشوارع بطبقة من الذهب بدلا من الأسفلت!، وهذا ما قالته ( ماركريت تاتشر) رئيسة وزراء بريطانيا السابقة في تعليقها على الخسائر الجسيمةالتي تكبدها العراق في أعقاب غزوه الكويت عام 1990! . نعود بالقول أذا تركنا تلك الحقبة حقبة البعث والرئيس السابق، بكل تفاصيلها وملابساتها وقالها وقيلها. ونتكلم ما بعد زوال البعث ونهاية الرئيس السابق وأحتلال الأمريكان للعراق، حيث يقدر الخبراء المختصون والمراقبين للشأن السياسي والأقتصادي للعراق بأن حجم المبالغ التي حصل عليها العراق من بيع وارداته النفطية فقط، هو أكثر من 1000 مليار( ترليون) دولار!؟، وأذا كانت موارد العراق السابقة قد ضاعت لأنها وظفت لادامة آلة الحرب والدفاع عن الوطن وعن القضايا القومية للأمة العربية حسب ما يقول ويدافع البعثييون عن ذلك!، ولربما يجد لهم القاريء عذرا فيما يقولون؟! ، ولكن ماذا سنقول، وأي عذر سنختلق، عن ضياع ترليون دولار التي دخلت العراق كواردات من بعد الأحتلال الأمريكي للعراق والتي ضاعت وذهبت أكثرها الى جيوب الفاسدين من الطبقة السياسية التي قادت العراق من بعد الأحتلال الأمريكي للعراق، بأعترافهم هم أنفسهم وأعتراف العالم بذلك! دون أن يتم تبليط شارع أوحتى بناء مستوصف أو مدرسة أو حتى روضة أطفال!. فعن أي شيء سنعلق وماذا سنقول وعلى من نعتب وعلى من نضع اللوم؟. ويبدوا أن هذا ديدن حكامنا منذ قيام دولتنا النفطية عام 1921 ولحد الآن، فكل حكامنا لم يحسنوا أستخدام خيراتنا في سبيل بناء الأنسان والوطن بل أنشغلوا بالمؤامرات والأنقلابات والحروب والثورات والفساد الأداري والمالي ونهب كل تلك الثورات وبعثرتها ويبدوا أن ( خير هذه الأرض كان وسيبقى لغير أهلها دائما)!. هذا أذا أستثنينا فترة حكم الزعيم الوطني الراحل عبد الكريم قاسم (1958 – 1963 )، حيث كانت بحق فترة بناء للوطن والحفاظ على كامل ثرواته. نعود الى دولة الأمارات والى باني مجدها وثراها وعزها، فعندما توفي الشيخ زايد رحمه الله حزن العالم كله لفقدانه!وليس شعب الأمارات فقط، لأنه رحمه الله، كان يعطي ويعمل بصمت وبلا منيةفهو لم يقل لشعبه يوما على سبيل المثال، بأنكم كنتم حفاة عراة في الصحراء وأنا من كسوتكم وأشبعتكم، ولم يقل لهم على سبيل المثال بأنني خلصتكم من العبودية والديكتاتورية والظلم والجوع والفقر، كما سمعناها من بعض الرؤوساء وهم يخاطبون شعوبهم!.نعود لنكمل بأن المراقبين السياسيين تصوروا، بأن الأمارات وبعد وفاة الشيخ زايد رحمه الله ستدخل في معمعة التسابق والصراع على الحكم والسلطة وطمع الرئاسة كما هو معروف عن الزعامات العربية وغالبية رؤوساء الأحزاب السياسية المصابة بهوس السلطة ومرضها المزمن المتجذر في العقل العربي المسلم تحديدا وعلى وجه الخصوص، وهذه مشكلتنا،منذ زمن النبي الأكرم محمد عليه افضل السلام!، والكل يعرف ما حدث من بعد وفاته!، من خلافات عن من سيكون قائد الأمة الأسلامية من بعده؟، ذلك الصراع والخلاف الذي  مزق صف العرب والمسلمين الى يومنا هذا!؟. ولكن فات هؤلاء المراقبين بأن الشيخ زايد رحمه الله زرع في هذا الشعب كما وزرع بين كل أخوانه من شيوخ وحكام الأمارات السبعة، كل الخير والمحبة وعلمهم بأن الأكفأ هو الذي يقود البلاد وأن في أتحادهم قوة وفي فرقتهم ضعف وعليهم انلا يختلفوا وأن يجعلوا من تقدم دولة الأمارات ووحدتها والحفاظ عليها هدفهم الأسمى وأن يضعوا ذلك نصب أعينهم. فسلمت رئاسة البلاد الى أبنه الشيخ خليفة بكل هدوء ومحبة وقناعة ورضا، وبلا أية ضجة ليستمر قطار دولة الأمارات يسير قدما نحو بلوغ غاياته المنشودة بالخير والرفاه والتقدم أكثر وأكثر. هناك مثل فرنسي يقول (أذا تركت مكانا فأترك فيه وردة)، فالشيخ زايدرحمه الله لم يترك في مكانه وردة فحسب بل حول دولة الأمارات من صحراء قاحلة الى واحة خضراء يحوطها الخير والسلام والتقدم والرفاه والعز والأمان والمحبة والتسامح من كل جانب يفوح عطرها للعالم أجمع. تذكرت كل هذا بحسرة وألم، وأنا أرى العراق وقد سقط جريحا تنهشه كل دول العالم بلا رحمة وبلا أنسانية، سقط بسبب جهل حكامه وعنترياتهم الفارغة وغبائهم وأيمانهم بشعارات وأهداف غبية لا تحاكي الواقع ، وسقط فيما بعد، سقطة أقوى وأقسى وهي التي ستكون القاضية عليه!، ومع الأسف من بعد الأحتلال الأمريكي له، وذلك بسبب وباء وآفة الفساد التي أصابت عموم الطبقة السياسية ونخرت كل مفاصل الدولة ومرافقها المدنية والعسكرية منها ولا زالت تأكل ما بقي في جسد هذه الدولة من بشر ومن حجر حيث صار من الصعب القضاء على هذا الوباء!. فمنذ ثمانينات القرن الماضي  والى الآن سرق  حكام العراق على أختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية والقومية والدينية والمذهبية والطائفية والعشائرية 40 سنة من عمر العراق والعراقيين، ضاعت كلمح البصر بين موت وخوف وقلق وهروب وتشرد وحسرة وترقب وحصار وجوع وأمراض نفسية وجسدية وعضوية. فسنوات الضياع والتوهان والجحيم الأربعين هذه التي بدأت منذ الحرب العراقية الأيرانية (1980 – 1988 )، والتي لم تنتهي لحد الآن ، كانت كافية أن تجعلنا في مصاف أرقى االدول والأمم لو أمتلك حكامنا شيء من العقل والحكمة والرزانة السياسية الرشيدة والنزاهة والوطنية في حب العراق، وكم تمنينا لو لم نسمع منهم من يقول ، (اللي يفكر ويريد يستلم السلطة ورانا فخلي يستلم العراق تراب!)، كما وتمنينا أيضا أن لا نسمع  الجواب على ذلك، من بعض السياسيين وهو يقول (أخذناها وبعد مننطيها)!.أخيرا نقول: هذا ما تركه الشيخ زايد لوطنه وشعبه وللعالم كله من ذكرى طيبة يستحق عليها الرحمة في كل ساعة وفعلا سيبقى الشيخ زايد  قدوة لكل رئيس وملك  وأمير يدعي الوطنية وحب الشعب. وهذا ما تركه لنا، حكامنا السابقونوما سيتركه حكامنا اللاحقون من بلد محطم مدمر وشعب ممزق وفرقة لا ألتئام لها  وأنهارا من دماء لن تجف ولو بعد مائة عام!. بقي أن نقول أخيرا للأحزاب والتيارات السياسية الحاكمة والتي ما زالت تتصارع على حكم هذا البلد، بأن العاقل من يتعض من أخطاء الغير، وبعيدا عن أوجه المقارنة (بين ما تركه صدام حسين للعراق، وبين ما تركه الشيخ زايد لدولة الأمارات). سنترك لكم الصورتين لتختاروا منها ما تريدون وما تمور به نفوسكم ولكن عليكم أن تعرفوا شيئا مهما هو أن التاريخ سيذكر بكل خير ومحبة وتقدير وأجلال، وسيخلد الشرفاء والطيبين من أبنائه وسيلعن الأشرار منهم أبد الدهر، وليؤيد الله بنصره كل ملكوحاكم وأمير ورئيس، شريف وغيور يخاف الله، ويعمل من أجل وطنه وشعبه.