23 ديسمبر، 2024 6:03 ص

السلام على الحسين وعلي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى ابا الفضل العباس حامل لواء الحسين والصلاة والسلام على محمد وال بيته الطاهرين الكرام.
 ان علينا كي لا يتحول  الحسين الى طقس نبكي فيه انفسنا نبرر فيه هزيمتنا بالبكاء في تبريرنا لقبولنا ذلنا  الدائم حتى يتحول الطقس العبادي  من طقس احياء الى طقس اساءة  نقول فيه ان بني امية قد اذلوا والعياذ بالله من هذا الوصف ال بيت النبؤة وهيهات منهم او لهم الذلة فهم الاعزة بعزة الله وما البلاء والاذى الذي اصابهم تقربا لله بذلة انما هي انفسنا التي سولت لنا ان نجعل من الحسين صك غفران وطقسا لنا للاعتراف بذلتنا التي يأبى الله وال بيت النبوءة والاولياء ان تكون لنا فكانت ثورة الحسين صراع سلطة بالنسبة لنا لا غير وهي ليست كذلك انها ثورة ضد كل عدو ثورة ضد انفسننا ضد ضعفنا ضد الظلم والظلام والجهل  ان حسين مني.. وأنا من حسين..لا يتسع المقام لشرحها . بحر غرق فيه من اراد عبوره عالم يموج بالبلاغة النبوية والدقة: أحب الله من أحب حسيناً.. والسر فيها أنها جملة خبرية، وإنشائية تتضمن معنى الإخبار! ومعناها أن الحسين محبوب الله تعالى الى حد أن محبته محبة لله تعالى ! فما هذه العظمة، وماالسبب في حدوث هذا الإنقلاب حتى صار حب الحسين حباً لله تعالى ؟!أن الإمام الصادق عليه السلام المعروف بأخلاقه وبشاشته ، كان كما يروي صاحب كامل الزيارة عن أبي عمارة المنشد: ما ذكر الحسين عند أبي عبد الله في يوم قط فرئي أبو عبد الله متبسماً في ذلك اليوم الى الليل ! وكان يقول: الحسين عبرة كل مؤمن !هذه هي قضية الحسين.. وهذا هو الإمام الصادق.. صلوات الله عليهم.
 يرى أن الإمام الرضا عليه السلام يقول: إن يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء ، أورثتنا الكرب والبلاء ، إلى يوم الانقضاء!
إن يوم الحسين أقرح جفوننا.. إن أدق وألطف عضو في البدن هو العين، فماذا بلغت مصيبة الحسين حتى جرحت جفون الإمام الرضا عليه السلام ؟!
للإمام الصادق عليه السلام في زيارة الإمام الحسين عليه السلام قول حين  قال:إذا أتيت أبا عبدالله فاغتسل على شاطئ الفرات، ثم البس ثيابك الطاهرة، ثم امش حافياً، فإنك في حرم من حرم الله وحرم رسوله ، وعليك بالتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد ، والتعظيم لله عز وجل كثيراً ، والصلاة على محمد وأهل بيته، حتى تصير إلى باب الحِير “الحائر”، ثم تقول: السلام عليك يا حجة الله وابن حجته …الخ .وبما أن السائل سأله عن كيفية زيارته، فقد علمه أنك عندما تصل الى قبره الشريف وتسلم عليه بتلك التسليمات تقول: أشهد أنك حجة الله وابن حجته، وأشهد أنك قتيل الله وابن قتيله، وأشهد أنك ثائر الله وابن ثائره، وأشهد أنك وتر الله الموتور في السماوات والأرض، وأشهد أنك قد بلغت ونصحت ووفيت وأوفيت، وجاهدت في سبيل الله،ومضيت للذي كنت عليه شهيداً ومستشهداً وشاهداً ومشهوداً. السلام عليك يا حجة الله.. أشهد أنك حجة الله.. فبعد التسليم ، يأتي دور أداء الشهادة لله تعالى ، شهادةٌ تشبه تشهدك عندما تجثو في صلاتك بين يدي الله تعالى ، فتشهد له بالوحدانية ولرسول بالرسالة ، كذلك عندما تزور الإمام الحسين عليه السلام ، فاشهد لله عند قبره بأن الحسين حجته على خلقه !وهناك شهادة أخرى عظيمة ، عليَّ قولها وعليكم التفكير ، فقد علمنا الإمام الصادق أن نشهد بها للحسين صلى الله عليه وآله وهي: أشهد أنك نور الله الذي لم يطفأ ولا يطفأ أبداً . وأشهد أنك وجه الله الذي لم يهلك ولا يهلك أبداً. ان القضية الحسينية قامت على دعائم إقامة الحق والعدل والمساواة ومقارعة الظلم والاستبداد والاستئثار بخيرات الأمة… قال الإمام الحسين (ع):{ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه… لقد عطلوا الحدود واستأثروا بالفيء}. فإحياء القضية الحسينية يكون بوضع اليد على جرح الأمة الإسلامية، ومحاربة الفساد بشتى الطرق والحيلولة دون انتشاره في جسد الأمة. مع العمل على تقويم النفس وتهذيب سلوكها… فالحسين (ع) امتلك مواصفات الكمال والبهاء والخلق الرفيع الذي ورثه عن الشجرة الطيبة، فعلى من يحمل أسم هذه القضية أن يكون انساناً متسامياً ومترفعاً عن كل دناءة ووضيعة، ليسوس المجتمع بأخلاقه وعمله الصالح فضلاً عن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. القضية الحسينية… ثورية حماسية والتعبير عن الارتباط بها يحمل عدة اتجاهات ومدلولات وقد يشط البعض عن المسار الحسيني وهم لايعلمون، قال تعالى:{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} أما من حيث شكليات القضية الحسينية وتجلياتها على صورة شعائر وممارسات وطقوس مع أنها ليست فرضا من فروض العبادة الواجبة كالصلاة… إلا أن الغرض من إقامتها هو تعظيم لمكانة الحسين وأهل البيت عليهم السلام، في قلوب الأمة الإسلامية بقيادة المصطفى (ص) الذي أمرنا بحبهم وتعظيم منزلتهم بأمر من الباري عزوجل الذي اصطفاهم وأعلى شأنهم، فتلك الشعائر ترويض عملي للسلوك القويم وتربية روحية تسمو بالشيعي الحسيني إلى أعلى درجات الصبر والتحمل والأخلاق العالية، ليصل العمل ِإلى مستوى القبول مع مراعاة الجانب الأهم وهو عدم جعلها تصل إلى مستوى الغلو والإفراط لتخليصها من كل ما يشوبها أو يسيء إلى روحها وفلسفتها الحقيقية، لكي لا تصبح عبارة عن ممارسات لا حياة فيها… فالحسين بعث الحياة في إسلام ميت، لم يبق منه سوى إسمه… وكذلك شعائره المقدسة ينبغي أن تبعث الروح والحياة في إسلامنا وعقائدنا.اذا الامام الحسين فكرة مثل اعلى تجسد المفهوم المثالي الذي تتوق اليه الانفس و الامام الحسين فكرة الحكم المثالي الذي يتجسد في حاكم يحمل الاسلام كرسالة سلام الى العالم اجمع. ولكن حكومة الجور المتمثله بيزيد واتباعه حاولت ان تطفئ نور الله و الله متم نوره بظهور قائم ال محمد (عجل الله فرجه و سهل مخرجه) الذي سوف يملئ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما وجورا. اما كيف نحيها فهنا هو السؤال الذي اعطانا ابو الشهداء حله الواضح له و قد كذب من حاول ان يصرف الثوره عن محتواها الحقيقي.ملحمة الطف هي ملحمة مبادئ و مثل عليا اراد الحسين ان يزرعها في مجتمع جده الذي اراد له الاموين ان يعود الى عصر الانحلال الخلقي.و لكن ارادة السماء كانت اقوى بكثير من كيد الظالمين. واخيرا ما تبقى لنا من الحسين ليس هو السؤال بل الصحيح هو هل نهلنا من الحسين شيئا حتى نسال عن ما تبقى لنا منه هل استعدنا انسانيتنا كرامتنا حريتنا .