في كل سنة يمر علينا العيد نتمنى ان تزول سحابة الظلم عن بلد مازال يزأر كالاسد في غابة مليئة بالوحوش البشرية التي دمرت وخربت وهجرت وقتلت الاف الابرياء اما من بقي منهم مازالو يتمردون على موت مبرمج.
هل يحق لنا ان نفرح؟؟ هل يحق لنا ان نستمتع بالمناسبة الرباينة واخوتنا يعيشون قسوة الجوع والعطش تحت جحيم الشمس التي تجلد الوجوه وسط العراء ؟ كيف لنا ان نفرح ونحن نشاهدهم يكابدون من اجل البقاء ، يحلمون بجسرالعودة ؟ كيف لنا ان نفرح ونحن نرى صور الاطفال الذين اودى بهم سوء التغذية الى الوفاة ، اما الثواكل فالخيبة تكوي قلوبهن وبكائهن يسيل الى الداخل.
الالآم تعصرني حينما اتذكر اولئك الذين يعانون بصمت في العراء وماذا بوسعهم ان يفعلوا حتى مظاهر البهجة والسرور غابت عن وجوههم .
باي حال عدت ياعيد ويكاد لا يخلو بيت من الحزن على فقدان شباب كالازهار النظرة ودمائهم تراق هنا وهناك في بلد كتب عليه ان يكون منكوبا وتعصف به الاحزان كلما اقتربت مناسبة من الممكن ان توحدهم وتزرع المحبة فيهم من جديد ، تعترض غربان الشر فرحتهم وتحوله الى فاجعة ، فما حصل بمنطقة الكرادة من تفجيرات ليس ببعيد الاول مع اقتراب عيد الفطرالمبارك اما الثاني جاء قبل ايام من عيد الاضحى راح ضحيتها مئات الاشخاص بين شهيد وجريح ، تلك التفجيرات التي صادرت بالارواح البريئة من اجسادها اثناء تواجدهم هناك للتسوق استعدادا للعيد الذي لم يكونوا حاضريه ، كذلك كان لعدد من مناطق بغداد نصيبا ايضا من تلك الانفجارات الدموية منها التفجير الذي وقع بالقرب من مول النخيل في شارع فلسطين ليضيف حزنا اخر على بيوت العراقيين .
واقع حال اصحبنا نداويه بدمعة خرساء على وطن تشوه بماء النار وفقد ملامحه نهايك عن ردود الافعال المخزية حيال اي حادثة،مجرد كلام منمق تختفي اثاره بعد فترة قليلة وسط توالي الاحداث باسرع من قدرتها على الاستيعاب.
لا اريد انغص عليكم فرحة العيد لكننا اما واقع لابد ان نعترف بوجوده نهايك عن افتقاد الناس لكافة معاني الفرح والبهجة اما احلامهم اجهضت رغما عنهم بسبب ماكنة الانفجارات والنزوح وقلة ذات اليد التي لم ترأف بهم ، اما الحسرة والالم كل ماتبقى لهم من العيد ، اذ لم يعد كل شي كما كان فالخوف وعدم ثقة الناس ببعضهم والصراعات السياسية والطائفية افسدت النسيج الاجتماعي وتحولت تلك الطقوس الحميمية والتقاليد المميزة ابتداء باستقبال المهنئين من الاهل والاصدقاء وانتهاء بجمالية الاطفال وهم يلعبون ببراءة ابتهاجا بهذه المناسبة وبالرغم من تلك الاحباطات واستهداف الظالمين لكافة مساحات الحياة الا ان في تلك البلاد حياة تستمر وتمضي حتى وان غلفها الدخان والدم .
إلى كل ام ثكلى فقدت غال عليها إلى كل يتم فقد أبويه إلى كل شخص هجر من دياره كل عام وأنتم بالف بخير.
انتهى ..