18 ديسمبر، 2024 3:55 م

ما بين العلم و الشعوذة و الدجل قصة دولتين في مواجهة فيروس كورونا

ما بين العلم و الشعوذة و الدجل قصة دولتين في مواجهة فيروس كورونا

منذ ان بدء خطر الاصابات بفيروس كورونا و انتشاره من اقليم وهان الصيني في نهاية عام 2019 حتى بدئت الاصابات تنتشر في جميع دول العالم حيث اصبحت الدول الكبرى في اوربا و امريكا اكثر الذين اصابهم الفيروس سواءا من ناحية الاصابات و الوفيات حيث بدئت الدول العظمى امريكا و بريطانيا و الصين و ورسيا و المانيا بالبحث عن ايجاد العلاج المناسب و اجراء التجارب على اللقاحات للحد من خطر فيروس كورونا و انتهى عام 2020 و الدول العظمى وجدت اللقاحات و بدئت مراحل التجربة على البشر بانتظار النتائج لكي يتم تطبيقها بشكل اوسع و دول العامل اصبحت شبه مشلولة من جراء حظر التجوال و انكماش كبير في موازنات الدول و توقف اغلب المعامل و التجارة و السياحة و ما ان حل عام 2021 حتى اعلنت روسيا و بريطانيا و الصين و امريكا بايجاد لقاحات مضادة لفيروس كورونا حيث بدء هناك تشكيك من قبل البعض و سنختصر هذه القصة ببلدين يعتبران من دول العالم المتقدمة و الصناعية الكبرى هذان البلدان هما بريطانيا و الهند في نهاية شهر كانون الاول من عام 2020 كان عدد الاصابات اليومية في الهند ما يقارب (30) الف اصابة يوميا و تقريبا (350) حالة وفاة بينما في بريطانيا بلغ عدد الاصابات اليومية (60) الف اصابة و الوفيات تجاوزت ال (2500) حالة وفاة حيث اتخذ البلدان قرارات مهمة من ناحية حظر التجوال و وسائل الامان و البدء بحملة التطعيم بالقاحات المضادة لفيروس كورونا عند اقرارها من قبل منظمة الصحة العالمية في عام 2021

في الهند تعالت أصوات الجهل و الدجل و تحريض الناس ضد أخذ اللقاح تحت اشاعات المؤامرة و قناع الناس البسطاء ان الغرب يحاولون ان يسيطروا عليكم و يغيروا جيناتكم و اغلب من اخذ اللقاح مات و جميع دول العالم ترفض اللقاح و ان الاصابة بالفيروس بسيطة و ممكن علاجه بخلطات اعشاب و ما الى غير ذلك من الشعوذة و الدجل فكان هناك استغلال لعقول البسطاء و الفقراء و عزوف شديد عن اخذ اللقاح و لم تتخذ الحكومة و اهل العلم و العقل دورهم المناسب للتصدي لهذه الأصوات النشاز

 

اما في بريطانيا التي استخدمت لغة العلم و الحكة تم التصدي لهذه الأصوات النشاز بالقانون و العلم حيث قامت بمحاسبة من يروج للاشاعات المضللة و الهرج و الدجل و الشعوذة و التغييرات الجينية و ما غيرها من التهريج عليه ان ياتي بدليل قاطع و بخلافه فان القانون خصمه حيث قام كبار الدولة بدءا من الملكة و العائلة المالكة و رئيس الوزراء و وزير الصحة و جميع العلماء و الرياضيين و الفنانين حيث اتجه الناس نحو لغة العلم و العقل ونبذ الدجل و اقبل المواطنين نحو اخذ اللقاح بقوة

و الأن و بعد مرور (٤) اشهر قامت بريطانيا بتلقيح (48) مليون مواطن بالجرعة الاولى من لقاح استرازينيكا و تلقيح (14) مليون مواطن بالجرعة الثانية نشاهد نتائج لغة العلم نظير لغة الشعوذة ان الإصابات اليومية في الهند تجاوزت ال (350) الف اصابة و الوفيات تجاوزت اكثر من (3000) حالة وفاة يوميا و الرعب و الخوف في كل مكان و يتم حرق الجثث بمناظر مرعبة و المرضى لا يجدون مئوى يلذون اليه لاكتظاظ المستشفيات بالمصابين و قلة الاوكسجين و تجاوز عدد المصابين ال (18) مليون مصاب بينما بلغ عدد الإصابات اليومية في بريطانيا لا يتجاوز ال (2000) اصابة فقط و الوفيات اليومية (25) حالة وفاة و خلال النصف الثاني من شهر نيسان الجاري لم تسجل اي حالة وفاة و الحياة عادت لطبيعتها تماما … الان و قد انتبه المواطنون في الهند للخطأ الذي وقعوا فيه بتغليب لغة الجهل على لغة العلم بدئوا يحاولون الحصول على اللقاحات بأقصى سرعة .. من هذان النموذجان نحن لدينا العقل لكي نحكم و لنا الخيار متاح اي طريق نسلك هل نسلك طريق الجهل و الشعوذة و نخسر ارواح اعزاء لنا ام نستخدم لغة العلم و المعرفة و ننقذ احبائنا و شاهدنا خلال الايام القليلة الماضية كبار رجال الدين و نجوم الرياضة و الفن يشجعون على اخذ اللقاح و انقاذ ارواح المواطنين .