18 ديسمبر، 2024 7:53 م

ما بين الصفقة النووية والانتخابات الايرانية: علاقة اطارية لجهتي النوايا والاهداف

ما بين الصفقة النووية والانتخابات الايرانية: علاقة اطارية لجهتي النوايا والاهداف

ان الانتخابات الايرانية، والتي ستجري في ال 18 من هذا الشهر، في ظرف اقليمي ودولي ساخن، ذات اهمية تاريخية بالغة، لعلاقتها الاطارية، سواء بمفاوضات الصفقة النووية بين ايران والقوى العالمية الكبرى، وجميع ملفات المنطقة، التي يجري العمل، في الغرف المغلقة على حلحلتها، او ايجاد مخارج وحلول لها. من الطبيعي؛ ان تكون ايران طرف فاعل فيها، وهي اي هذه الملفات لها علاقة بالصفقة النووية، التي يجري العمل او التفاوض على عودة كل من ايران وامريكا لها، اضافة الى الاستحقاقات الداخل الإيراني، في الاقتصاد، واستحقاقات كثيرة اخرى في هذا الداخل الايراني الذي يعاني من مشاكل حادة، وعميقة، بسبب العقوبات الاقتصادية الامريكية القاسية على ايران. عليه، فان هذه الانتخابات مهمة جدا لإيران؛ لحراجة الموقف الايراني سواء في الداخل، او في المحيط العربي المجاور وغير المجاور لإيران، والذي لها فيه؛ دور فاعل وحاسم، يتصل بقوة موقفها سواء في الداخل الإيراني لناحية شحن وحشد لعناصر القوة الاعتبارية والمعنوية، بما يلعب دورا مؤثرا في الخطاب السياسي الايديولوجي الموجه للداخل الإيراني والمحيط العربي في ذات الوقت، أو في الصفقة النووية او في بقية ملفات المنطقة، ذات الصلة. ان هذه الانتخابات على بعد ايام من هذا اليوم، والذي تستمر، فيه المفاوضات بين القوى الدولية العظمى وإيران، التي لم يتوصل فيها، اطراف التفاوض حتى اللحظة، الى اتفاق، تعود فيه كل من ايران وامريكا الى الصفقة النووية. مع ان جميع المؤشرات تؤكد ان الاتفاق بين القوى الدولية وإيران، سوف يتم، بعد حين، وبكل تأكيد. لكن السؤال المهم، متى؟ هل يتم قبل الانتخابات الايرانية التي لا يفصلنا عنها سوى ايام قليلة، ام بعدها؟ وهذا هو السؤال المهم بل الاكثر اهمية من اي سؤال اخر؛ لعلاقته بالانتخابات الايرانية، على ضوء الاستراتيجية الإيرانية المعدة سلفا. السيد على خامنئي، المرشد الايراني، قال قبل ايام قليلة، في خطبة الجمعة في طهران، الموافق الرابع من هذا الشهر؛ ان استبعاد بعض المرشحين، كان فيه ظلما. المرشحون الذين تم المصادقة على خوضهم الانتخابات الإيرانية المرتقبة، كان اغلبهم من الاصوليين المتشددين من امثال ابراهيم رئيسي. ( سبعة مقابل اثنين من الاصلاحيين). السيد حسن روحاني، الرئيس الايراني والذي لا يحق له الترشح ، كونه فاز لدورتين، في رسالة له الى السيد على خامنئي؛ وصف ابعاد تسعة من المرشحين الاصلاحين؛ فيه، ظلم كبير. لم يجر؛ اعادة النظر في المستبعدين على ضوء تصريح، السيد على خامنئي، لأن القول الفصل له في هذا المجال وفي غير هذا المجال، اي في جميع المجالات، للمرشد الإيراني، فيها القول الفصل. لكن هل ان التعديل في قائمة المرشحين الى خوض السباق الى الرئاسة الايرانية، لو جرى وهو لم يجرِ؛ يغير من واقع الانتخابات الايرانية تغييرا حاسما لجهة الدفع الاعلامي وما هو ذو صلة به، في اطار واسع جدا؛ لفوز احد الاصلاحيين على ضوء المشهد السياسي الجاري الآن في ايران، من وجهة نظرنا المتواضعة ان هذا الامر بعيد الاحتمال بل ان العكس هو الصحيح اي ان الدفع سابق اشارة؛ سوف يستمر لناحية فوز احد الاصوليين، وبالذات ابراهيم رئيسي لضرورة المرحلة سواء في الداخل الإيراني او في المحيط الاقليمي، او في البرنامج النووي الإيراني، المتصل بالداخل الإيراني، وبجميع ملفات المنطقة، وبالمتغير الدولي. لناحية ما سبق في هذه السطور المتواضعة، هل يتم الاتفاق على عودة كل من ايران وامريكا الى الصفقة النووية قبل الانتخابات الايرانية، في الايام القليلة، قبل بدء الانتخابات الإيرانية، اي في جولة المفاوضات الحالية. من وجهة نظرنا وطبقا لقراءة المشهد السياسي الايراني؛ ان هذا الاتفاق لن يحدث قبل الانتخابات الايرانية، لأنه سوف يؤدي او يمنح قوة دفع كبيرة جدا؛ لفوز الاصلاحيون وهذا هو ما لا يرضي مكتب السيد خامنئي. في خطبة الجمعة سالفة الذكر، قال خامنئي؛ نحن نريد افعال وليس اقوال واضاف؛ لقد وجهت وفدنا المفاوض على التركيز على هذه الناحية، او على هذا الجانب. ما يعني ان على امريكا ان تقوم برفع العقوبات الاقتصادية عن ايران في البداية وقبل كل شيء، وهذا هو العقبة الكبيرة في هذه المفاوضات، فأمريكا لا يمكن ان تظهر حاليا، من دون ضغط قوي، ومبرمج، ومحكم، بالموقف الذي تكون فيه؛ قد رضخت لمطالب إيران بهذه السرعة، والسيد خامنئي يعرف هذا جيدا، اي ان الجولة الحالية، سوف تقف عند هذه النقطة، اي ان اي اتفاق قبل الانتخابات الايرانية لن يشهد النور. وهي سواء قبلنا او رفضنا، سواء احببنا او كرهنا؛ لعبة ذكية جدا. هذه اللعبة سوف تقود، في نهاية المطاف، وفي ظل حكومة اصولية ايرانية؛ الى تصليب وتقوية الموقف الإيراني في جوالات تفاوض ما بعد الانتخابات الإيرانية، في مواجهة موقف امريكي، سوف ينخر فيه اليأس، ومن ثم يدب فيه؛ الضعف، مما يقود امريكا ويجبرها؛ على النزول مرغمة، من على قمة جبل عنجهيتها وغرورها وجبروتها، لأن لا سبيل امامها؛ الا القبول بالشرط الإيراني، اي رفع جميع العقوبات المفروضة على ايران، او ان تكون وفي زمن مقبل قصير جدا، امام واقع؛ ايران القنبلة النووية، اي امتلاك إيران للقنبلة النووية. هذا من جانب اما من الجانب الثاني؛ القبول الامريكي بالدور الايراني في المنطقة العربية، اي تبادل ادوار، وبعبارة اخرى تلاقي مصالح ومنافع واهداف. في النهاية، نقول الا تبا للأنظمة العربية، ولتبعيتها المشينة، والمضرة ضررا بالغا بحاضر الأمة العربية ومستقبل اجيالها. القوى الدولية العظمى والكبرى؛ لا تحترم موقف ورأي التابع سواء كان انظمة او كيانات سياسية. أنما تحترم من يحوز على برنامج وطني، ويمتلك الطريق وبوصلة الطريق الى تحقيقه برؤية عملية واضحة الخطوات، ويقف موقفا ثابتا على قاعدة من الاسناد والتأييد الشعبي، الذي توفره؛ احترام النظام لإرادة شعبه، ويدافع عن مصالحه الأنية والاستراتيجية بقوة وصلابة وارادة لا تكسرها الملمات في مواجهة هذه القوى العظمى بلا استثناء؛ على قاعدة، قرار وسيادة مستقلان.