23 ديسمبر، 2024 5:06 ص

ما بينَ وقف طلاقِ نارٍ روسيٍ ورفضٍ اوكراني !

ما بينَ وقف طلاقِ نارٍ روسيٍ ورفضٍ اوكراني !

ما يظهر وما تعكسه وتنقله وسائل الإعلام المتباينة بهذا الشأن , فيبدو أنّ له تشعبّاتٍ مغايرة بين بعضها < في مجالات النشر والعرض وحتى في كلا المونتاج والإخراج الصحفي > , لكنّ التشعبات الرئيسية مستقرّة الآن في ” ادارة اللعبة ” من الرئيس بوتين , رغم انها ليست بلعبة بأيّ شكلٍ او صورةٍ اخرى .

من تلك المداخلات أنّ الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس , استخدم الذكاء شبه المصطنع” وليس الذكاء الصناعي ! ” , عبر دبلوماسية التلاعب بالألفاظ والكلمات , فَلَم يرحّب بالمقترح الروسي لوقف اطلاق النار ” لمدة 36 ساعة ” تنفيذا واستجابةً لطلبٍ من بطريك الكنيسة الأرثودوكسية في موسكو , كيما يحتفلون بالسنة الميلادية كلا اتباع هذا المذهب في اوكرانيا وروسيا , ولم يؤيد غوتيريس رفض زيلينسكي لهذا المقترح , لكنّ ما جرى الإعلان عنه في مقر الأمم المتحدة , بأنّ الأمين العام سوف يرحب بهذه الهدنة المؤقتّة اذا ما حصلت .!

 

ايضاً كان مثيراً وقابلاً للتندّر ردّ فعل الرئيس بايدن في تعليقه على المقترح الروسي , واصفاً أنّ بوتين يريد متنفّساً .! , فالتنفيس في الحروب لا مجال له خلال 36 ساعة حتى لإلتقاط الأنفاس بشكلٍ كافٍ وحتى نصفهُ على الأقلّ .!

جليّاً يبدو أن الرئيس الروسي قد حسبها جيداً وبمهارة , وحسبَ وتحسّبَ لأبعادها الآنية في استجابته لطلب الكنيسة الأرثودوكسية , فهو قد كسب الرأي العام الروسي الى جانبه اوّلاً , ومنح فرصةً تكتيكيةً للقوات الروسية في الجبهة لأخذ ” قيلولةٍ قتالية ! ” , بينما الّبّ وأثار الجنود والضباط الأوكرانيين الأرثودوكس ضدّ رئيسهم واستفزّهم سايكولوجيا ودينيا وعاطفياً , وهي خطوة محسوبة لبوتين في الرأي العام الأوربي او الغربي .

الأهمّ من كلّ ذلك او بموازاته , فإنّ الكرملين على دراية مسبقة بموقف الرفض الأوكراني للمبادرة الروسية , وقد حَصَرهم بين كلا ساقي الزاوية الضيّقة – الحرجة أمام الجماهير الأوكرانية , وايضاً أمامَ المساعي الأوربية الرسمية لمحاولة ايجاد حدٍ وحلٍ ما لوقف هذه الحرب , بجانب الرأي العام لعموم شعوب اوربا التي تعاني الأمرّين من الضائقة الإقتصادية الناجمة عن الخلل الناتج من ازمة الكهرباء والغاز جرّاء العقوبات على موسكو , وإنَّ تفاعلات ذلك قد او لعلّها تنعكس في وقتٍ لاحقٍ في المدى المنظور وليس المتوسّط .!

ما لمْ يدخل في رؤى وحسابات الرئيس الأوكراني < ذهنياً وعاطفياً وانفعالياً – على ما يترآى لحدّ الآن > , فكم سيغدو الثمنُ مكلّفاً عسكرياً من موسكو على رفض كييف للمقترح الروسي هذا , وكم ستضحى وتمسى الضَرَبات الصاروخية الروسية المكثّفة ” وبأعداد الدرونز وسواها ” حالما إنتهاء وقف اطلاق النار الروسي من جانبٍ واحد , وربما في الدقيقة الأولى .!

الخطورة غير البائنة المعالم والقَسَمات , اذا ما استغلّ الرئيس الأوكراني ذلك وقام بتوجيه ضَرَباتٍ مؤذية وحسّاسة للروس في هذه الوقت المحدد ” وربما بدفعٍ وتحريضٍ من الأمريكان ” , فهذا ما لايراد الإستباق والتكهّن بتفاصيله .!