17 نوفمبر، 2024 12:54 م
Search
Close this search box.

ما بينَ قراءة او تهجٍّ لموقف واشنطن من الصين

ما بينَ قراءة او تهجٍّ لموقف واشنطن من الصين

حالةٌ من الإرباك المصاحب للإهتزاز .! تنتاب الإدارة الأمريكية في الظرف الحالي , ولا يعود ولا يقتصر ذلك الى المبادرة الصينية التي باغتت الأمريكان في الجمع بين ممثلي الرياض وطهران والتوصل او الوصول الى اتفاقٍ لإعادة العلاقات الدبلوماسية وتسوية المعضلات القائمة بينهما , ومن ثَمَّ تعززّت تطويراً بدعوة الإمارات للرئيس رئيسي لزيارتها , وهي حلَقات متصلة ببعضها ممّا يكاد يسبب بعض الصداع شبه النصفي للبيت الأبيض .
المفارقة التي كشفت كليّاً عن حالة الإرتباك الأمريكية الى ما يكاد يدنو ويلامس التخبّط السياسي , فقبل يومين من وصول الرئيس الصيني الى موسكو والإعلان عن مبادرةٍ محددة لإيجاد تسوية لوقف الحرب بين روسيا واوكرانيا , فإستمعنا جميعاً الى الترحيب الأمريكي بالمبادرة الصينية , وتمنّت واشنطن لتعزيز الإتصال والتواصل الهاتفي – الفيديوي بين الرئيس الصيني ونظيره الأوكراني الى ما هو أبعد او اعمق , لكنّ الأعراض الجانبية والمضاعفات السيكولوجية – السياسية وافرازاتها المتدفّقة في الشرايين والأوردة السياسية جرّاء التمعّن في أبعاد الإندفاع الصيني الى ما هو ابعد , جعل ادارة بايدن لتستدير ليس بِ 180 درجةٍ فحسب , وإنما بنسبة 360درجة وكأنها تدور حول نفسها .! فدفعت المسكين ” جون كيربي ” الناطق بأسم مجلس الأمن القومي الأمريكي الى الواجهة ! ليعلن مجدداً بأنّ الوساطة الصينية اذا ما تضمّنت وقفاً لإطلاق النار بين كييف وموسكو فإنها مرفوضة من واشنطن .! , و كأنّه يقول او يدعو للتفسير بأنّ الدعوة لإستمرار اطلاق النار هي المقبولة امريكياً .!! , وهذا هو الواقع بالفعل من دون الإعلان عنه .
بالرغم من أنّ مجلس الأمن القومي الأمريكي ليس بمؤسسةٍ رسمية في الولايات المتحدة كوزارة الخارجية او سواها , وهو لا يعدو كونه مؤسسة استشارية رفيعة المستوى تجمع وتستجمع رؤى الأجهزة الأستخبارية والأمنية الأمريكية وتصبّها في قالبٍ سياسيٍ خاص الى الرئيس الأمريكي , إلاّ أنّ السيد ” جون كيربي ” الذي جرى دفعه الى الواجهة , فقد افتقد كلياً القدرة على أداء دور الناطق الإعلامي او المتحدث الرسمي , حيث بدا فاقداً لقُدُرات التعبير والصياغة وحتى ” التحرير الصحفي ” في تصريحه الأخير , ولعلّ ذلك ما جرى دفعه ليغدو كبش الفداء في محاولة تضميد التناقضات في موقف الإدارة الأمريكية وتحولاتها من ساقيةٍ الى اخرى معاكسة في الإتجاه , وايضاً فهذا الموقف الأمريكي يشكّل اهانةً اخرى للسيد زيلينسكي في تجريده من اتخاذ ايّ قرارٍ ما لوقف الحرب .!

أحدث المقالات