23 ديسمبر، 2024 4:04 ص

ما بينَ الإحتقان السياسي والإنسداد السياسي!

ما بينَ الإحتقان السياسي والإنسداد السياسي!

في حكم المؤكّد او نحوه , فإنّ القارئ سيبادر تلقائياً او سيكولوجياً لينسب < القاسم المشترك الأعظم – وفق مصطلح الرياضيات – > لما بين الأنسداد والأحتقان , الى الإطار التنسيقي او قيادته , ودونما تردّد .

هذا الإحتقان الذي باتَ يتكشّف للعيان اكثر فأكثر , فإنّما يتأتّى من خلال عملية التنفيس السيكولوجي الذي يمارسوه بعض قياديي الإطار بطريقةٍ اكبر واضخم من الأحجام والمقاييس التقليدية وخصوصاً لما يبدو وكأنه اقرب الى الإرتجال في اطلاق التصريحات وضخّها الى الإعلام , ومن اعراض والأعراض الجانبية لهذه الحُمّى السياسية التي طالت اولئك السادة , أنّهم ما برحوا في اعادة وتكرار نقاطٍ محددة ” دون امتلاكٍ لسواها ! ” حيث تتمحور وتدور حول الإصرار على تشكيل حكومةٍ جديدةٍ < دونما اعتبارٍ لعدم وجود مرشّحٍ لرئاسة الجمهورية وبدون جهةٍ تشريعيةٍ تشرّع شرعية هذه الحكومة المفترضة > .. ازاء ذلك جرى ترقيع او تطعيم ذلك بالإعلان الضوئي الملوّن ! عن عقد جلسةٍ حديثةٍ للبرلمان في مكانٍ آخرٍ بعيدٍ عن قبّة البرلمان المشغولة والمصادرة الآن بمتظاهري التيار الصدري , لكنّه بدا أنّهم سرعان ما لاحظوا وانتبهوا الى صعوبةٍ ما في عقد الجلسة البرلمانية الموعودة .! < وكأنّهم يتحكّمون بأدارة وتوجيه دفّة كافة اعضاء البرلمان وميولهم واتجاهاتهم وانتماءاتهم > , في أيٍّ من المحافظات العراقية العربية.! , تحسّباً لحركةٍ احتجاجيةٍ – جماهيريةٍ مضادّة قد تنهي وتلغي انعقاد مثل هذه الجلسة ومن قبل أن تبدأ .! , ولا ريب أنها ملاحظةٌ ذكيّة واستباقية من السادة الإطاريين او قيادتهم , حيث قاد الخيال العلمي للإعلان أن مكان عقد الجلسة سيكون في اقليم كردستان , ودونما تفكرٍ وتحسّب اذا ما كان عقد الجلسة الأفتراضية في اربيل ” عاصمة الأقليم ” سوف يثير حفيظة الأتحاد الوطني الكردستاني الذي مقرّه ومعسكراته في محافظة السليمانية , حيث الأستاذ بافل الطالباني – رئيس الأتحاد هو الحليف الستراتيجي للإطار وقياداته وفصائله , كما أنّ العكسَ بالعكسِ اذا ما جرى انعقاد الجلسة في السليمانية , وتأثيرات وانعكاسات ذلك النفسية وغير النفسية على الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يبذل الإطار جهوداً جهيدةً في استمالته الى هذا الوضع السياسي المعقّد .!

المطلوب من بعض شرائح القرّاء والقارئات عدم الإنجرار المتسرع للتفاعل مع ايٍّ ممّا وردَ ذكره في الأسطر الأخيرة في هذا الشأن او في هذا الأداء المُمسرح ضمن هذا < الإخراج والمونتاج والسيناريو > في تلك الزاوية الإعلامية – الإطارية .! , وننسحب هنا عن كلّ ما جرى ودار , لنترك الإجابة الشافية الى نائب رئيس البرلمان الأستاذ ” شاخوان عبد الله ” الذي نفى رسميّا تلقّي ايّ طلبٍ لعقدِ جلسةٍ برلمانيةٍ في الإقليم الكردي او الكردستاني .!

الأبعاد البعيدة والقريبة لتلكم المجريات متروكةً للقرّاء في فكّ وفتح رموزها , الفاقدة والمتجردة والمنسلخة عن ايّ رموزٍ لا ترمزٍ ولا ترمش .!