ليس هنالك أدنى شك، أن حزمة قضايا منحرفة اجتمعت متظافرة لقتل الفكر الإسلامي المعتدل، تنحدر افكارها من الجاهلية والشمولية والإستبداد والوحشية، تحت ذريعة محاربة الكفر والتكنلوجيا، مسجلة ابشع صور تشويه الإنسانية بذريعة حماية الدين، وتنتشر كالوباء الذي يظهر في الشعوب المتخلفة علمياَ بعد ان اصبح في طي نسيان الشعوب المتقدمة.
غرابة وبشاعة افعال إجرامية تعصف بالعالم، تجاوزت مراحل التكفير والقتل والإرهاب لمخاليفيهم، متلحفين بقيم فاسدة منحطة ومتخذين من الإسلام ستار وللثورة شعار.
همجية داعش تجاوزت افعال إرهاب يقتل الأبرياء بلا ذنب، ولم تعد مشاهد الدماء تكفي لإشباع غرائز وحشية، وليس الرجال وحدهم معنيون بعد محاربة النساء والأطفال، ومحاولة تغيير المناهج العلمية والحياتية والإسلامية.
الإرهاب تطور وتفنن في أساليبه القذرة، وننتظر مرحلة ما بعد داعش كيف تغزو العالم بفكرها المتخلف القذر، مخالفاً لكل شعوب المعمورة والأفكار الإنسانية التي عرفتها البشرية، فقد قتل مسلحون شرطياً في باكستان يرافق فريق طبي للقاح ضد شلل الأطفال، في مناطق قبلية بعد ارتفاع حالة الإصابات، وإعتبار 80% من الإصابة في باكستان، في مناطق قبلية لمعاقل طالبان، سيما وأن مشايخهم يعتقدون ان اللقاح يحتوي على مادة من عناصر الخنزير الذي يسبب العقم، وأن الفرق الطبية جواسيس لحساب الغرب، قتلوا ما يقارب 58 شخص في هجمات على اللقاح شمال غرب باكستان من 2012 الى اليوم؟!
داعش في العراق قتلت لوحدها 3900 طفل من احداث الموصل الى اليوم، توفوا اثناء عمليات النزوح او القتل المباشر، وتَعدُّ مناهج دراسية لمدارس الإبتدائية لا يشمل مواد حقوق الإنسان والديموقراطية والوطنية والرياضيات، والمواد العلمية الكيمياوية والفيزيائية، التي تعتقدها مخالفة للإسلام، ومنعت تداول كلمة الوطن والعراق وسوريا لتحل اسم( الدولة الإسلامية)، و فرضت قيود مشددة على الهيئات التدريسية.
اطفال العراق لا يمكن احصاء ضحاياهم، قتلوا بالتفجيرات والذبح والعطش والجوع، او إستخدموا دروع بشرية، تنشر صور لهم تشوه البراءة، لأطفال رضع يُلفّون بالأعلام السوداء، وأستخدام غسيل الأدمغة وزراعة الفكر المتطرف لدفعهم للمشاركة في العمليات الإنتحارية، واستغلالهم جنسيا وإلاّ خطف اهاليهم إنْ رفضوا المشاركة.
التكفيريين في نيجيريا وأفغانستان وباكستان واليمن وكينيا والصومال ومالي وليبيا وسوريا والعراق وبقية الدول، هاجموا الجنس البشري بشكل فايروسي لم تعد القوة لوحدها، دون إنتزاع اقنعة الشذوذ بأسم الإسلام.
المجتمع الدولي أدرك الخطر الإرهابي والوباء الذي لا يستثني بقعة من الأرض، وعلينا ان لا نعول فقط على المواقف الدولية الداعمة للعراق، بل نستثمر اجتماع العالم لتوحيد الخطاب الوطني، ومن المعيب ان تأتي الحلول من الخارج، ونستهين بالقدرة العراقية التي اثبتت بكل طوائفها إنها رافضة لأفعال وتصرفات لا تمت للإنسانية والإسلام بصلة، ومرحلة ما بعد الإرهاب نعيش أيامها، ولقاحها الوحيد الشعور الوطني بالمسؤولية تجاه مستقبل اجيال العراق، وأن الخنازير والكلاب لأرفع شأن من تلك الأفعال الرذيلة المنحطة.