18 ديسمبر، 2024 9:15 م

ما الذي سيتغير بعد الأربعينية كي نتفاءل او نتشاءم ؟؟ وهل ان الأطراف المتصارعة ستأخذ العبر والدروس من جو الأربعينية الذي هو جو ( الجود الذي حصل اختيارا بالنفس والأهل في سبيل المباديء والقيم ) ؟؟ . وشتان بين تلك التضحية وبين التضحية بالمناصب والأموال والعداوات الشخصية التي يدفع ضريبتها شعب مسروق الدماء والأموال في بلد اللادولة والسلاح المنفلت والموازنة المسروقة والحسابات الختامية الغائبة منذ حرر الأمريكان والبريطانيين العراق لحد الآن !!

تحدثت عن المستقبل ووصفت المعطيات الراهنة التي ستقودنا اليه كتحصيل حاصل خصوصا وأن اطراف الصراع واضحة التوصيف والمعالم والأهداف .. انهما فريقان اساسيان في النزاع التيار والإطار وباقي الاطراف اما لها دور مكمل او هامشي ، ويمكن القول ان الخصومة والتي باتت عداء تأريخي هي بين السيد الصدر وأتباعه والسيد المالكي وأتباعه . وهدف كل منهما انهاء الآخر (سياسيا) على الأقل ، وأدعو الله ان اكون مخطئا .

تحدث كثيرا في السابق عن كيف ان السلطة في العراق مغرياتها رهيبة .. انها جنات الخلد قطوفها دانية وهي وجنات الخلد تشترك في غياب الحساب بعد دخولها ، رغم ان حساب السماء يلاحق اهل الارض فهو جل جلاله يمهل ولا يهمل .

اعلى امتيازات هذه السلطة وأغلاها هي الحصانة شبه المطلقة . . اقتل الفا في الزركة .. اذبح الفا في الرزازة.. غيب الفا في الصقلاوية .. أسرق (4) مليار وعش كالملوك في اوروبا ، احتل مدينة كاملة وهجر اهلها واكتب على بابها يمنع دخول رئيس وأعضاء مجلس الوزراء .. افتح مقبرة جماعية والويل لمن يفكر او يحلم فقط في فتحها .. وغير ذلك الكثير . الكثير .. وبفقدان تلك الحصانة  وبوجود خصم قوي شعبيا فأن الحساب سيكون على جرائم قد يعدم عليها الفرد الف مرة ، ولا داع للتفصل في ذلك … وهنا تتكشف لنا حقيقة

ان الحوار سوف لن يأخذ مداه الرحب بل لن يتحقق بطرفين الا اذا استند الى عقد مبرم الا وهو ان الحوار سيكون على تقاسم السلطة وتعديل بعض الجوانب في قانون الانتخابات وغيره وتحصل توازنات لحل الانسداد السياسي ، وطريقة الحل غير مهمة .. المهم ان تستمر حيازة الحصانة من خلال الاستمرار بنسيان او تناسي مطالب الشعب – الحلقة المفقودة – المعروفة والمتكررة الى حد الملل .. لأن الهدف الاسمى والاعلى هو حماية الحصانة لحماية التابعين واللصوص .

بعد الاربعينية .. اما ان يتلاحم التيار الصدري وتشرين ، ومرجعية النجف التي يبدو ان البعض لم يقرأ ما بين سطور خطبتها الجمعة الماضية .. بينما قرأ البعض حجم الانحياز المطلق لمطالب الجماهير ، وهي التي سبق ان قالت (( لقد بحت اصواتنا)) وأغلقت ابوابها تجاه الطبقة السياسية .. رغم كل ذلك قد يؤمل الشعب نفسه ببعض الحلول الجزئية الترقيعية التي ستجبر الاطراف على قبولها حقنا للدماء ، ويعود المفسدون لممارسة نشاطاتهم بحدود اقل انفلاتا .