ان ما سوف يحصل في فينا ليس مباحثات من اجل العودة للاتفاق النووي وانما عرض اوربي بدفع من امريكا مقابل استعداد ايراني للتعويض عن انحسار تصدير النفط والغاز الروسي الذي ادى الى ارتفاع الاسعار في الاسواق العالمية مقابل رفع العقوبات، هكذا تستغل ايران ضعف الموقف الامريكي الدولي والمحلي خصوصاً هوس امريكا من ارتفاع اسعار النفط في الداخل وتأثير ذلك على الانتخابات النصفية في نوفمبر القادم .. مما يعني ان ايران تتصيّد بالماء العكر دون مبالات لمواقف الحليف الروسي وانتهاز فرصة انبطاح ادارة بايدن التي تسعى لحل الازمة بأي شكل كان من اجل تحقق دعاية اعلامية كبرى كونها تمكنت من ايقاف مسعى ايران من انتاج السلاح النووي لاستثمار ذلك في الانتخابات المشار اليها انفاً، في الوقت ان الجميع يعلم لا احد يستطيع ان يضمن ايقاف برامج التسليح النووي حتى لو تم التوصل الى اتفاق جديد فأن ايران سوف تستمر في نفس عمليات التخصيب ولكن بصورة سرية انطلاقاً من اصرارها على المضي في مشروعها النووي وفق الاعيبها الخبيثة واساليبها المخادعة التي تعوّد العالم عليها .. لهذا افتعلت امريكا ازمة مع الصين من خلال زيارة نانسي بيلوسي الى تايوان وارسال حاملة الطائرات الى المنطقة لاظهار ان امريكا منشغلة في موضوع اكبر من الاتفاق النووي مع ايران الذي اصبح مسألة ثانوية امام قضية تايوان ومواجهة العملاق الصيني بالاضافة الى الاخفاقات في الحرب الاوكرانية والان حان وقت انهاء تلك الازمة .. هذة الالاعيب تكشف مدى خسة امريكا بعدم احترام تعهداتها مع الحلفاء وبالاخص سقوط مصداقية بايدن في اجتماعات جدة الذي أجمع المشاركين في الاجتماع على وحدة الرؤى في مواجهة التحديات الايرانية ويمكن اعتبار كلمات القادة بمثابة منهاج وخارطة طريق امام الرئيس بايدن الذي جاء من اجل تصحيح خطأ الابتعاد عن الشرق الاوسط كما ادعى وقوله الناعم ان امريكا تتفهم تحديات دول المنطقة ولا بد من العودة بقوة لكي لا تملئ الصين وروسيا الفراغ مقابل المساومة بشأن مسألة زيادة انتاج النفط للتعويض عن النقص في الاسواق العالمية نتيجة انحسار تدفق النفط الروسي الذي ادى الى زيادة الاسعار، وعندما وجد الباب موصد امام طلبة اتجه الى ايران نكاية بمخرجات جدة وفق اسطوانة الخيار الدبلوماسي الذي تعتبره امريكا افضل السبل لحل الازمة مع ايران في الوقت الذي لم يظهر اعتراض اسرائيلي على ذلك مما يعني ان الاطراف الثلاثة امريكا وايران واسرائيل متفقين على تهيئة السبل لايران بالانفراد بمشروعها النووي للوصل الى انتاج القنبلة النووية بعد ضرب اسرائيل للمفاعل النووي العراقي لكي لا احد في المنطقة يستطيع منافسة ايران في انتاج ذلك السلاح وايضاً لكي يتم ابتزاز دول المنطقة بحجة مواجة الخطر الايراني ولكن عندما انكشفت اكاذيب امريكا وفشل تحقيق ما كانت تصبوا الية مع اسرائيل في لعبة تشكيل ناتو عربي ورفض دول المنطقة دخول اسرائيل في حلبة الصراع مع ايران، عاد بايدن خائباً الى بلادة وبدء يتنصل عن وعوده والقرارات التي اتخذت في جدة واصبح اللعب على المكشوف باطلاق العنان الى ايران والاتفاق معها بترتيب الاوضاع بما يعوضها عن العقوبات الفاشلة مقابل رفع الارصدة المجمدة وغض الطرف عن اكمال مستلزمات تصنيع القنبلة النووية هذة الغاية من العودة الى احياء مباحثات الاتفاق النووي في فيينا بعدما ضربت امريكا عرض الحائط تعهداتها في مقررات جدة والذهاب الى ايران لفك ازمة ارتفاع اسعار النفط سواء على الصعيد العالمي او المحلي الذي تجاوز سعر الغالون في بعض الولايات الامريكية سبعة دولارات نتيجة سياستها الفاشلة اتجاه الحرب الروسية الاوكرانية والتصعيد مع الصين .. هذا التذبذب في المواقف الامريكية ليس فقط تأكيد على انعدام الثقة في مصداقية السياسة الامريكية كدولة كبرى من واجباتها راعية الامن والسلم في العالم وفق ميثاق الامم المتحدة وموقعها في مجلس الامن وانما ما يؤكد خبث نوايا امريكا اتجاه دول العالم وبالاخص المنطقة العربية .