أقول خلق الله الانسان من طين رخيص ورغم انه خليط من معادن اخرى وماء الا انه يبقى رخيصا بالمقارنة مع المعادن الاخرى الغالية , اذن الذي جعل الانسان ذا قيمة سيطر بها على جميع المخلوقات على الارض هي ان نفخ الله تعالى من روحه فيه وجعلها شرط لحياة الانسان لذلك فان الكرامة التي يتحدث عنها الجميع ما هي الا كرامة الروح وليس الجسد , التي نال شرفها الانسان من الله سبحانه وتعالى وجعل العقل صنوان لها وبدونهما فلا كرامة للانسان والدليل تحوله الى تراب بعد الممات. وتبقى الروح هي المحرك لعقل الانسان ,ويقابلها العقل يتحديد هذه الحركات وفهمها.
اذن لا اعتبار ولا قيمة للانسان الا من خلال الربط بين المادة (الجسد) والروح لانتاج التوازن الحياتي ولذلك وضع سبحانه وتعالى القوانين التي تنظم تناقضات الحياة وتجعلها ذات تناغم حيوي ثم تبعه  البشرتقليدا لذلك فان معرفتك لجوهر ذاتك هو الذي يحدد تفردك في اصل الاختيار وتحديد عمق وعيك الذي يؤهلك لفهم ما يحدث حولك ومدى عمق وعيك لايجاد حلول المخفيات او المموهيات التي لا يستطيع الجميع معرفتها او كشف مغاليق افهاماتها او اختلافها لتباين العقول .. وعليه فانت لا تستطيع ان تعمل شيئا لمن باع روحه ورضى ان يستخف بعقله.
لكن بعد 14 عاما من الاحتلال الامريكي والايراني للعراق تجد فسطاسين احدهما يتذكر بمرارة ذكرى تاريخ الاحتلال والاخرى تحتفل فرحا بذكراه !
ما يؤلمنا هو هذه الاحصائيات التي هي نتاج هذا الاحتلال وتداعياته :  بين 5 الى 6 مليون يتيم – اكثر من ستة ملايين امي –  نصف مليون معتقل  – مئة الف مفقود ربع مليون معوق و مثلهم جريح  اربعة الى خمسة مليون نازح داخل العراق –مليون قتيل – 4,5 مليون لاجيء  خارج العراق – 130 مليار دولار مديون اكرر 130 مليار دولار مديونية العراق – ويعادلها اموال مسروقة هي عبارة عن املاك لكل الخونة والعملاء الذين احتفلوا مبهجين بتاريخ 9/4/2003 .! ..هؤلاء فرحون بما سرقوا فعلى أي شيء انتم فرحون يا بعض من شعبنا ؟!! قبل هذا التاريخ كنا شعب واحد فانظروا الى ماذا جعلتونا الان ,وماذا اضفتم من بشر للعراق,فعن ماذا تفرحون ؟ .. يولوا طموا روسكم بالتراب اشرف لكم وحفاظا على كرامتكم التي اذليتموها بطائفيتكم وتبعيتكم .
أخبرونا إذن ماهي انجازاتكم خلال هذه الاربعة عش