18 ديسمبر، 2024 8:14 م

ما الذي يحدث قي ذي قار ؟!

ما الذي يحدث قي ذي قار ؟!

خبر عابر جدا إستوقفني ، بقيام سيطرة للجيش بالقبض على سيارة محملة بمادة (سي فور) شديدة الإنفجار مع سائقها ، ولم تتطرّق الأخبار إلى تفاصيل أخرى عن هوية هذا السائق وهدفه ، لم تقم بتحليل الخبر ، ولم تسمّ الأشياء بمسمياتها كالعادة ، هو ليس خبرا عابرا كالقبض على مخمورين أو خارقي حظر التجوال أو إغلاق صالات القمار الذي طالما تبجحت به قواتنا الأمنية المفلسة حقا من أي إنجاز أمني حقيقي يخص البلد بالصميم ، فإلى متى نبقى آخر من يعلم بقضايا ليست أمنية عادية فحسب ، بل تهدد وجود بلد بأكمله ، في ذي قار ، ثمة سيارات مفخخة تنفجر ، وقتل ممنهج لمتظاهري ساحة الحبوبي ، مع حرق لخيامهم ، أفعال تحمل بصمة داعش ، ماذا ؟ هل بُعثت داعش من جديد ؟ وفي الناصرية ؟ .

الأخبار المتسرّبة من هذاالحادث (وشكرا للفيس بوك) وليس للإعلام العراقي ، أن هذا السائق منتمِ للحشد الحكومي الذي أفرّقه كثيرا عن الحشد الشعبي الذي إنتهت مهمته بتحرير الموصل ، والسؤال هو ، كيف حصل على هذه المادة والتي تُصنّف من إنها متفجرات بلاستيكية شديدة الفتك ، والتي لا توجد حتى بالجيش ، بل بيد فرق النخبة الخاصة ؟ ، هذا يعني أن لهذا الحشد اليد الطولى في كل شيء يتطلب حسم المواضيع و “تصفية” الحسابات ، وليس “ظهيرا” للجيش كما هومتداول ، بل أن الجيش النظامي هو الظهير (ربما) لهذه الميليشيات ، قادة هذا الحشد من زعماء الكتل والأحزاب والتيارات ، لا تريد أن ترى جيشا قويا مدرّبا تدريبا عاليا ومسلّحا بأرقى أنواع الأسلحة ، بل يصرّون على إضعافه وإهانته وإبقاءه تحت السيطرة ، بتسليط الدمج وعديمي الخبرة ، ومن المغلوب على أمرهم كونهم يفتقرون للقوة والحزم ، وهذا أول مبدأ في الجندية ، وبهذا تتمكن قواتهم من أن تصول وتجول حسب اجندات زعمائها التى تأتيهم من الخارج عادة.

للأسف الشديد ، فإن عار سقوط الموصل لا يزال ساريا وملطخا لسمعة الجيش ، وقد تسلط عليه كل نطيحة ومتردّية وما أكل السبع كقائد عام للقوات المسلحة ! ، ربما إعتقد هؤلاء الذين لا يعرفون (يس ، يم) ، أنه منصب فخري ، أي سخيف زرع هذه الفكرة في عقولهم ؟هل الملعون (بريمر) ؟ ، هذا المنصب الكبير ،تترتب عليه مسؤولية هائلة ، ويجب أن يكون على درجة عالية من المهنية والخبرة وقوة الشخصية والحرص ، وفوق ذلك يجب أن يكون متفرغا تماما لهذا المنصب الخطير ، وبالمقابل يكون معرّضا للمسائلة ويقدّم للعدالة عند أي هزيمة ، بل أي خسارة مهما كانت طفيفة .

هيبة الدولة بجيشها ، وهيبة الجيش من دولته ، أما أن يُخترع رديف له هنا أوظهير هناك ، فهذا الفشل والتخبط بعينه ، فأي بلد محترم لا يمكن أن يتسع لجيش نظامي وميليشيات ، اللهم إلا البلاد الفاشلة ونحن أبشع مثال لها ، هُزم الجيش بثلاث فرق في الموصل لمجرد قدوم صعاليك يسعى القمل على رؤوسهم ، على (بيكبات) ، كل ذلك سببه إهمال الجيش وغياب الضبط والربط وعدم تفعيل قانون العقوبات العسكري في محاسبة المتسربين والفارّين ، وقطع يد من يتستّر على نصفه من الفضائيين ، وفساد قادته الذين وجدوا فيه مصدرا للمال والتجارة ، وتفشت فيه المحسوبية ، وتوغلت الطائفية فيه وسطوة الأحزاب ، وقُتل فيه الإعتزاز بالبلد والإعتزاز بالنفس ، وروح العقيدة بأن العراق أولا وفوق كل شيء ، وهذا لا يروق لقادة الأحزاب ، وفوق ذلك إمتناع أمريكا عن تجهيز الجيش بالأسلحة رغم الإتفاقية الأمنية التي طبلوا لها وزمّروا ، بل من الواجب رفع دعوى على الولايات المتحدة برفضها التعاون ونصف البلد وقع بيد داعش ، فهل خلا البلد من أي حقوقي يحرّك الدعوى ؟! .