23 ديسمبر، 2024 8:48 ص

بالاستفهام تُضاء الحقيقة المُضللة, وتكتمل الافكار المتشظية, ونفهم ما نُغيب عنه قصداً او دون قصد. الازمة الخليجية تحتاج الى استفهامات عن اسباب وماهيات قيامها, واين التطور في الازمة رغم انها بغلت من العمر ثلاثة اشهر؟!
السعودية تمتلك اكبر ترسانة عسكرية الان بعد ان استلمتها من امريكا في شهر ايار-مايو السابق وهي حليفة للولايات المتحدة الامريكية منذ اربعينيات القرن الماض بعد اتفاقية كوينسي, واقتصاديا فهي صاحبة شركة ارامكو النفطية ذات الشأن المهم لامريكا.
اذن السعودية وخليفاتها الخليجيات يمتلكن الان قوة عسكرية واقتصادية ضد قطر, والمقصود هنا ليست قطر وانما ايران.
فايران, اليوم, عُرفت بتوسعها الاسلامي داخل المنطقة كما هو الحال في العراق وسوريا ولبنان, وهذا التوسع يقلق السياسة الامريكية التي تدعم دولة اسرائيل بمشروع سايكس بيكو من اجل الاستقرار والتوسع في الاراضي التي يدعون انها ارض لليهود تاريخياً.
اذن المشكلة هي بين ايران واسرائيل وليست كما يُصدر لنا من حقائق على انها خليجية, ولو كانت خليجية فعلا لانحصرت بين دول الخليج فقط ولم تتدخل مصر في ذلك.
ما يزيد ذلك تأكيداً, هو الموقف العراقي الاخير, فرئيس الوزراء حيدر العبادي اعاد ترميم خط العلاقات الدبلوماسية بين العراق والسعودية التي كانت متشنجة منذ عقدين, وفتح الطرق للزيارات بين مسؤلين عراقيين وسعوديين كبار, منهم وزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي الذي ينتمي الى منظمة بدر ذات العلاقة الوثيقة بايران, بعث العبادي به كرسالة بأن موقفه اقوى من موقف التدخل الايراني في العراق. وايضا العبادي تحالف وبشكل غير معلن مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر صاحب اكبر جمهور شيعي في العراق وكذلك صاحب علاقات جيدة مع حكومة كردستان وبعض زعماء سنة العراق, فيما استعمل العبادي تلك الامتيازات لصالحه وفتح باباً للصدر لزيارة السعودية الشهر الماضي وكذلك مهد له زيارة يوم امس الى الامارات فيما استقبل العبادي وزير خارجية البحرين في الوقت نفسه.
امريكا ارادت العراق ان يكون طرفاً مساعداً للخليجيات لضرب ايران سياسياً, وكذلك تُضعف من شأنها القوي داخل مؤسسة الحشد الشعبي الذي تدعمه ايران كدرع لحمايتها وعصا قوة لضرب من يحاول ضربها.
علماً ان امريكا سلحت السعودية في شهر ايار وسلحت قطر في الشهر الذي يليه حيث ابرمت اتفاقية شراء 15 طائرة امريكية بقيمة 12 مليار دولار. اذن فإسم الازمة الخليجية لن يدوم طويلا بل سيتحول الى اسم الازمة العربية- الايرانية!