23 ديسمبر، 2024 6:04 ص

ما الذي يجعلكم تختلفون عن داعش؟

ما الذي يجعلكم تختلفون عن داعش؟

في الوقت الذي تتجه الأنظار نحو العدو المشترك الذي يستهدف العراقيين بجميع أديانهم وطوائفهم وقومياتهم، يحاول بعض الانتهازيين المتصيدين في المياه العكرة – ممن سارع  لارتداء بدلات المزايدات الخاكية، وأطلق المزيد من الرصاص باتجاه السماء الملبدة بالغموض، والتوجسات – استغلال الغيمة السوداء الجاثمة على صدر الوطن لتحقيق مآرب شخصية وفئوية.
في هذا السياق انتشرت، في مدينة البصرة، قبل أيام، شائعةٌ انتشار النار في هشيم الصدور المصدومة مما جرى في الموصل، أطلقتها جهات معروفة تتهم أتباع الدعوة اليمانية بتبييت هجمات مسلحة، وتحديد ساعات صفر، وما إلى ذلك من أكاذيب، هي كل ما يملكه خصوم الدعوة اليمانية.

والغريب المستهجن في الأمر أن نرى بعض المواقع الإعلامية، التي ترفع لافتات تصنفها على خانة المواقع التابعة للدولة، تتبنى خطابات تحرض بوقاحة منقطعة النظير على أتباع اليماني، وتهدد بسفك دمهم!

من الواضح أن سموم العقارب التي تنفث منطق الكراهية والاستئصال تجد فرصتها للترجمة على أرض الواقع بنسبة أكبر في ظل أجواء الاحتقان، وسيطرة الغرائز، والمخاوف والأوهام التي يغيب معها صوت العقل تماماً. وعليه لا أدري كيف تسمح الدولة بنشر كتابات تحريضية تقطر حقداً وخسة كالتي كتبها المدعو “مجاهد منعثر منشد” تحت عنوان “جند السماء داعش الجنوب”!

فالرجل – وهو من كتبة موقع “كتابات في الميزان” – يتهمنا، وبمنتهى الوقاحة، بأننا “جند السماء”، هذه الحركة التي لا نعرف عنها سوى ما بثته الفضائيات عن المعركة التي اسفرت عن استئصالهم، وبأننا “داعش”، ويستبيح دماءنا، بقوله: “فاعلموا باننا وعشائرنا سنتصدى لكم وسنزيلكم عن بكرة ابيكم وهذا ليس تهديد فحسب وانما حقيقة سترونها انتم ومن يدعمكم في القريب العاجل ان شاء الله تعالى”!

أما مستندات القضية التي بنى عليها حكمه القرقوشي، فهي إننا لا نتبع، على حد تعبيره، “مرجعية دينية معروفة”! ولأننا (وفقاً لمعلومات سابقة نشرت على الشبكة العنكبوتية مدعومين من قبل مخابرات اجنبية وسعودية قطرية)، واليوم – كما يزعم – (نفس الجهات الدولية التي تمول داعش في الموصل والانبار وديالى وصلاح الدين سوف تحرك اليماني وجماعته الضالة في المناطق الجنوبية لتفتح جبهات عديدة مع احداث بلبلة بسبب انشغال الجيش العراقي البطل في التصدي لتنظيم داعش الارهابي في المحافظات الشمالية والغربية)!!

هل من المعقول أن تصدر أحكام الاستئصال والتكفير تبعاً للأوهام؟ وهل من المعقول أن تكون المعادلة الحاكمة في العراق الديمقراطي، كما يزعمون: إما أن تكون تابعاً لـ “مرجعية دينية معروفة”، وإما أن تكون داعشياً كافراً تستحق القتل؟

إذن ما الذي يجعلكم أفضل من داعش، ومن أحق منكم بلقب داعش وأنتم تنتهجون منهجها نفسه في الأخذ بالظنون، وتكفير كل من يختلف معكم فكرياً، ولا تتورعون عن اتهامه بكل الأباطيل التي تعلمون جيداً أنها افتراءات صنعتموها بأيديكم؟