قَدَر العراقيين أن يتنظروا أنقاذا خارجياً بعد كل الذي حل بهم من ويلات .
هذا القدر جاء بالأحتلال الأمريكي ليخلصهم من نظام دكتاتوري دام أكثر من 35 عام . وكان الحلم أن أمريكا قد جاءت محررة وهو شعار رفعته أمام العالم بعد أن تجاوزت كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية فغَزَت العراق على أنه بلد يشكل خطراً على الشرق الأوسط بدعوى أمتلاكه لأسلحة دمار شامل .
لكن أمريكا وبفعلتها الغازية قد أجرمت بالعراق والعراقيين عندما جائت بعصابات وقطاع طرق كانوا يتقاضون المساعدات متسولون لايملكون قوت يومهم ليصبحوا حكاماً للنهب والسلب والقتل والتهجير .
أمريكا التي غزت العراق وأجرمت بحقه أزدادت أجراماً وهي تعطي ضوء أخضر لرجل أيران في العراق ( المالكي ) ليجكم العراق بطريقته وكان اللقاء الكارثي بين أوباما والمالكي حين تم تأمين الدعم الكامل للمالكي الذي لم يصدق وهو على سدة الحكم وبدل من أن يستغل الدعم الأمريكي والعالمي لبناء بلد ناجح راح يفتعل الأزمات وينشغل هو وحواشيه بعمليات فساد تزكم الأنوف شابتها الكثير من الفضائح .
عام بعد آخر انهار كل شيء في العراق في ظل حكم المالكي الذي انتهى بتسليم أكثر من نصف مساحة العراق بيد الأرهاب دون قتال . ما شكل نكسة حقيقية للعراق لاتقل خطورة عن نكسة حزيران العربية .
المتتبع المنصف لولايتي المالكي وما حصل فيها سيكتشف كوارث حقيقية وأحصاءات مريبة لأعداد من القتلى المغدوري والأرامل والأيتام ومجمعات عشوائية وعدم احترام للقانون وغياب الحكم الرشيد وعمليات نهب منظم لأموال العراق بعد تدمير متعمد لكل المنظومات الخدمية تعد تدمير متعمد لقطاعات الزراعة والصناعة والتعليم فضلاً عن انهيار المنظومة الأمنية .
كل هذا الذي حدث كان قد أزداد شراسة وغيلة بعد لقاء أوباما مع المالكي . ترى ما الذي سيجنيه العراق من لقاء مرتقب بين حيدر العبادي ودونالد ترامب الرئيس الأمريكي الجديد .
هل سيكون دونالد ترامب بنفس الغباء المعروف لأوباما والذي ساعد على تسليم العراق بالكامل لأيران أم أن هنالك سياسة أخرى .
هل سينقل العبادي معاناة العراقيين بشكل واقعي وما فعله حكامه وهو واحد منهم من تدمير واضح للعراق ؟ هل سيجروء العبادي في أن يكشف للرئيس الأمريكي عمليات النهب المنظم لأموال العراق ومن هم المسؤولون عنه . هل سيعمل العبادي على طلب الدعم الأمريكي لينهي والى الأبد عار سياسات حكومتي المالكي ؟
هل سيكون العبادي عراقياً قبل كل شيء أم أنه سيدافع عن حزبه وأمينه العام المالكي .
لازالت الهواجس ذاتها على أن العبادي لن يقدم شيء للعراق وأن عمليات تحرير المدن من أرهاب داعش كان بأرادة مرجعية وشعبية ودولية وليس بأرادة حزب الدعوة ذلك أن أمينه العام هو من سلم تلك المدن للأرهاب .
مطلوب من العبادي وهي فرصته الأخيرة أن يكون عراقياً ويطلب دعماً دولياً لأعادة ـأموال العراق وتقديم أسماء من نعب العراق من المسؤولين السابقين وأولهم المالكي وأبنه أحمد وباقي المسؤولين رغم أنني أشك في ان العبادي سيفعل هذا .
وقبل أن نستبق الأحداث رغم وضوحها علينا أن ننتظر لأيام حتى تتكشف نوايا ما بعد لقاء العبادي بترامب فهل سيكون ترامب غبياً ليعطي العبادي ذات الدور الذي أعطاه أوباما للمالكي أم ان الأدارة الأمريكية ستكون ملزمة بمعالجة مشاكل العراق ..
الأيام حبلى وأعتقد أن عقلية العبادي لايمكن لها أن تقدم للعراق سوى وعود كاذبة ..فهو جزء من منظومة مخربة يرئسها أمينه العام ولو كان العبادي حريص على البلد لكان قد وضع المالكي ورجالاته خلف القضبان لكن العملية تحتاج شجاعة ممزوجة بالوطنية .