23 ديسمبر، 2024 4:41 ص

ما الذي حصل في مطار البصرة

ما الذي حصل في مطار البصرة

تناقلت وسائل الاعلام هذه الايام خبر عن حادثة سرقة اربعة عشر حاوية معدات من مطار البصرة، ورافقها الكثير من الاتهامات والتأويلات البعيدة عن الواقع. ونود كشف الحقيقة وتسليط الضوء على ملابساتها و تقديم الجاني الحقيقي للرأي العام والجهات المسؤولة كالنزاهة والقضاء ليأخذ جزائه الذي يستحق. اقول بداية ان لا علاقة لمطار البصرة وسلطة الطيران المدني ووزارة النقل بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد. وأن الحادثة حصلت في المطار العسكري المجاور لمطار البصرة المدني. ولهذا الموضوع اوليات لا بد من التطرق لها.
كان المطار العسكري تابعا لقوات التحالف قبل انسحابها من العراق ثم قاموا بتسليمه للقوة الجوية العراقية اثناء الانسحاب وكان امر المطار حينها هو الفريق اول الطيار حامد المالكي قائد طيران الجيش حاليا. وحينها اهدت قوات التحالف للقوة الجوية العراقية العديد من المعدات والاجهزة والتي شكلت اربعة عشر حاوية من حاويات السفن. وبعد ترقية حامد المالكي الى قيادة طيران الجيش وانتقاله الى بغداد بدعم من نوري المالكي عين ابن اخته اللواء الركن الطيار حسن لعيبي خلفا له كآمر لمطار البصرة العسكري وسلمه تلك الهدية الثمينة الاربعة عشر حاوية. وظل طوال هذه السنين يتحين الفرصة لاخراجها من المطار العسكري وبيعها. 
واخيرا تم الاستعانة بأحد المقاولين واسمه ( احمد) والذي هو معروف في المطار العسكري ويتردد هناك كثيرا لقيامه بتنفيذ العديد من المقاولات فيه. وفي يوم الحادثة، ادخل هذا المقاول اربعة عشر شاحنة حاويات الى داخل المطار العسكري وتم تحميل الحاويات وحاول اخراجها بحماية مسلحين ونجحت عشرة منها في المرور من خلال سيطرة عمليات البصرة، لكن تم ايقاف الحادية عشر منها من قبل احد افراد الاستخبارات العسكرية الذي طلب منهم ورقة الاذن بالخروج فأسقط في يدهم وتبين انها عملية سرقة، عندها ادعوا كذبا وزورا انهم يتبعون احد فصائل الحشد الشعبي. فألقي القبض على السائقين الاربعة وعلى المقاول احمد والذي لم يعترف بعد على الجاني الحقيقي. وعند سماع الفريق اول حامد المالكي بتلك الاخبار السيئة سافر سريعا الى البصرة لمحاولة لملمة الموضوع بأي ثمن اما بأسكات الشاهد او رشوة صديقه قائد عمليات البصرة جميل الشمري لغلق الموضوع.