انتهى مؤتمر اربيل دون نتائج تذكر ولم يتمكن اتحاد القوى من تسجيل نقاط مميزة تمكنه من التأكيد على مطالبه التي ينادي بها ،وترك على مقاعد القاعة المخصصة للاجتماع مطالبه وأمنياته التي بشر بها والتي تمثل مشروع الإقليم السني وتأسيس جيش سني قوامه 100 ألف مقاتل بدعم دولي.
وفشل مؤتمر اتحاد القوى السنية في اربيل ليس امر مفاجئا بل كان متوقعا من قبل معظم المتابعين للشان السياسي ولمؤتمر اربيل لوجود معوقات كثيرة لم يتمكن اصحاب المؤتمر من حلها قبل التوجه الى بوابات اربيل وتركوا امر حلها وراء الزمن القصير فكان ان خرجوا بمثل ما دخلوا فيه من امنيات وقرارات،بل ان مقررات المؤتمر كشفت عن وجود مسافة كبيرة بين المجتمعين مما دعاهم الى ترك اتخاذ القرار للمحافظات الثلاثة التي التقوا من اجلها.
وغير هذا فان كل ما طالب به البيان الختامي من فقرات انما تمثل جمل معادة لمطالب السياسيين العراقيين والكتاب والمواطنين ولم ياتوا بشيء جديد مطلقا وهي مطالب واقعية لم ترفض الحكومة او اي جهة منصفة تنفيذها.
وسبب فشل مؤتمر اربيل يكمن في علته الاساسية وهي الاقليم وهذه الفقرة تمثل نقطة الخلاف الاساسية التي لم يتفق عليها القوم وينظرون اليها من زوايا مختلفة اما خلاف ذلك فان جميع المشاكل يمكن الاتفاق عليها من قبيل تشكيل الجيش السني والتدخل الدولي والدعم العربي والموقف من الشركاء السياسيين في بغداد واربيل.
ومشكلة الإقليم مشكلة مركبة لدى القوم فهي مشكلة في فهمها وفي طبيعة ادارتها وفي الجهات التي تقودها وفي المناطق التي تضمها،هذه مشكلة الراغبين، اما الرافضين فهم اتباع البعث والقوميين والذين يعتقدون بامكانية البقاء في عراق موحد لكن بشروط،وغير هؤلاء من يعتقد ان زمن الاقليم لم يحن وان امكانية التعايش لازالت قائمة وان زمن الشروط غير متوفر،اضف الى هذه الخلطة من الفوضى والمشاكل من يطالب بتشكيل الاقليم من الان وان شرط اخراج داعش هو قيام الاقليم السني خاصة وان من يطالبون بمثل هذه المطالب انما ينطلقون من الواقع القائم الذي يرتكز على ان ابناء العشائر السنية انما يشكلون حوالي 80 بالمئة من تشكيلات داعش،وبالتالي فان هؤلاء سينسحبون من هذا التنظيم الارهابي وينقلبون عليه وبالتالي سيقضون عليه.
كان على قادة القوى السنية ان يقرءوا واقع العراق جيدا ومن زاويتين الأولى الوضع السني وتقاطعاته والثانية طبيعة المرحلة التي يمر بها العراق والمحاولات الحثيثة التي يقوم بها من اجل ان يعود للمنظومة العربية والاقليمية والدولية،فقد يكون البعض قد فهم ان مؤتمر اربيل محاولة للخروج من عباءة المركز وهذا الخروج او الايهام سيترك اثار سلبية على وضع العراق العام.
بالمحصلة فان مؤتمر اربيل لم يحقق شيئا للقوى السنية وربما كشف عن جملة من النقاط السلبية التي لم يطلع عليها البعض او تلك التي لم تبدوا للعيان وكان عليه ان لا يسعى لكشف عوراتها.