22 ديسمبر، 2024 5:24 م

في عام 1784 نشر الفيلسوف الالماني عمانويل مقالة له رداً على سؤال قدم له .ما التنوير ؟
ليجيب على هذا السؤال بما يلي …
(التنوير هجرة الانسان من اللارشد والانسان هو علة هذه الهجره .واللارشد هو عجز الانسان عن الافادة من عقله من غير معونة الاخرين .كما أن اللارشد سببه الانسان ذاته عندما لا تكون علته مردودة الى نقص في العلم وانما نقص في العزيمة والجرأة على أعمال عقلك .هذا هو شعار التنوير فالكسل والجبن هما السببان في بقاء معظم البشر في حالة اللارشد طوال حياتهم مع أن الطبيعة حررتهم من الاعتماد على الاخرين ) هذا النص من المقالة المؤسسه لعصر التنوير الاوربي الذي فجره الفيلسوف الالماني كانت.بعد سنوات من الجهل والتخلف والظلم في ممالك الظلام والاستبداد .أن اللبنات الاولى التي انطلق منها زمن التنوير. هي مؤلفات الفيلسوف عمانويل ليقدمها في كتبه الثلاث الاكثر شهرة ..

(نقد العقل العملي )(نقد العقل الخالص ) (نقد الحكم) شارحاً مشروعه التنويري ضد كهنه الجهل وسلاطين الظلم .الذين يدعون لسلطة النص مقابل سلطة العقل وامتلاك الحقيقة المطلقة قبال الحقيقة النسبية .ليضع العقل بصفته السلطان الاول، لينطلق الانسان من خلاله في بناء حياته ووجودة. قبال عمليات التجهيل وفرض الوصايا على عقول الناس وحياتهم والادعاء بعدم قدرة الانسان على معرفة المصالح والمفاسد، الا من خلال اوصياء الفكر وكهنه المعابد .لم يتوقف كانت عند هذا الحد بل اوضح ان عملية التنوير واستخدام العقل لا تتحقق الا من خلال اعطاء الحرية للانسان، موضحا ان الحرية: هي التي تسمح بالاستخدام الكامل للعقل الانساني في جميع القضايا .حيث الفيلسوف يقول لك( لا تفكر بل تدرب ، اما الكاهن يقول لا تفكر بل أمن) .ان الحرية التي تعطى للعقل هي الحرية التي تنير للبشر حياتهم، الحرية التي تكون بلا قيد أوشرط في مختلف القضايا التي تمس حياة الانسان ومتغيراته.لقد قدمت كتابات كانت في القرن الثامن عشر البدايات الاولى لعصر التنوير الاوربي الذي سبق ان ازدحم بالمحرمات الفكرية التي وقفت ضد العقل مع النص محاربتاً اي محاولة لمحاكمة النصوص والكهنة .حيث تعرض العديد من المفكرين الاحرار الى القتل والحرق بتهمة الزندقة والمروق من دين الكنيسة الرسمي .أن اي عملية اصلاح في مجتمعاتنا تحتاج ألى اعمار العقل وشيوع التفكير العلمي والابتعاد عن ثقافة التكفير والتهم الجاهزة ضد اي عملية نقد فكري .الاخطار التي تدمر مجتمعاتنا هي الادعاء باننا نملك الحقيقة المطلقة ،المحرمات التي لا يجوز المساس بها ، الدوغمائية التي تعني التزمت والتطرف في اعتناق الافكار بدون نقاش أو نقد واخذ الافكار كمسلمات يقينيه.

أخير اختتم بنص من نفس مقالة التنوير يوضح فيها كانت أن الثورات قد تعود وبالا على المجتمعات اذا كانت بلا وعي او تنوير حقيقي(إن الثورة قد تسقط طاغية لكنها لا تستطيع أن تغير من اسلوب التفكير ،بل على الضد من ذلك فأن لثورة قد تولد سؤء يكبل الدهماء.أن التنوير ليس في حاجة الا الى الحرية وافضل الحريات خلوا من الضرر هي تلك التي تسمح بالاستخدام العام لعقل الانسان بالقضايا العامة )..

ومضة :

تعامل مع مبادئك كأنها ستكون قانوناً للعالم.