23 ديسمبر، 2024 7:14 ص

ما اقل المُعَمّمُين وكثرة الِمعَمْمّين الذين يخدعونا

ما اقل المُعَمّمُين وكثرة الِمعَمْمّين الذين يخدعونا

حظيت العمامة الاسلاميه السوداء والبيضاء باهتمام خاص في الفكر الاسلامي لكونها سنة الرسول (صلى) وأهل بينه الأطهار وأصحابه المنتجبين الأخيار , ولكونها ترمزالى التقى والورع والانغماس في الدين , ولكن لم تكن القدسية والمكانة للعمامة لذاتها بل لحاملها, ولطلما ارعب المُعَمّمُون سلطات النظام السابق واجهزته الامنيه , فكان نصيب المُعَمّم انذاك الا ان يكون مراقبا وملاحقا ومطاردا , ومن كان يدخل الحوزه العلميه ويتعمم فليستعد لهذا البلاء وان يضع في حساباته كل الاحتمالات من سجن وتعذيب ؟! وكان المُعَمّمُون وما اكثرهم بالقوه والفعل لا بالعدد في تلك المرحله … بعد سقوط النظام عمت الحريات فانتشرت ظاهرة الِمعَمْمّين خارج الوساط الحوزوي بدافع استغلال عواطف واحترام الناس الى المُعَمّمُين, لذا اختلف التقيم واختلت الموازين واصبح لبس العمامة مسألة تستحق الوقوف عندها ومناقشتها بتامل وبموضوعية وتجرد, حيث من المؤسف له بعد 2003 تحولت العمامة بدورها ورمزيتها وتاريخها الى صنعة يحترفها ويجيدها اشباه المتعلمين كوسيلة لخداع الناس وايهامهم بالفكرة والهدف الذي يريدوه ,فكثر الِمعَمْمّين وقل المُعَمّمُين, فالصنف الاول تراهم ينزعون عمامتهم ويستبدلوها بكاسكيته بمجرد ان يركبوا الطائرة , ويخلعون جببهم ويلبسون بدلها برمودة عندما يصلون الى شواطي السباحة في بلدان الكفر كما يدعون , فاي قيمة ابقوا هؤلاء للعمامة والجبة الاسلامية ؟! فهؤلاء جنسياتهم الاجنبية وليس عقيدتهم هي أغلى مايملكون وليس عمائمهم ووجببهم لانهم اجانب من اصول عراقية وولاءهم الدائم لوطنهم الأم وليس للعراق البلد البديل الذي لا يتعدى كونه مقر عمل وتجارة سياسية بعنوان ديني تدر عليهم ذهبا .

هناك اتساءل منطقي , مفاده لماذا من لم يكن طالبا للعلم يلبس عمامة؟! البعض يقول: لبس العمامة سنة نبوية , وانا ارد عليه العمامة لباس عربي قبل كل شيء , فقد لبسها ابو سفيان ومعاوية ويزيد واذا كانت سنة نبوية وهي الحق , فان السنة ليست مظهر بل هي جوهر ويجب تطابق الجوهر والمظهر , ولبس العمامة هي من حيث النتيجة لا النية , فانا ارى لبس العمامة لمن ليس هو طالبا حوزويا , هو نوع من الرياء يترتب عليه مخالفة شرعية لان القصد من لبسها المال والتميز والشهرة والمديح الباطل بادعاء العلم وتزكية النفس والتقوى وهي مخالفة صريحة لقول الله تعالى «لا تُزَكّوا أَنفُسَكُم هُوَ أَعلَم بِمَنِ اتَّقى- النجم – الآية – 32 »

وعليه نرى ضرورة ان لا يسمح بلبس العمامة الا لطلبة الحوزة العلمية لغرض الحفاظ على المكانه المرموقه التي يحظى بها المُعَمّم في المجتمع العراقي من ود واحترام ولدفع الطارئيين الاميين في الدين , فنحن نريد ان لا يغّيب الِمعَمْمّين المُعَمّمُين وان يبقى المُعَمّمُون بدورهم ومكانتهم في المجتمع كما كانوا بالأمس يحظون باحترام الشارع العراقي باعتبارهم شريحه تعمل وفق احكام السماء ومنصرفين للتفقه في الدين والناس مطمئنه لما يفتون به من مسائل شرعيه , كما ندعوا الناس ان يميزوا بين المُعَمّم والِمعَمْمّ حيث الأخيرلا يفقه شيئا مما يدعي من الفقه مستغلا عواطف الناس واحترامهم للمتدينين لتحقيق إغراضه الدنيويه والشخصيه وما أكثر هؤلاء اليوم؟! ونريد تدين وإرشاد المُعَمّم الذي لبس العمامه بنية التفقه في الدين , لا الِمعَمْم الذي تحول الى لص بزي عمامة فمارس السحت الحرام , وجعله حلالاً شرعاً , دون رادع ووازع ضمير , فاصبحت السلوكية اللصوصية اولى فرائض الدين … ان اول خداع وغش مورس بعنوان العمامة من قبل الدعي عبيد الله بن زياد اثناء قدومه من البصرة الى الكوفة عندما لبس عمامة سوداء وتنكر على انه الامام الحسين (ع) وبعدها استمر هذا الخداع والتضليل يتكرر في كل العصور الى اليوم .

اخيرا كل التقدير والاحترام لعمائم مراجع تقليدنا العظام في النجف الاشرف ولطلبة الحوزات العلميه التابعين لهم المواضبين على الدرس الفقهي والعقائدي….كل التقدير والاحترام لعمامة سماحة السيد حبيب الخطيب ابرز وكلاء اللمرجعية الدينية الذي حرص سابقا وحاضرا على مدلوية وشرف هذا اللباس واحترامه وجسده ليس بشخصه وحده بل في نجله الاكبر السيد محمد الخطيب حامل (دكتوراه فلسفة) ويدرس البحث الخارج في الحوزة , ونجله الاصغر السيد مصطفى الخطيب (مهندس) بمجرد ان تعمم الحقه في الدراسة الحوزوية رغم حاجته له في ديوانه ومتطلبات اعماله .