25 ديسمبر، 2024 11:50 م

ما اجمل الصداقة.. وما اجمل ذكريات الماضي بين الادباء

ما اجمل الصداقة.. وما اجمل ذكريات الماضي بين الادباء

تكتب اقلامنا في بعض المناسبات عن شخصيات ثقافية جسدوا من خلال اقلامهم المستقلة الواقع الثقافي الصحيح ونقرأ لهم دوما من خلال المنشورات والمقالات التي يكتبونها كلمات نابعة  من قلوب صافية ممزوجة لمصداقية الكلام..  رجال كتبوا الكثير وربما لم يحالفهم الحظ للوصول الى النجومية العالمية ولكنهم وصلوا الى قلوب الكثيرين في مجال الادب والثقافة العامة..
من فينا لا يسمع او يعرف معلومات عامة عن قرية الخضرانيه هذه القرية التي اختارها الله ان تكون بقعة مميزة للعلم والمعرفة بعزيمة اهلها  فربما تجد في كل بيت شهادة أكاديمية سواء كان في مجال الطب او الهندسة او التعليم او الشهادات الجامعية الاخرى  والجميع يحملون معهم صفة الكاتب والاديب لان الثقافة بكل فروعها تعني لهم الكثير اضافة  الى شهاداتهم الأكاديمية ومن لا يعرف قريه الخضرانيه لابد ان يسأل عن منبع  العلماء ورجال الثقافة الذين صنعوا حاضرهم بأيديهم وكتبوا ماضي اجدادهم بأقلامهم وبكل تفاخر رغم ما كان سائد في تلك الاوقات في مناطق الريف العراقي عموما من فقرعقيم وجهل مظلم..
الا ان هؤلاء الاجداد تركوا خلفهم الذرية العلمية الصحيحة التي تجاوزت كل الابعاد والمفاهيم في قانون الممنوعات القبلية كونهم تمسكوا بسلطة القلم وتمسكوا بالعادات والتقاليد وفق المفهوم العلمي والثقافي ووفق ما كتبته الشرائع السماوية….
اليوم وانا اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي شاهدت اثنان من عمالقة الادب في هذه القرية يكتبون في تعليقاتهم عن الماضي الذي كانوا يعيشونه وبطريقتهم التعبيرية وكتابتهم الجميلة انهم الاستاذ سالم خلف الجبوري والاستاذ ابراهيم حسين حمادي فقد كتب الاول الاستاذ سالم عن حياة الطفولة ومارافقها من بؤس وحرمان وكيفية التعلق بالتراث الريفي والثقافة العامة فقام الاستاذ إبراهيم بكتابة تعليق يقول فيه
((منذ بدايات الطفولة في الخضرانيه القديمة في الستينات من القرن الماضي .كنا نراك شابا مميزا .وخاصة عندما تأتي في الإجازة وتحمل معك انواع الجرائد والمجلات .التي اضافت على شخصيتك صفات نادرة ثقافية وفنية.. .واليوم تكمل مسيرة حياتك برواياتك الراقية في الاسلوب واللغة والتعبير عن احداث مضى على اغلبها اكثر من نصف قرن ..دام مداد قلمك الاخ الكبير ابو ديار  وسلمت ذاكرتك القوية التي تخزن احداث الماضي .ليخطها العقل قبل القلم ويصنع منها تلك الروايات الجميلة والرائعة))..
نعم ان العقل هو من يقوم بالكتابة فالقلم مجرد أداة نحركها بأصابعنا لتجمع لنا حروف الكلمات…
هنا يجيب الاستاذ سالم على صديقه فيخاطبه بنفس الطريقة التي تمزج الماضي بالحاضر..
(( استاذنا الفاضل ابراهيم حسين حمادي المحترم
بدايات الوعي والبلوغ بدأت معكم وفي بيتكم العامر…كنت انت واخوتك جميعا اقرب الناس لي واعز اصدقائي واقربهم الى نفسي…
كان الشيخ جاسم الثنائي الدائم لي..والاخ علي هو الانسان الذي لا يفارقني كلما كان ذلك ممكن والمرحوم احمد كانت بيني وبينه رفقة فنية وثقافية واعلامية…
مشتركاتنا الادبية لا حدود لها واذكر انه كان يزودني دائما بنسخة من مجلته الشهرية…الفكاهة…التي يحررها بخط يده…
لازالت الاثار الايجابية لتلك السنين الخوالي تجمعنا بمشتركاتها الرائعة العطرة..
تحياتي واحترامي لكم استاذ ابو احمد الغالي))
نعم انها وثائق ادبية من المنظور الثقافي حفظها عقول الرجال الاوفياء لتراثهم وعدم تأثرهم بالعصرنة الحديثة فالكاتب دوما يضع حقيقة نفسه قبل حقيقة الاشياء ويكتب بلهجة التواضع وليس من باب الشهرة او المكاسب الدنيوية الاخرى… يكتبون عن اقدارهم وماضيهم مع القرية ودرابينها الطينية.. ويكتبون عن الشتاء والربيع وعن قرية الخضرانيه وعن الشرقاط ومدارسها وعن وظائفهم وسفرهم الى بلدان عديدة من اجل المعرفة….
نعم انهم يكتبون تاريخ مشرف ناصع البياض. كلماته نابعة من عقول ادباء كبار ولا يقبلون ان تجف الاحبار في اقلامهم مهما تسارعت ساعات الزمن…..

أحدث المقالات

أحدث المقالات