تكلف اغلب دول العالم لجاناً تحقيقيةً ،لكشف ملابسات قضية ما ؛ وعادة ما تخرج هذه اللجان بنتائج وما توصلت إليه من حقائق بعد التدقيق والتمحيص . الوضع في البلد اليوم مختلف جداً ، بل بالمقلوب . فقد تم تشكيل آلاف اللجان التحقيق ، والغريب في الأمر أن بعض اللجان لم تعلن نتائج ما توصلت إليه ، وأصبحت بعض الملفات في طي الكتمان ،لدرجة أن بعض المتهمين خصوصاً في قضايا الفساد يشعرون بالسعادة والسرور عندما يتم تشكيل لجنة ما لان الفرج جاء على أيدي هذه اللجان من خلال التسويف والمماطلة وطول المدة في عرض النتائج التي يحمل بعضها نوعاً من الطرافة التي لا يستوعبها العقل ؛ كما الحال في فاجعة ” الكرادة” حيث حملت لجان التحقيق الكلاب ” كي نان ” مسؤولية ما حدت نتيجة الإرهاق والتعب وقلة الطعام وارتفاع الحرارة وتقدم عمر بعضها وغيرها من المبررات حال دون أن تقوم هذه الحيوانات المسكينة بواجبها على أحسن ما يكون . ولكن، أطرف ما سمعت ما قاله لي احد الأصدقاء عن تشكيل لجنة تحقيق بحق موظف حكومي لسبب ما ؛ حيث استمر التحقيق سنوات و الأخ الموظف يقضى راتبه كاملاً ، وهو جالس في بيته دون أن يقوم بأي عمل انتظاراً لنتائج التحقيق ، لدرجة أن بعض موظفي في نفس الدائرة التي تعمل فيها الموظف المحال إلى التحقيق ؛ أصابتهم الغيرة ، تنموا أن ينعم الله عليهم بلجنة تحقيق من هذا النوع يستطيعون من خلالها الحصول على رواتبهم وهم في بيوتهم .