قضية وحدث بدأ بتصريح سابق للإعلامي والوزير اللبناني جورج قرداحي، واصفا الحرب في اليمن بأنها “عبثية” وهذا كان قبل توزيره، في حقيبة الإعلام في الحكومة الحالية, وسبب ضررا شديدا وأذى للبنان وشعبه..
رغم أن توقيت نشر هذا اللقاء جاء متأخراً عن تاريخ صدوره، عندما تم سؤاله عن حرب اليمن التي شنتها المملكة والإمارات, مع من سار بركبهم إضافة لمشاركات من الدول الغربية داعمة لبقاء تلك الحرب العبثية، من أجل تصريف السلاح والعتاد وملحقاته، بغرض الإستدامة مع كثير من الملحقات والمكملات، وكل الطلعات الجوية من الدول الغربية، التي لم تكن بالمجان.. لكنه سوق كسبب للمشكلة.
إعترضت أربع دول خليجية على ذلك التصريح، مع إستهجان واستنكار, وتصريحات رنانة وتشغيل الماكنة الإعلامية وذبابها الأليكتروني، بغرض تسقيط شخصية الوزير, لكنها لم تجد نفعاً، فالتجئوا لسياسة سحب السفراء, مطالبين بعزل الوزير أو تقديمه إعتذاراً صريحاً.. لكن ذلك لم ينفع أيضاً عندها إستعملوا كل الممكنات, نزيهةً كانت أو قذرة, فبدأت بعدم إستقبال المنتوجات اللبنانية، التي يعيش عليها الفلاح اللبناني، وهذا أثر بشكل سلبي، سيما أن لبنان بلد لا يمتلك قدرات وثروات دول الخليج، ولا ننسى دور الأحزاب اللبنانية التي تأتمر بأوامر خارجية، بتأجيج الوضع والضغط على الحكومة بالتظاهرات، مطالبين الوزير بالإعتذار أو الإستقالة.
من خلال مراسلات وزيارات سرية لفرنسا، بغرض التدخل بهذه المشكلة العصية على دول التطبيع، لحمل قرداحي على إحدى الأثنيين، (الإعتذار أو الإستقالة) فكان التدخل من قبل رئيس وزراء فرنسا عاملاً في تذويب الجليد، لكن هذه المرة ليست كما في السابق، بل بتهديد مبطن, من أن تلك الدول سَتُرَحٍلْ كل المواطنين اللبنانيين من بلدها، وتحرمهم من الإقامة والعمل، وهذا سيؤثر سلباً على لبنان أولاً من خلال منع العملة الصعبة، وثانيا على عوائل تلك العمالة، التي سَتَقْطَعْ أحد خطوط إقتصاد لبنان، وهم كثيرون .
سؤال يؤرقنا ويجعلنا نلعن كل الذين يسمون أنفسهم عرباً، وهم لا يملكون أبسط مقومات أو أخلاق وكرم العرب، الذي ضربوا الأمثال، ويتغنون بتاريخ “حاتم الطائي” وكأنهم ينتمون له او هو أحدهم، فنقول لهؤلاء بماذا فكرتم عندما إجتمعتم على تجويع لبنان؟ هل منحتموهم كما منحهما العراقيون من الوقود بأنواعهِ أو الدقيق وكنتم عربا كما تزعمون؟
هلا كنتم مثل إيران كمسلمين، وأوصلتم الأدوية والنفط وباقي الإحتياجات الضرورية كما فعلت!.. تلك الأمور التي تمس بشكل مباشر حياة المواطن اللبناني بحماية “المقاومة وسلاحها” وهما ما تخشاه كل قوى الشر، وخصوصا إسرائيل التي جربت بأس هذا السلاح .
ماذا بعد الإستقالة التي جاءت بإحساس منه شخصياً، مغلّباً مصلحة بلدهِ ومواطنيهْ على المصلحة الشخصية، فقال أنني لا أقبل بتجويع المواطنين اللبنانيين، وبهذا أثبت أن تلك الدول لم تهز شعرةً منهُ، فواجههم بصلابةٍ وعزمْ، على أن رأيه لا يمكن مصادرته، كما يفعلون مع مواطنيهم، ومن ناحية أخرى أثبت أن ليس للمقاومة شأن بموقفه, وهذا عرّاهُم وأثبتَ زَيفَ إدعاءاتهم، عن سطوة المقاومة على القرار السياسي اللبناني.
الأن وبعد الاستقالة، هل يظن هؤلاء أنهم إنتصروا على جورج قرداحي، وهو شخص واحد! وهم ملوك لدول النفط؟ وماذا بعد هذا الأمر، هل سينتهي عار تلك الحرب أو ينمحي بعدما إنتشر في العالم العربي والدولي؟
كل الناس التي تؤيده, وتدعم موقفه وأنه أقوى منكم، وقد أذل أنوفكم بثلاث كلمات، وأثبت أنه كبير جدا، وأنتم لستم سوى أقزام أمام قامته.. فما أكبره وما أصغركم .