18 ديسمبر، 2024 7:53 م

الإنسان العربي أرخص البشر فوق التراب , وتتفاعل معه وسائل الإعلام بلغة الأرقام , ولا تحسب له أي دور ومقام.
وهذا ما يحصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان , وباقي البلدان المستباحة والمصادرة فيها قيمة الإنسان.
وما يعانيه سببه فقدان قيمته , فلا يهم الدنيا موت الآلاف وإرتكاب الإبادات الجماعية , فالذين يموتون يستحقون مصيرهم لأنهم لا تعير لهم إعتبارا الكراسي المتسلطة عليهم.
فما قيمة المواطن في بلاد العرب أوطاني؟
هل له أهمية كباقي البشر؟
هل تُصان حقوقه الإنسانية ويتوفر له الأمان وأبسط الحاجات الأساسية للعيش الكريم؟
هل تغار الكراسي على المواطنين وتعمل على حمايتهم ؟
لو قتلوا مواطنا صينيا لهبت أمة الصين تطالب بثأره , أما لو قتلوا آلاف العرب فالكراسي في تجاهل ونكران , فلماذا لا يفتكون بالبشر المقهور المُهان؟!!
علينا أن نواجه أنفسنا , حكوماتنا لا تحترم المواطنين وتعاديهم , وتذلهم وتظلمهم , وتمحق قيمتهم , ووفقا لما يكونون عليه في بلدانهم تتعامل معهم دول الدنيا.
فما أسهل قتل العربي , والفتك به , لأنه رقم في بلاده.
أنظروا ماذا يحصل , خطف , تغييب , قتل , إغتيال , إعتقال , إهانة , مصادرة حقوق , وإستحواذ على ممتلكات , وتفشي الفساد والمحسوبية , والإستعانة بالأجنبي بواسطة العربي للنيل من العربي.
وقد بلغت مصادرة قيمة المواطن ذروتها بتسخير الدين للتعبير عنها بأبشع الصور التي لا تخطر على بال , فسحقه صار من طقوس الدين المشخصن والمحصن بالتأويلات والتفسيرات العدوانية على الدين وأهله , والمروجة وفقا لخدمة مصالح أعداء الأمة والدين.
فلماذا نستغرب من عدم إكتراث الآخرين لقتل آلاف العرب ودفنهم في مساكنهم؟!!
د-صادق السامرائي