ما أرخص بشرنا فوق التراب , وتتفاعل معه وسائل الإعلام بلغة الأرقام , ولا تحسب له أي دور ومقام.
وهذا ما يحصل في البلدان المستباحة والمصادرة فيها قيمة الإنسان.
وما يجري عليه سببه فقدان قيمته , فلا يهم الدنيا موت الآلاف وإرتكاب الإبادات الجماعية بحقهم , فالذين يموتون يستحقون مصيرهم لأنهم لا يحترمون أنفسهم , ولا تعير لهم إعتبارا الكراسي المتسلطة عليهم.
فما قيمة المواطن في بلداننا؟
هل له أهمية كباقي البشر؟
هل تُصان حقوقه الإنسانية ويتوفر له الأمان وأبسط الحاجات الأساسية للعيش الكريم؟
هل تغار الكراسي على المواطنين وتعمل على حمايتهم ؟
لو قتلوا مواطنا صينيا لهبت أمة الصين تطالب بثأره , أما لو قتلوا آلافا منا فالكراسي في تجاهل ونكران , فلماذا لا يفتكون بالبشر المقهور المهان؟!!
علينا أن نواجه أنفسنا , أنظمتنا لا تحترم المواطنين وتعاديهم , وتذلهم وتظلمهم , وتمحق قيمتهم , ووفقا لما يكونون عليه في بلدانهم تتعامل معهم دول الدنيا.
فما أسهل قتل المواطن , والفتك به , لأنه رقم في بلاده.
أنظروا ماذا يحصل , خطف , تغييب , قتل , إغتيال , إعتقال , إهانة , مصادرة حقوق , وإستحواذ على ممتلكات , وتفشي الفساد والمحسوبية , والإستعانة بالأجنبي علينا.
وقد بلغت مصادرة قيمة المواطن ذروتها بتسخير الدين للتعبير عنها بأبشع الصور التي لا تخطر على بال , فسحقه صار من طقوس الدين المشخصن , والمحصن بالتأويلات والتفسيرات العدوانية على الدين وأهله , والمروَّجة وفقا لخدمة مصالح أعداء الأمة والدين.
فلماذا نستغرب من عدم إكتراث الآخرين لقتل الآلاف ودفنهم في مساكنهم؟!!
و”العقاب سيف ذو حدين”!!
د-صادق السامرائي