5 نوفمبر، 2024 10:49 ص
Search
Close this search box.

ما أحوجنا للنقد الاجتماعي!

ما أحوجنا للنقد الاجتماعي!

لا يختلف عاقلان بأن مجتمعنا العربي يفتقر للنقد الاجتماعي مثلما يفتقر للنقاش العلمي والجدل الفكري والصراع الحقيقي ، وغياب الجدل والصراع هو بحد ذاته الموت أو الاحتضار الثقافي، والصراع هو تجدد الحياة والثقافة معاً.

 

أذا نظرنا حولنا نجد أن “ثقافة القطيع” والعائلية السياسية، وكذلك الشائعات المغرضة والافتراءات والأكاذيب هي التي تسود مجتمعنا وتسيطر عليه. كما نجد غياباً شبه كامل للنقاش السياسي الفكري والايديولوجي المعرفي البعيد عن المهاترات والاسفاف الكلامي حول همومنا الجوهرية والقضايا الاشكالية التي تواجه شعبنا. وعلاوة على ذلك فالمثقف العربي نرجسي مستبد ومغرور ، ومن فرط نرجسيته يطالب بالحرية ولكنه لا يطيق حرية سواه خاصة اذا كانوا زملاءه وأنداده.

 

إن نمط المثقف النخبوي صاحب الدور النبوي الرسولي تكتب نهايته، مجريات الحياة وتحولاتها، والانسان العربي إذا كان صاحب حيثية اجتماعية أو مركز اجتماعي مرموق أو من”فقهاء” و” رموز” الأدب و”الأبقار المقدسة” فيضيق ذرعاً بالنقد الصريح الحقيقي ولا يتقبله ويعتبره تجريحاً له، أنه يرغب ويريد دائماً سماع كلمات الاطراء والمديح والتمجيد والتهليل ليس الا!!

 

وحين تطرح وتنتقد ظاهرة اجتماعية سلوكية تؤرق الجميع ، فيعتقد البعض بأنك تتحدث عنه شخصياً وتريد الانتقاص من مكانته وتجريحه واهانته بشكل شخصي، وهذه حالة مرضية مستعصية تحكمها الوساوس القهرية وعقدتي النقص والمطاردة وتحتاج لعلاج نفسي عاجل.

 

لا أحد فوق النقد والمساءلة، وما نريده ونطمح اليه أن تزول وتختفي طقوس التقديس ومظاهر الدجل الثقافي والرياء والنفاق الاجتماعي وثقافة القطيع من حياتنا الاجتماعية. وعليه، هنالك حاجة مصيرية وضرورية لصياغة وتطوير مشروع سياسي فكري ثقافي، وبناء عقلية مجتمعية ديمقراطية واحترام التعددية والثقافية، وتجذير قيم المجتمع المدني ،زد على ذلك خلق أدوات عصرية جديدة للسجال والحوار المعرفي الجاد، وتعميق النقد والنقد الذاتي، والتحفيز على الابداع الجريء والتفكير الحر. كذلك إشاعة ثقافة الحوار والتسامح الانساني ونشر رسالة المحبة الجبرانية، ورسالة الخير والعطاء بدون مقابل، وليناطح الرأي الرأي والفكرة الفكرة بشكل حضاري وديمقراطي ضمن حدود الادب والاحترام المتبادل.

 

وأخيراً، فهل نحن قادرون أن نتجدد فكرياً وسياسياً وثقافياً وروحياً، بحيث نتمسك بكل ما هو صحيح وعقلاني يناسب المرحلة ونضع جانباً كل ما تجاوزه الزمن بشجاعة وصراحة؟!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات