23 ديسمبر، 2024 12:13 ص

مايشبه الشعر في وسط مايشبه “النقاد “!

مايشبه الشعر في وسط مايشبه “النقاد “!

النظم موحد الحركات في الزمن المشوه الجنبات
طلعت علينا قناة العراقية الرسمية اخيرا و طلع علينا زمن الادب الغريب الاطوار هذا -حسب ما ارسل الي من فيديو مسجل- لفتاة (عشرينية ربما) تمسك بيدها ورقة تقرأ منها نظما او نثرا او كلاما مرسلا على مسامع ثلاثة رجال ستينيين يبدو عليهم زي النقاد او شيء من هذا .
البنت الشابة البالغة تستخدم ماتظن انه شعر لتشبب بنفسها دون ان يشبب بها احد من الرجال . بدات هي بعرض نفسها-مجازا كماتظن- للتقبيل و العناق من قبل رجل يبدو انه حبيبها الواقعي او حبيبها الافتراضي التي تظن انها صنعته من الرمزية الخيالية . و قد اساءت هذه البنت لأكثر من قيمة بنظمها هذا غير المنضبط بمسمى شعري .
اولا اتخذت من انتفاضة تشرين و ما تدعي انه احد ثوارها مادة لتقلب تواجدهما في مسرح الانتفاضة (ساحة التحرير) من نضال شريف الى مشاهد تقبيل و عناق و ما شابه من تصويرات ليست من مجتمعنا و لا من واقعه .
و الثاني انها اساءت لموقع المراة كونها (رمز) للحبيبة التي يناضل من اجلها رجل “و هو الثائر هنا في نصها” و موقعها التقليدي المهم في الشعر او الادب او الموروث العراقي وربما العربي كله .
ثالثا اساءت للغة العربية و سناتي على كل ذلك .
و لكن قبل ذلك اساءت لكبار السن (للشياب) الذين جلسوا يستمعون اليها في الحلقة حيث فضحت كمية العطش الخليع المتهتك الموجود في نفوس بعض رجالنا الذين اتخذوا الادب مطية لفشلهم او ستارا لغاياتهم المادية الرخيصة التي لا تقرب لسمو الرسالة الادبية للمجتمع و ربما كعادة الموضة الجديدة”بعذر التحرر الفكري و التعبيري” ! و الحقيقية ان مثل هذا التوجه قد يناسب الشباب الجدد و نحاول ضبطهم اما ان يصدر من عجائز كبار فهو منفر .
فهناك شايب منهم و عمره فوق ال 70 سنة يصرخ ,, ياسلام,, فقط لانها بنت و قالت في المقطع “عليك تقبيلي…” . بمعنى انها فرصة لتشجيع الجراءة لدى الفتيات و النساء على التغني بافعال المجون في الشعر . و هذه الجملة اول دخولي للكلام حول النص نفسه بعد ان كلمتكم عما حوله من محيط.
ثم تستمر البنت الناظمة التي لا تكاد تعرف من حركات اللغة العربية الا الفتحة . (على الساتر،،) مفتوحة ،،، ليزيد (الخوف) بالفتح .كل هذا (الحب) مفتوحة ,بل حتى الكلمة بعد الجزم تقرأها مفتوحة كما في (فإن لم تجدها) مفتوحة الدال . فسيتكفل (الفم) بذلك الفم مفتوحة. و هذه القنبلة غير لائقة (براسك) مفتوحة السين تخيل! “وعليك معانقتي تحت نصب الحرية أثناء (الهتاف)” مفتوحة. و كل هذا التشويه للغة و هؤلاء “النقاد الشياب الوقورون” يصرخون اعجابا ،،الله ،،ثم ،،الله !
ماتجر المجرور ابدا ، و لاترفع المرفوع ,, كانت لدينا في التسعينات بنت تقدمت لتعمل مذيعة في الراديو والتلفزيون احتاجت سنة كاملة تدريب و توبيخ حتى يأخذ لسانها على الجر .
ثم الى الصور و الاسفاف غير المبرر تقول مثلا :
قبلني في المطعم التركي .
عليك تقبيلي دون خوف و امام الجمهور و في كل مكان .
“نقف دون خوف ثابتين بقبلة”
و بعده
“و عليك معانقتي في نفق السعدون ،، و في التكتك ان اردت !
عانقني دون عد” .
قديما و قبل الاسلام كان الرجل اذا شبب بالمرأة,, الرجل و ليس المراة ينبذ و يطرد و يحاصر في بيئة الشعراء و المجتمع و هذا كان عن الرجل لانهم لم يخطر في بالهم ان المراة يوما هي من ستدعو و و تعزم على نفسها ان يقبلوها وامام اللوحة و في التكتك ان ارادوا. و تؤكد :
“عانقني بافراط تام فليس للعناق اعراض (مكسورة) لان حقها الرفع فكسرتها الخاتون! . فليس للعناق اعراض جانبية سوى الأدمان بفتح الهمزة ..تخيل!
و تقول :
“اخبرك ان جرحك زغير (بالزاي المفتوحة) بالنسبة لثائر مثلك” .
“لاترتدي كمامة دع فمي يتكفل بانقاذك” و هنا يصرخ احد الشياب النقاد بغريزة مكتومة فاضحة ..الله الله ، و الاخر ينطلق مصفقا من الاعجاب؛
هذا كل مالدي من نقد او تعليق او نعي او لا ادري ماذا اسميه ، حول هذه المقطوعة النثرية او المرسلة او لا ادري ماذا اسميها ، بحضور اولئك النقاد او المراهقين او المتشببين او لا ادري ماذا اسميهم ، في هذا الزمن الغريب او المنحط او المتهالك ،،لا ادري ماذا اسميه . و على الشعر السلام .