هل ايران وامريكا أعداء أم حلفاء؟ ليسوا حلفاء بل أعداء لكن العداوه تتوقف او تتلاشى عندما تكون مصالح بينهما ولو مؤقتا. الأثنان اتفقا على الفريسه لينهشوها (العراق والشام وافغانستان) ووزعوا الحصه بينهما ولكن اذا اختلفا على الحصه ستنشأ صدامات ومثال ماحدث في السفارة الأمريكية. التسليط الإلهي وحده سيد الموقف في هلاك المجرمين وهو سبحانه وحده القادر على قهر من يتجبر ويتكبر على خلقه وللحق جولات كما للظلم جولات ، اللهم أهلك الظالمين بالظالمين ونجي المسلمين من بين ايديهم سالمين. الحرب العالمية الثالثه ضد المسلمين بدأت حقيقة عام 1991 بدخول الجيش الأمريكي للمنطقه ثم احتلال العراق عام 2003 ثم تدمير اليمن وليبيا والشام وتجويع وافقار الشعوب في كل مكان والتأمر على الربيع العربي. القدم هو اشتعال للعواصم العربيه كي يتحقق حلم بني صهيون , عندما يصرح ترمب أن مضيق هرمز ليس مهم بالنسبه لأمريكا وان نفط الخليج يذهب للصين واليابان واندونيسيا وان امريكا ليست بحاجه لنفط الخليج فهذه رساله قويه جدا ولها معاني كثيره ملخصها امريكا ستغدر بدول الخليج وان الإمارات وغيرها سيرموا لإيران في نهاية المطاف لو وافقت ايران على الصفقه.
إن المشهد السياسى الذى نعيشه الأن عبر وسائل الاعلام .. والذى يُسلط الضوء على الأزمه الأمريكيه الايرانيه والمُتعلقه بالملف النووى الايرانى وبالتحديد عمليه تخصيب اليورانيوم .. وتصوير النظام الحاكم فى ايران على انه فزاعه .. وكما أعلنت وسائل الاعلام الغربيه فى الشهر الاخير من العام الماضى .. انه يُخطط لضرب القاعده العسكريه الامريكيه على الأراضى الألمانيه .. وبعد أن قرر فى حينها وزير خارجيه بريطانيه وليم هاجو إثر الهجوم على السفاره البريطانيه فى إيران .. سحب دبلوماسيه من طهران وإعطاء فتره اقصاها 48 ساعه لطاقم السفاره الإيرانيه بلندن للرحيل ايضا .. كما وجهت كلا من المانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا نداء للعاملين بسفاراتهم .. بالعوده ووقف التمثيل الدبلوماسى .
هذا المشهد يقترب كثيراً من المشهد فى العراق قبل الحرب على نظام حزب البعث .. والتحرُك المُكثف لوكاله الطاقه الدريه.. والحشد الأممى لقوى الغرب ضد النظام الحاكم آن داك فى بغداد . ولكن ثمه تساؤلات إستراتيجيه .. هل أنهت أمريكا التنسيق العسكرى والسياسى مع إيران ؟ وهل تريد امريكا فعلاً حرب مع إيران ؟ وهل إيران هكذا صيد سهل ؟ وهل حسمت أمريكا الحسابات السياسيه للحرب كدوره إستراتيجيه من دورات السياسه ؟ وهل تستطيع الولايات المتحده الأمريكيه خوض حرب ضد إيران ؟ أم هو شو سياسى إعلامى عودنتا عليه حواه البيت الأبيض قبل بداية كل انتخابات رئاسيه ؟وهل فى مُكنة الولايات المتحده الأمريكيه وفى ظل الازمات التى تعيشها فى الوقت الراهن أن تخوض حرب ؟ والمراقب للسياسه الأمريكيه يعرف ان عقيدتها السياسيه هى رصد النزاعات وإحكامها بشكل استراتيجى وغالباً ما يكون هذا دور النخبه العسكريه .. ويعرف ايضاً ان خطاب البيت الابيض السياسى الإعلامى لا يعبر فى اغلب الأحيان عن التوجه الأمريكى الصحيح .. وان مايُطبخ أمام الآله الإعلاميه يختلف كثيرا عن ما يُدار تحت الطاوله .. خاصةً مع إيران الحليف الإستراتيجى لها في العراق .. والذى يستطيع قلب موازين في العراق قد لا تُرضى طموحات أمريكا ليس فقط فى العراق بل قد ينعكس على منطقه الخليج .. المُنكشفه سياسياً ولا حولا لها ولا قوه .. ولهذا فإن قرار الحرب على إيران ان لم يكن مستحيل فهو صعب من وجهة النظر الإستراتيجيه البراجماتيه لكلا البلدين . وإذا استعرضنا شيأ من التنسيق الأمريكى الإيرانى في العراق .. فإنه سيعطينا دلالات تساعدنا على تكوين رؤيه إستشرافيه فى إمكانيه حدوث حرب من عدمه .. بدأ هدا التنسيق وظهر جلياً فى الحرب على أفغانستان والعراق .. إيران هى التى فتحت
مجالها الجوى لامريكا لضرب أفغانستان لدك تورابورا وغيرها .. ومنظمة بدر التابعه للحرس الثورى هى التى كانت تحمى ظهر الجنودالأمريكيه .. عبر صحراء الناصريه ومن كوت العماره حتى دخلت بغداد واسقطت نظام صدام حسين . والولايات المتحده الأمريكيه هى التى سمحت لإيران بإدخال وتكوين الميليشيات المسلحه فى العراق .. منها منظمة بدر التابعه للحرس الثورى والمتمثله فى رحيم صفوى وزبانيته .. وأتاحت لهم عمل المشاريع الاقتصاديه الضخمه .. ومنها منظمة العمل الأسلامى .. وحركة حزب الله العراقى .. ومنظمة مجاهدين الثوره الاسلاميه .. ومنظمة الطليعه الاسلاميه .. وحركة سيد الشهداء .. وحركة 15 شعبان .. وحزب الدعوه العراقى ومنظمة العمل الاسلامى .. وغيرهم ولا ننسى صفقات السلاح الامريكيه لإيران إبان الحرب ضدالعراق .. وتصريح رونالد ريجان الرئيس السابق بان العداوه مع العرب لاتنفع ولاتضر لكنها تضر مع إيران . وكما ان الخطاب الإعلامى السياسى الأمريكى يختلف عما هو مستقر في ضمير البيت الأبيض .. فإن الموقف الإيرانى لا يُقرأ بتصريحات أحمد نجاد الاعلاميه لأنها لاتمثل التوجه السياسى الإيرانى فعلا .. وذلك لان النظام فى ايران متعدد المحاور والرئيس لا يمثل كل هذه المحاور
أن النظام فى إيران متعدد المحاور والرئيس احمد نجاد فقط أحد هذه المحاور.. فهناك ثلاث تيارات فى إيران لها إتجاهات مختلفه فى طريقة الأداء السياسى والمعالجه الاستراتيجيه.. وبالتالى الشد والجذبالتيار الاصلاحى وتيار المحافظين والتيار المتشدد المتمثل فى حكومة نجاد .. والكل يتفق على البُد من امتلاك إيران برنامج نووى تكنولجى
فمنهم من يرى ان البرنامج النووى لابد ان يُستغل فقط للاغراض السلميه وعدم تحويله للاغراض العسكريه ..وإعطاء ضمانات للمجتمع الدولى ..ومنهم من يرى إستحالة اقامة الدوره الوقوديه لتخصيب اليورانيوم خارج الاراضى اللإيرانيه.. وهذا مما يشكل تحدى للوكاله الزريه وامريكا..ومنهم من يرى أنه لابد من إقامة برنامج نووى كامل متكامل ..معللين ذلك بان إيران مُحاطه بأربع دول نوويه .. وهى الهند وباكستان وروسيا والكيان الاسرائيلى .. ويرون انه إذا مااستفحل الامر.. أن تلجأ إيران الى تجميد عضويتها فى المنظمه الدوليه للطاقه الزريه .. وهذه رؤية التيار المتشدد.
فى الواقع إن الذى يقلق الولايات المتحده الامريكيه ليسى مفاعل بوشوهور القديم .. الازمه بدأت منذ ان استُكشف فى صحراء صاغندكميات كببيره من اليورانيوم .. وقيام إيران بإنتاج الماء الثقيل فى ناطنز واراق .. وهو مكون اساسى من مكونات القنبله وهذا هو كُنه الازمه الحقيقى.
إن مبدأ الهيمنه الأمريكيه يقتضى أن تمتلك وحدها التقانه العسكريه .. والذى هو ثابت من ثوابتها الاستراجيه والذى تعتبره من شروط بقائها .. حتى تمنح منه ماتشاء لمن تشاء و لكى تتحكم فى الصراعات الدوليه والسيطره عليها .. ولكن أَنٌ لأمريكا التى تعيش حاله تاريخيه من البؤس السياسى والعسكرى فى العراق وأفغانستان .. مما انعكس على الاقتصاد الامريكى لدرجة الازمه أن تتبنى قرار الحرب .. ربما لايعرف الكثيرون ان الحرب فى العراق فى وقت من الاوقات .. كانت تكلف امريكا احد عشر مليارات دولار فى الاسبوع الواحد.. وفى افغانستان لم تحقق ادنى تقدم كانت ترجوه .. سوى انها نصبت حامد كرازاى رئيس فى حماية حرس امريكى .. قد يدفع الموقف امريكا مع الأتحاد الاوروبى لمزيد من العقوبات .. وقد يضطرها التهور العنجهى لغارات جويه للاماكن التي بها الماء الثقيل .. ولكنها لم تنزل فى مواجهه على الارض مع إيران .. وفى تصورى ان العقوبات لاتجدى مع إيران ..لقوتها الاقتصاديه وعلاقتها التجاريه الجيده مع دول بحر قازوين ومشاريعها بالعراق.
وارى ان خيار الحرب مع ايران إذا ما تم سيكون غير محسوب استراتيجياً .. فإيران سبعون مليون نسمه .. شعبها مشبع بالكرّه لأمريكا .. إيران تسيطر على مضيق هرمز .. إيران تحتل العراق سياسياً .. ومخترقه لنسيج المجتمع العراقى الشيعى خاصةً فى الجنوب .. ولها وجود حتى فى الشمال الكردى .. وكما اسلفنا وجود المليشيات المسلحه هناك التى ولائها بالدرجه الاولى لإيران .
كل هذا كافى لإرباك الولايات المتحده الأمريكيه .. وتهديد مصالحها في العراق والمتمثله فى تأمين النفط لها وتأمين أمن الكيان الاسرائيلى ..ولقد سؤلت أين دور العرب هنا ؟ ولكأنى اخجل من الاجابه .. العرب قبل ربيع الثورات العربيه ماكانوا يفعلون شئ .. فكيف بربك الأن ؟
وفريق منهم مشغول في حرب مع ابناء شعبه .. وفريق متوجس يراقب الشارع ويسن له قوانين الطوارئ حتى لايثور ويخلعه كسابقيه .. وفريق آخر يدير الثورات المضاده .. والوضع كان يقتضى من آل سعود ان تساهم بشكل حتمى فى الخليج وبالاخص بالعراق حتى توقف إستقواء المد الشيعى ليسى فقط الاجتماعى بل والسياسى .. لتقوى شوكة اهل السُنه هناك لخلق شيئ من التوازن فقط .. وذلك للأن اهل السنه هم الذين يحملون على عاتقهم مقاومة الأمريكان بشكل كبير ولكن………..، هذا بإختصار شديد .
وأتساءل إذا ما كانت امريكا عازمه على خوض حرب .. فلماذا لم تقم بها حكومة المحافظين الجدد فى ظل فتره بوش الابن الفائته ؟
وهو الذى ورط امريكا فى حربي العراق وافغانستان .. والمسؤل تاريخياً عن بداية إنهيار هذا القطب عسكرياً واقتصادياً..أم ان المحافظين الجدد اكتفوا بفتح ملف إيران النووى فى نهاية ولاية بوش الابن الرئاسيه .. لتوريط الديموقراطيين فى ايران ؟ ام ان امريكا تريد ان تصنع ستاراً سياسياً إعلامياً عولمياً لتنسحب من افغانستان والعراق فى صمت وفى للحظة يدير فيها العالم وجهه لتوارى خزى الهزيمه التى كسرت هيبتها العسكريه ؟
تُرى هل تعرف الولايات المتحده الأمريكيه المعنى القائل ربما تقتضيك الشجاعه أن تجبن ساعه لشوقى؟ ..كما يعرف الفُرس المثل القائل قاتل بجد وإلا فدع.. ارى ان المصالح الاستراتيجيه للبلدين سيرجح كافة حِرص كلاً منهم لتجنب المواجهه العسكريه.
حرب أعلامية بين اسرائيل وايران يعتقد البعض فيها بأن ساعة الصفر أقتربت لمعركة ضروس تأكل الأخضر واليابس, حربٌ أعلامية تتصاعد حدتها في الغالب بعد بضعة أيام قليلة من تصاعد عمليات المقاومة العراقية والمقاومة الأفغانية !الخطب الجلل حينما تظهر مقاومة عربية في أحدى البُلدان حينها تشتد وتيرة التهديدات بين الطرفين -اسرائيل وايران- أكثر وأكثر حتى تبلغ ذروتها العظمى الى نشر “خُطط سرية لقصف هذا المفاعل النووي وذاك
وبعد فترة قياسية من هذه التهديدات تكشف ذات الجهات الأعلامية الأصلية التي روجت للحرب الكلامية بين الجانبين فضيحة تعاون هذه الشركة الأسرائيلية أو تلك مع “الجمهورية الأسلامية في ايران !حينها يدرك المرء بأنه قد تلقى “حُقن مُخدر” خِلال فترة العمليات في العراق وأفغانستان, هذا أذا لم يتفتت مخيخه ويُصاب بدوار الخلط, لكن يبقى السؤال يطرح نفسه لماذا لا تُصنف اسرائيل أيران كـ”أمة عدوة” منذُ تأسيس “الجمهورية الأسلامية” سَنة 1979 ميلادية وحتى الوقت الحاضر على عكس الكثير من “الأعراق الأعداء”, هل يرجع السبب لكون كهنة اليهود من الفُرس؟! لم تبرز أيران كـ” خطر ” على وجود اسرائيل الا في سنة 1995 ميلادية حينما بدأ الاعلام الاسرائيلي يُسلط الضوء على “فُقاعة البرنامج النووي الأيراني”, وفي هذا التاريخ بالضبط كانَ هنالك قوى فتية تُسيطر على قندهار وما حولها وتمكنت عملياً من بسط سيطرتها على هيرات في الخامس من سبتمبر ايلول سَنة 1995 ميلادية لتحكم هذه القوى الفتية -طالبان- أجزاء كبيرة من أفغانستان ابتداءً من سبتمبر ايلول سنة 1996 ميلادية, وبعد خمسة سنوات أحتُلت أفغانستان مِن قبل قوات حلف شمال الأطلسي الناتو بقيادة الولايات المتحدة وبتعاون غير مُباشر مِن قبل اسرائيل وايران كما حدثَ لبغداد بعد عامين من غزو كابول أي في سَنة 2003 ميلادية. وقبل القاء الحجار على الأدارتين الأسرائيلية والأيرانية بأنهما يسعيان لتقوية نفوذهم السياسي والديني أمام الشعوب العالمية ومنها العربية وصرف الأنظار عن الأحداث الحقيقية في العراق وأفغانستان وتغطية حجم الشراكة النفطية والأقتصادية والأمنية والعسكرية بين هاتين الأدارتين مع حكومتي المالكي وكرزاي, يطرح سؤال أخر نفسه ما هو منشأ ترسانة الأسلحة الأيرانية ؟!
أكتسبت أيران برنامجها النووي والأسلحة والخبرات وقطع الغيار اللازمة لأنظمتها العسكرية من الولايات المتحدة في عهد الشاه محمد رضا بهلوي ولاسيما خِلال الفترة المُمتدة بين 1950-1978 ميلادي, والأخير كانَ يرمي لغزو العراق لولا تحذيرات الولايات المتحدة بأنه قد يفقد سيطرته في حُكم ايران أذا ما أقدمَ على غزو الجارة العراقية في وقت يعيش فيه الشارع الأيراني حالة من تزايد النقمة الشعبية ضد حُكم الشاه. في يوم الخميس الأول من فبراير شباط سَنة 1979 ميلادية وصلَ روح الله الخميني العدو اللدود للرئيس الراحل صدام حسين الى الأراضي الأيرانية قادماً من فرنسا على متن حصان طروادة بعد رحيل الشاه من غير رجعة في السابع عشر من يناير كانون الثاني على اثر ثورة شعبية أطاحت بِسُلطته, ويُرجح الكثير من الكُتاب الغربيين بأن هنالك صفقة وراء التسهيلات الفرنسية للخميني منها أستمرار ضخ البترول الأيراني -في الواقع ضخ البترول العربي من الأحواز والجُزر الأماراتية المحتلة- الى الموانيء الأوروبية ومنها لأسرائيل. في منتصف أكتوبر تشرين الأول سنة 1979 ميلادية, توجه مسؤول كبير من وكالة الأستخبارات المركزية الى طهران يُحذر السياسيين الأيرانيين الجُدد مِن “خُطة غزو العراق”, والغريب بأن المسؤول الأستخباراتي لم تكشف وزارة الخارجية الأمريكية عن هويته حتى الوقت الحاضر, بحسب دانا شتاينبرغ – الحرب بين ايران والعراق 1980-1988- التاريخ الدولي.
في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني سنة 1979 ميلادية تمكنَ طلاب من أتباع خط الخميني يطلق عليهم بالفارسية ” دانشجویان مسلمان پیرو خط امام” من أقتحام السفارة الأمريكية في طهران وأحتجاز 52 رهينة من موظفي السفارة لمُدة 444 يوماً !
وفي وقت لاحق تسلُم هؤلاء الخاطفين مناصب عُليا في الحكومات الأيرانية المتعاقبة وبينهم الطالبة معصومة أبتكار التي أصبحت رئيسة لمنظمة حماية البيئة في ايران وقد شاركت في المنتدى البيئي الوزاري العالمي بحضور الوفود الأمريكية والاسرائيلية والكندية والألمانية في كولومبيا في فبراير شباط سنة 2002 ميلادية !
تقرير لقناة نيوز أتين ” أن أف أو” في الأيام الأولى للحرب العراقية الايرانية في السادس والعشرين من سبتمبر أيلول سنة 1980 ميلادية, أستخدمت طهران الطائرات الأمريكية التي بحوزتها في قصف العاصمة العراقية بغداد ” الفيديو على موقع اليوتوب بعنوان Gulf War: Iran Raids Baghdad “.
ِلال الحرب العراقية الأيرانية وردت كميات كبيرة من الأسلحة وغيرها من المواد المفيدة لتطوير السلاح وأسلحة الدمار الشامل الى أيران لِتضاف الى الترسانة الأيرانية الكبيرة ذات المنشأ الأمريكي والتي خلفتها القوات الملكية بعد خلع الشاه. وبحسب الجدول المركزي الدولي, أستقبلت أيران كميات هائلة من الأسلحة من الأتحاد السوفيتي وكوريا الشمالية وجمهورية الصين الشعبية ويوغوسلافيا وأقل من الولايات المتحدة طيلة فترة حرب الخليج الأولى.
وكالعادة لا يفوت الاسرائيليون حرباً في العالم من دون أن يضعوا بصماتهم الستراتيجية فيها, فبحسب المُحقق الصحفي رونين برغمان, أحد كِبار المُحللين السياسيين والعسكريين في صحيفة يديعوت أحرونوت, فأن أسرائيل باعت أيران من اسلحة الصناعات العسكرية بما يُعادل 75 مليون دولار أمريكي سنة 1981 ميلادية, وشملت المبيعات 150 مدفع عديم الأرتداد مُضاد للدبابات أم-40 مع 3,600,000 مليون قذيفة, بالأضافة الى صواريخ ( بي جي إم-71 تاو) المضاد للدروع وقُطع غيار مُحركات الطائرات والدبابات وقذائف (106 ملم, 130 ملم, 203 ملم, 175 ملم), وجرى نقل الأسلحة جواً من اسرائيل بواسطة شركة الطيران الأرجنتينية ثم عبر السفُن الى أيران, بحسب رونين برغمان. بحسب تريتا بارسي, الرئيس الحالي للمجلس الوطني الأيراني الأمريكي, ومؤلف كتاب “التحالف المُخادع: التعاملات السرية لأسرائيل وأيران والولايات المتحدة” باللغة الأنجليزية, أكدَ من جانبه ذلك مُضيفاً بأن الدعم الاسرائيلي لأيران يأتي من عدة عناصر, قائلاً: ” بلغت مبيعات الأسلحة لأسرائيلية لأيران حوالي 500 مليون دولار خلال السنوات 1980-1983 ميلادي, أي بعد وصول روح الله الخميني من باريس الى طهران بسنة واحدة, وجرت طريقة الدفع بشحن النفط الأيراني الى أسرائيل عن طريق الموانيء الفرنسية”, بحسب تريتا بارسي. ووفقاً لأحمد الحيدري وهو تاجر أسلحة أيراني عملَ مع الخميني فأن طهران أشترت ما يُقارب من 80% من الأسلحة الأسرائيلية بعد أندلاع الحرب العراقية الأيرانية مُباشرة سنة 1980 ميلادية, بالاضافة الى شحنات الأسلحة من الولايات المتحدة الى ايران في فضيحة ايران كونترا و التي سُهلت من قبل أسرائيل, وكذلك الهجوم الأسرائيلي على مفاعل أوزيراك النووي العراقي في السابع من يونيو حزيران سنة 1981 ميلادية بهدف تأخير البرنامج النووي العراقي وأحتواء أنتاج مواد لصنع قُنبلة نووية عراقية, كل هذا هو جزءاً بسيط من التحالف المُخادع بين اسرائيل وايران والولايات المتحدة, بحسب تريتا بارسي. الكاتب الصحفي البريطاني مارك فيثيان من جانبه يقول بان هنالك ضوءاً أخضر منحه الرئيس الأمريكي رونالد ريغان يسمح فيه لتل ابيب بدعم طهران عسكرياً ضد بغداد, قائلاً: “الحقيقة لايمكن تجاهلها بأن القوة الجوية الأيرانية التي دعمتها الولايات المتحدة أبان فترة حُكم الشاه كانت قادرة على القيام بعدد من الطلعات الجوية فوق بغداد وضرب المُنشأت الأستراتيجية وهو ما جرى في اليوم الأول حينما هاجمت الطائرات الأيرانية ذات المنشأ الأمريكي العاصمة بغداد..وفي الواقع كانَت جزءاً على الأقل من قرار أدارة الرئيس رونالد ريغان للسماح للجيش الأسرائيلي في دعم أيران بالأسلحة ذات المنشأ الأمريكي للحيلولة دون أنتصار العراق في أوائل الحرب العراقية الأيرانية”, بحسب مارك فيثيان. ووفقاً للكاتبّين المشهورين جون بولتش وهارفي موريس في كتابهم حرب الخليج باللغة الأنجليزية, فأن “الأسرائيليين وضعوا قدراتهم الضخمة وكتل البوليسترين خفيفة الوزن تحت تصرف القوات الأيرانية لبناء الجسور المؤقتة في المياه الضحلة على الجبهة العراقية في مدينة البصرة, وحافظت اسرائيل ايضاً على تحليق الطائرات الأيرانية, كما عملَ المُدربين الأسرائيليين على تدريس القادة الأيرانيين على كيفية التعامل مع الجنود”, بحسب الكاتبّين الصحفيين. ويُضيف الكاتبّين في كتابهم صفحة 17, بالقول: “على الرغم من كل الخطابات العدائية للقادة الأيرانيين في صلاة الجمعة, كانَ هنالك نحو 100 مُستشار وفني أسرائيلي في ايران طيلة فترة القاء هذه الخطابات المعادية لاسرائيل”, بحسب الكاتبّين الصحفيين.
ما هي الأسباب الحقيقية للعداء بين أمريكا وإيران؟ هل تتجه الولايات المتحدة وإيران إلى الحرب؟ سؤال طرحه الباحث أفشون أوستوفار في مقال نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، قائلاً إنه كل يوم، تنخرط وشنطن وطهران في نزاع عمق. ومع أن الدولتين امتنعتا عن خوض حرب، لكن احتمالات المواجهة تتزايد مع كل استفزاز يحصل، سواء كان هجوماً على ناقلة نفط مدنية أو مع الإعلان عن دفعة جديدة من العقوبات. لكن اللوم يقع على البلدين بسبب تبنيهما استراتيجية-كل شيء أو لا شيء. تكمن جذور هذه التوترات في ما هو أعمق من ذلك- إنها تتمثل في الدعم الإيراني لجماعات متشددة تخوض حرباً مع إسرائيل، مثل حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين وحزب الله في لبنان، وفي علاقاتها مع أعداء حلفاء الولايات المتحدة
وانتهجت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة “الضغط الأقصى” ضد إيران المبنية على العقوبات الاقتصادية الخانقة وفرض حظر على استيراد النفط الإيراني بحكم الأمر الواقع. وتتبنى إيران استراتيجية المقاومة القصوى، مصعدة الهجمات ضد خطوط الملاحة البحرية، ومسقطة طائرة الاستطلاع الأمريكية فوق الخليج، ورافضة كل الفرص المتاحة جراء محادثات لخفض التصعيد مع واشنطن. ومع رفض كلا البلدين التراجع عن مواقفهما، فإن المسيرة نحو الحرب تتواصل.
أن تدهور العلاقات إلى هذه الدرجة كان امراً لافتاً. إذ أنه قبل أربعة أعوام، وقعت واشنطن وطهران على اتفاق متعدد الأطراف لكبح البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم في مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية. لكن الاتفاق لم ينهِ حالة عدم الثقة بين البلدين، كما أنه لم يحل المشاكل المزمنة على السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط، إنما خلق آلية ضرورية للانخراط الديبلوماسي، الذي ينظر إليه مؤيدو الاتفاق على أمر ضروري لتفادي الحرب.
و أن الرئيس الأمريكي كان من المنتقدين للاتفاق خلال حملته الرئاسية عام 2016، وعندما تسلم مهامه في البيت الأبيض، بدأ بتصعيد الضغط على إيران. ومع كل الأخطاء التي ارتكبتها إدارة ترامب، إلا أنها بدت كأنها توصلت إلى حقيقة حاسمة: على رغم أن البرنامج النووي الإيراني قد بات نقطة مركزية في التوتر الأمريكي-الإيراني، لكنه ليس المصدر الحقيقي للعداء بين البلدين. تكمن جذور هذه التوترات في ما هو أعمق من ذلك- إنها تتمثل في الدعم الإيراني لجماعات متشددة تخوض حرباً مع إسرائيل، مثل حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين وحزب الله في لبنان، وفي علاقاتها مع أعداء حلفاء الولايات المتحدة في الخليج مثل الحوثيين في اليمن. ولا يقل حدة ذاك الدعم الإيراني لميليشيات عراقية قتلت مئات الجنود الأمريكيين في ذروة حرب العراق والتي تستمر في تهديد القوات الأمريكية هناك وعلى أمل إحداث تغيير في سلوك إيران، انسحب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018 واتبع سياسة “الضغط الأقصى” من طريق استئناف فرض العقوبات. وتقدمت إدارته ب 12 طلباً، يتمحور معظمها حول النشاطات الإقليمية لإيران، بينما تتعامل المطالب الأخرى مع البرنامجين النووي والصاروخي لطهران. وفي الإجمال، تتطلب هذه الشروط من إيران التخلي عن استراتيجيتها الكبرى وتسليم أثمن أدوات الردع لديها. وفي المقابل، وعدت واشنطن ليس برفع العقوبات فقط عن إيران وإنما باستعادة العلاقات الاقتصادية والديبلوماسية ورفضت إيران هذه المطالب الأمريكية فوراً. ومن ثم تطلعت إلى أوروبا وروسيا والصين أملاً في أن تضغط هذه القوى على إدارة ترامب كي تتراجع عن مطالبها أو أن توفر بديلاً يتجاوز العقوبات الأمريكية على النظام الإيراني ومع ذلك فإن إيران لا تحشد ما يكفي من القوة أو الإرادة الحسنة كي تحصل على دعم أجنبي ضد الولايات المتحدة. وهكذا بقي النظام الإيراني وحيداً بالفعل.
وفي مواجهة الضغوط الأمريكية كان أمام إيران ثلاثة خيارات: إما القبول بالمطالب الأمريكية أو على الأقل المهادنة والسعي إلى الدخول في حوار، أو تحمل العقوبات أملاً في ان لا يعاد انتخاب ترامب لولاية ثانية في 2020، أو الدفع نحو الأمام وإظهار الاستعداد للتصعيد. ويبدو أن طهران تبنت الخيار الثالث
دلالات المواجهة بين إيران وأمريكا في المنطقة
أن دلالات التوقيت في الإقدام على تنفيذ الاغتيال لرقم صعب في معادلة المقاومة بارز في الأهمية مثل سليماني ، دون استبعاد الدور الاستخباري لاسرائيل وتقاطع المصالح مع اليمين الصهيوني وخاصة رئيس وزراء حكومة إسرائيل ، يضع بين أيدينا المفاتيح الكثيرة لسلوك ودوافع ترامب في اتخاذ هذا القرار المتوافق مع السلوك الإسرائيلي في المنطقة في مواجهة رجال المقاومة والذي آخرها قائد سرايا القدس في الجهاد الاسلامي، والذي أثار الكثير من الأسئلة عن جدوى سياسة الاغتيالات لوقف عمليات المقاومة، لكن المؤسسة الإسرائيلية ترى أنها بهذا النهج تضعف إرادة (العدو) وتخلق بين صفوفه حالة ردع نفسي وتعرقل خططه . لقد تميز ترامب -منذ البداية بعد فوزه في الانتخابات الأمريكية كرئيس للولايات المتحدة- بسلوكه المتناقض والذي كشف عن عدم فهم بقواعد الصراع الدولية وإدارة الأزمات وحماية المصالح الامريكية والانفعال، فرهن نفسه بعنصرين حكم بها سلوكه، الأول: مفهوم الصفقة وكان العالم صفقة تجارية يعقدها في غياب الطرف الآخر والعنصر الثاني: الوفاء للطائفة المسيحية الانجليكانية التي تدعم دولة اليهودية الصهيونية، وهذا المنطق يستلزم اللعب بقواعد ترجع إلى القرون الوسطى والحروب الصليبية التي كان يوجه الملوك والأمراء في البحث عن الثروات تحت ستار الدين التي كانت تستغل هذه الشهوة للسياسيين من الملوك والأمراء لتحقق أهدافها ، ترامب يبحث عن الثروة واستغلال حاجة الممالك والمحميات العربية الضعيفة للحماية، وفي نفس الوقت ارضاءا الصهيونية المسيحية , بعد أن تأكد؛ أن لإسرائيل يد في اتخاذ قرار الاغتيال؛ تتضح دوافع السلوك الذي كان بقرار من ترامب شخصيا دون إطلاع الكونجرس الأمريكي وعلم مسبق لنتنياهو؛ هذا الثنائي الذي تحركهما الطموحات الشخصية والملاحقات الداخلية ما يعني أن الدوافع الشخصية، والتوقيت الحرج الذي يمران بهما، هي التي دفعت باتخاذ قرار الاغتيال دون أن نسقط رغبة نتنياهو جر إيران لمواجهة مع الامريكان لقلب كل الأوراق في المنطقة فالحرب قد تمنح نتنياهو إثبات وجهة نظره في مفهوم الصراع في المنطقة، وتعيد تشكيل التحالفات وايضا أضعاف محور المقاومة بزعزعة الثقة بين أعضائه، وخلق أزمات في دول اعضاء المحور سواء مع الشعوب أو الحكومات، وقد يخدم الفوضى التي تديرها أمريكا واسرائيل في المنطقة، لبنان ، العراق ، وزيادة الضغط على سوريا والتأثير على العلاقة مع إيران، وتمرير صفقة القرن المتعلقة بما تبقى من الأراضي المحتلة ، تعزيز خطوات فصل غزة وقضم الضفة، والأغوار الفلسطينية ، أما ترامب وإدارته يبدو أنها سعت اولا لتحقيق نزعة القوة والتحكم في المنطقة وإضعاف النفوذ الإيراني المقاوم للمتغيرات السياسية العربية الخليجية لمصلحة إسرائيل والامريكان وهذه نظرية نتنياهو وثانيا الذهاب الى الانتخابات الأمريكية بورقة قوية لصالح ترامب، بادعاء ردع إيران في المنطقة . هل إيران كدولة إقليمية ودبلوماسية وقعت في الفخ ، كل الدلائل وأغلب المحللين الخبراء في إدارة الصراعات وقواعدها خاصة على هذا المستوى تقول لا؛ إيران لم ولن تمنح ترامب هذه الورقة حتى الآن وأن الرد السريع بقصف القاعدة الأمريكية كان يحمل نزعة التحدي وعدم الانكماش والارتداع، وان التقاء الأنفاس للأطراف المتصارعة لا يعني أن الأمور انتهت، ساحة المواجهة وإدارة الصراع بين محور المقاومة والأعداء الخارجيين والمحليين ما زالت ساخنة، وأن الاحتكاك والمواجهة أصبح أكثر احتمالا، فإسرائيل تخشى من سيناريو انسحاب الأمريكان من العراق؛ ما يعني سيطرة إيران على العراق و سوريا وزيادة قوة محور المقاومة بالدعم المباشر لأعضاء المحور، وهذا سيدفع إسرائيل إلى تغيير سلوكها ليصبح أكثر عدوانية وايضا إلى توسيع رقعة المواجهة مع إيران ومحورها في ساحة العراق للضغط على الأمريكان لعدم الخروج أو العودة إذا انسحب الأمريكان من العراق، ما يعني إنجاز سياسي كبير لإيران ومحور المقاومة . في حال فشل هدف الردع لإيران وفي نفس الوقت اقدمت إيران على اتخاذ قرارات بزيادة قوة ونسبة التخصيب لليورانيوم والتحلل من التزماتها، وهذا قد يكون أحد الأهداف التي تنتظرها أمريكا واسرائيل للضغط على أعضاء اتفاق 5+1 لإلغاء الاتفاق، وبذلك تكون إسرائيل خاصة نتنياهو قد حقق استراتيجيته في المنطقة؛ بجعل إيران في فوهة البندقية الأمريكية الأوروبية والدول المحيطة بإيران الإسلامية العربية، وبذل يسهل التعامل مع محور المقاومة في المنطقة اللبنانية والفلسطينية والعراقية . هناك مجموعة من الدلالات الرسمية والشعبية ، لن نتوسع في قراءة كل الدلالات، بل سنقتصر على بعضها التي لها علاقة بالدور الإيراني المستهدف الأول في المنطقة على ثلاث محاور ، الأول :رؤية الشعوب العربية من التواجد والنفوذ الإيراني والثاني: موقف المقاومة الفلسطينية خاصة حماس والمحور الثالث: الدلالات السياسية والأمنية على المنطقة , قد يكون السؤال خارج السياق التحليلي لكننا نرى أنه المدخل التحليلي العلمي والواقعي للارتكاز عليه في المستقبل لأي حرب تتسع في المنطقة فكسب الشعوب المرحلة الأولى للمشروع الإسلامي للجمهورية والذي يجب أن يزيل أو يعالج حالة الشك لدى الشعب العربي أو ما يبثه اعداء المشروع الإسلامي تحت عنوان الطائفية الشيعة والسنة لوكلاء الاحتلال أو أصحاب النزعة القومية من العرب الذين يحاربون العالمية الإسلامية، وهذا سوف يجيب على المحور ولقد كان واضحا جدا حالة الاضطراب، وعدم الوضوح في الرؤية، واستغلال الأطراف المعادية للصراع الطائفي المذهبي الشيعة والسنة، لدرجة المقارنة والمقاربة بين المصالح مع الامريكان واسرائيل وبين العلاقة مع جمهورية إيران الاسلامية، والحديث عن الروح الاستعمارية والسيطرة بنزعتها القومية أو الدينية للجماعات السلفية وغيرها التي تدور في فلك السعودية وقطر ودول أخرى . لقد انقسمت الشعوب في موقفها من اغتيال القائد سليماني، وخلطوا بين موقفها ومشاعرها من الوضع السوري وما يجري في العراق، حتى لم تخلو من هذا بعض مركبات محور المقاومة في فلسطين، وانجرف البعض مع مشاعرهم بغض النظر عن العدو الأمريكي والصهيوني، وهذه لا شك نقطة يجب أن يسخر لها الإعلام المقاوم لتوضيح المواقف والأحداث خاصة من سوريا، العراق، اليمن، ودور إيران في التطورات والصراعات كمعارض ومقاوم التغلغل الأمريكي الصهيوني في المنطقة، دول المنطقة التي تنتشر فيها القواعد الأمريكية والتي تطوق جمهورية إيران وتحول دون استقلالية القرار لتلك الدول، مهمة إيران ومن حقها في إطار التعاون الاستراتيجي وحلفائها من حماية حدودها ومصالحها ضد النفوذ الاستعماري في المنطقة خاصة وأن مقومات الدفاع الذاتية لم تنضج بعد كان واضح جدا أن المنظمات في محور المقاومة في حالة انسجام مع الموقف الايراني في مواجهة محاولات امريكا ردع محور، خاصة التي تمثلت باغتيال الرجل الأول الذي حمل هم وعبء المقاومة وكرس كل جهده لتطوير قدراتها وخبراتها لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والنفوذ الاستعماري الأمريكي في المنطقة، وهذا يندرج على المنظمات الشيعية أو السنية إذا سمحنا لأنفسنا أن نفصل هكذا باستثناء الوضع في حماس لقد عانى الموقف من اضطراب وانقسام على كل المستويات إذا استثنينا الموقف العام الذي بالطبيعة كان يدعم موقف إيران ضد الأمريكان والاحتلال و لقد أظهر هذا الموقف غياب رؤية واضحة في العلاقة مع الجمهورية الإسلامية وأن الفكر السلفي له تأثير على قواعد وقيادات في حماس، حيث كان انقسام واضح في الرؤية بين الموقف الرسمي والقواعد؛ هذا لا يعني أنه لا يوجد داعم للانتماء المحور لكن يجب أن يضع في الحسبان أن تتغلب العلاقة من مفهوم الضرورة إلى الطبيعية والاستراتيجية بين حماس وإيران.
الدلالات السياسية والأمنية وبكل تأكيد أن الصراعات في المنطقة خاصة عندما تتسع خارج دول المنطقة وتكون مع الدولة العظمى ومصالحها أو تحت اي غطاء كان بالتحالف مع إسرائيل ودول عربية أن يسعى إلى
· إضعاف محور المقاومة وردع إيران، والسماح لإسرائيل باحتلال المكانة المركزية والأهمية في نسيج وعقيدة أمن المنطقة؛ على حساب حركة التغيير وتوجهات الثورة لمحور المقاومة واستهداف الداعم الرئيسي ايران.
· زيادة الهيمنة واستغلال ثروات المنطقة وابتزاز دول الخليج.
· التمهيد لفكرة شرق أوسط جديد خالي من القوى الثورية والمحاور المناهضة الشراكة مع الامريكان واسرائيل.
معركة السيادة واللعب على التناقضات في العراق
اختيار العراق لاستهداف الشهيد سليماني محاولة بائسة لخلط الأوراق وتغيير قواعد اللعبة، والزج بإيران بوصفه عنصر أزمة أو من مركباتها في العراق الملتهبة، لزيادة الضغط عليها للخروج من العراق، ومع ذلك استطاعت إيران أن تكسب تعاطف العراقيين والدفع باتخاذ قرار نيابي بخروج القوات الأجنبية، ومنها الأمريكية من الأراضي العراقية , المسألة الأخرى في هذه المواجهة، انه حتى الآن لا احد مختص وخبير سياسي عسكري يقول بفشل إيران في إدارة الأزمة والمواجهة ومعركة النفوذ مع الدولة العظمى أمريكا من خارج الأراضي الايرانية، بل في أدناه أن الطرفان ربحا المعركة خارج الحدود والسيادة بالتساوي، ونحن نرى أن الأمور لم تنته بعد وان تداعيات الجريمة الأمريكية على المستوى السياسي لم يقطف ثمارها بطرد الأمريكان من المنطقة، خاصة من العراق، وهذا سيغير كل التقديرات والتحليلات والحسابات وهو ما يخشاه حلفاء أمريكا واسرائيل في المنطقة خاصة إذا إيران انتهجت حرب الاستنزاف ضد الامريكان.
لقد كان واضح جدا أن الأمريكان ينتهكون سياسة تطويق إيران ومحاصرتها بالتزامات في أماكن نفوذها ومع حلفائها في المنطقة، وبعد عدم جدوى الفوضى التي ادارتها أجهزة الأمن المعادية لايران وتسخير الأدوات الداخلية المعادية، كان التصعيد بخطوة غير محسوبة العواقب باغتيال سليماني خارج إيران وبالتحديد في العراق الدولة المشتركة بالحدود مع إيران، والتي تمثل حالة اشتباك مع الامريكان مستمر، وصراع نفوذ بهذا التحدي الكبير ضد التواجد الأمريكي ، عملية الاغتيال تعكس نقطة ضعف، الأمريكان في حالة ارهاق من التهديد الإيراني لمصالح أمريكا في العراق وتوتر دائم، ومن وجهة نظرنا ان ترامب يبحث عن ذرائع للانسحاب من العراق، واتهام ما سبقوه من الرؤساء بمسؤولية عدم جدوى الاستمرار في العراق، ترامب يرى أن العراق لم يعد يستطيع تحمل تكاليف الحماية الأمريكية والاثمان التي تدفعها امريكا خاصة وأن إيران تتمتع بفاعلية ونفوذ أكثر من القوات الأمريكية في العراق . جهل ترامب وإدارته بعقلية الإيرانيين اعتمادا على فكرة أن الإيرانيين يجيدون المفاوضات وليس الحروب كما تحدث ترامب أنها لم تنتصر في حرب سابقة، وهذه الخلفية المعرفية لترامب وإدارته تتناقض مع قرار الاغتيال الا اذا كان يتوقع أن تنجر إيران إلى حرب مفتوحة ولا يمكن أن تلجأ إلى المفاوضات مع الامريكان ، إذا كان إيران بارعة في المفاوضات هل المنطق يقول إن تواجه عدوك بما يجيده من أساليب أو الحنكة دفعه الى الأساليب الذي لا يتقنها ؟ أو ماذا تريد امريكا من إيران المفاوضات ام الحرب؟ يبدو لنا أن الإدارة الأمريكية وترامب مشوش التفكير وان الحالة الداخلية والإلحاح الإسرائيلي كان يقف وراء قرار الاغتيال، السلوك والرغبة المشتركة بين ترامب ونتنياهو لخلط الأوراق والذهاب إلى معركة انتخابات لكليهما بأوراق رابحة تصفية أخطر رجل يقود خط المواجهة ويهدد مصالح الحليفين ويحبط استراتيجية التفرد في تقرير مصير دول المنطقة وخاصة دول الخليج والتخلص من التواجد الإيراني في العراق وسوريا أو سوريا واليمن بأضعاف محور المقاومة… الملخص :
1. أن الأمريكان لم يعد يمتلكون النفس الاستمرار في إدارة الصراع مع الإيرانيين في المنطقة وأن قرار الاغتيال كان قرار غير مدروس ولاسرائيل دور في الدفع بهذا القرار لخلط الأوراق وجر إيران إلى مواجهة مع الامريكان واستغلال الازمات الداخلية لإيران وحالة الاضطراب في العراق ولبنان وتحميل إيران سوء الأوضاع الداخلية في تلك الدول.
2. أن انقسام الشارع العربي من عملية الاغتيال تعكس عدم الوعي لطبيعة الصراع في المنطقة وأن هناك توظيف سلبي جدا للمذهبية السنة والشيعة.
3. أن محور المقاومة يعاني من أزمات الداخلية إفطاره لبنان العراق اليمن وفلسطين .
4. حماس تعاني من تباين حاد في غياب رؤية ومنظومة فكرية واضحة في العلاقة مع الجمهورية في ظل وجود تيارين على الأقل تيار يدعم الانتماء إلى محور المقاومة واخر يرفض البقاء في المحور ويطالب بعدم ربط حماس بمشروع إيران كما يصفونه وهذا يستدعي من المعالجة ودعم التيار المؤيد لمحور المقاومة .
5. إيران نجحت في تجاوز الأزمة واستفادت منها داخليا وخارجيا بتقوية وتعزيز محور المقاومة بالموقع الإيراني الذي لم يدخل المنظمات في المواجهة والرد في المكان الذي حدثت فيه الجريمة، وأن كرة النار تتوقف على طبيعة الرد الأمريكي في هذه المرحلة
6. لقد اتضح أن قرار المقاومة الفلسطينية بكل أذرعها، كانت على جهوزية للانخراط في المعركة مع محور المقاومة في حالة تدحرج كرة اللهيب .