18 ديسمبر، 2024 6:10 م

كتب الكثير من الادباء والفلاسفة والمتحدثون عن معنى السعادة وكل كان يكتب ما يحلو له او ما يمر به وانا اليوم ومن خلال هذه المقالة البسيطة اود ان اتحدث عن هذا الموضوع المهم لأنه يدخل ضمن مفردات عالم النفس وربما لا نراه في عيوننا ولكن نشعر له في كل جوارحنا الموجودة في جسم الانسان فتأتي لحظات تجد الانسان فرح جداً وبدون تردد نساله ما سبب هذا الفرح فنجد احيانا يكون سببه الفرج عن كربة معينة وربما يكون السبب احياناً بتدخل الجانب المادي الدنيوي في هذا الموضوع وهذه امور طبيعية تحدث معنا جميعا ونعيشها احيانا يومياً في واقعنا وعالمنا الحالي الذي وجدنا فيه ومنذ الازل الظروف الخاصة التي تميز بين ابناء البشرية وخاصة في موضوع الغنى والفقر فتجد اشخاص يعيشون تحت خط الفقر وهمهم الاول والاخير ان يؤمن لقمه العيش لهم ولعوائلهم لا اكثر وتجد في المنظور الاخر اشخاص قد وصلوا الى جمع الثروات الطائلة ولم يعرفوا للحياة اي معنى وتجدهم يعانون من الأمراض النفسية وهذا هو دلالة على ان هؤلاء كان همهم الاول والاخير هو رفع ارصدتهم المادية قبل ان يرفعون ارصدتهم المجتمعية واختلاطهم في الناس وكذلك تميزهم بكبريائهم عن غيرهم…
اليوم نحن نعيش في مجتمع يعاني فيه من الحرمان والتفريق الطبقي المادي التي وصل صداها بين العائلة الواحدة وربما نجدها احيانا بين الاخ واخاه وهذا ما نشاهده اليوم في الكثير من المناسبات الاجتماعية التي نحضرها واحيانا نكون مجبورين على ذلك الحضور…….
انا من وجهة نظري ككاتب مقالات بسيطة وجدت ان السعادة ليس في المال الكثير حتى وان كان المال كما يعرف الجميع من ضرورات الحياة ولم اجد السعادة لدى اصحاب الجاه والنفوذ فلدينا اصدقاء الكثير منهم مسؤولين في الدولة ولكنني اراهم غير سعداء وارى في وجوههم الحزن والكأبة دوما وكذلك اصحاب المال فإنني ارى انهم لا يستطيعون ان يعيشون حياتهم الطبيعية ولو مرة واحدة انني ومن خلال تجربة هذه الحياة الصعبة والتي عايشت فيها مرارة في شغف العيش وعايشت فيها العيش مع المال الكثير من خلال العمل التجاري والذي كانت تعتبر الحياة فيه حياة رفاهية كما يظن الجميع ولكنني واقولها ثم اقولها ثم اقولها ان السعادة لا تكمن في السلطة والجاه ولا في جمع الاموال وانما هي زرعٌ انبته الله في قلوب الناس لتتجه هذه القلوب لمحبتك بدون مقابل….
نعم ان السعادة هي محبة الناس اليك والمحبة الصادقة وليس محبة المصالح او محبة وقتية وتكون مجاملات فقط ان السعادة عندما تمر بأزمة مالية او ازمة صحية وتجد كل المحيطين من حولك يتسابقون لأداء الخدمة لك ما اجمل السعادة وانا اشعر فيها عندما يكلمني احد الاشخاص ليطمئن على صحتي واسمع بكاؤه على الهاتف وهو يدعو لي بالصحة ويقول بالحرف الواحد انني اخاف من القدر عليك وقد دعوت الله انا وعائلتي لك بالصحة والعافية فانت بالنسبة لي اخ وصديق ثم يجهش بالبكاء… اذن هذه هي السعادة الحقيقية تتلخص بمحبة الناس لك بدون اي مقابل وبدون اي مجاملة فتجد الجميع متساويين في هذه المحبة ولا فرق بين ذلك الذي يملك المال او الذي يملك السلطة وبين الذي لا يملك الاثنين فالجميع تجد محبتهم لك متساوية والجميع يدعون لك في الخير ويتمنون لك الصحة والسعادة في حياتك الدائمة وهذا هو المضمون الحقيقي للسعادة التي نطلبها دوما من الله سبحانه وتعالى….
اللهم ازرع في قلوبهم محبتي وازرع محبتهم في قلبي فهم احبابي واصدقائي واخوتي واحفظهم يا رب العالمين من كل سوء…. واجعل بيننا محبتك الخالصة لوجهك الكريم يا رب العالمين…