19 ديسمبر، 2024 3:23 ص

ماهيّة الوضع ” السوقي ” للقوات الأوكرانية .!

ماهيّة الوضع ” السوقي ” للقوات الأوكرانية .!

في علم النفس , هنالك مصطلح يُسمّى ” التعويض النفسي ” وهو في معناه المختزل يشير الى < ستراتيجية تتم بصورة واعية او لا واعية يحاول من خلالها الشخص التغطية على ضعف او رغبة او عدم احساس بعد الكفاءة او العجز في احد جوانب الحياة , عن طريق الإشباع او التفوق في جانبٍ آخر > .

ما يدفع او يجرّ لإستقدام او استحضارهذا المصطلح , هو تكرار واعادة تكرار الرئيس زيلينسكي لعبارة ” < استرجاع اراضينا المحتلة من قبل روسيا > , لكنه حتى الرأي العام الأوكراني – المدني والعسكري – لا يستوعب كيفية دحر القوات الروسية وامكانية تقهقرها الى الخلف , وتسليمها الأراضي الأوكرانية المحتلة , وكأنها ترفع راية الإستسلام البيضاء الخفّاقة .! , انما من الممكن ايضا استرجاع بعض هذه الأراضي مقابل تنازلاتٍ ما واجراء مفاوضات بين كييف وموسكو , وهي ما يرفضها زيلينسكي رفضا باتّاً , او بايدن على وجه التحديد .

خلال الأسبوعين الأخيرين او اقلّ , شنّت القوات الأوكرانية عدة هجمات مختلفة على الرّوس .وكانت تطلق عليها ” بالهجوم المضاد ” , لكنّه وعبر البيانات العسكرية الصادرة من قيادة الجيش الأوكراني , فإنّ التقدّم لم يتجاوز مئات الأمتار او نحو كيلومتر واحدٍ ونيف.! وكان الأفضل لهم عدم ذكر ذلك في الإعلام .!

والمسألة هنا ليست بعمق او قُصر مساحة التقدّم فحسب , إنّما وكما متعارف عليه عسكرياً , فأنّ الطرف المهاجم يكون مكشوفاً أمام الخصم ” وخصوصاً من دون غطاءٍ جوي ” وأمام تحصيناتٍ دفاعيةٍ محكمة للقوات الروسية المحتشدة , وبالتالي فإنّ جموع الآلاف المؤلفة من قذائف المدفعية والصواريخ الروسية تنهمر كما الأمطار على رؤوس الجنود الأوكران , وبعض هذا يفسّر عدم القدرة على التقدم اكثر او فتح ثغرةٍ مفترضة في صفوف الجيش الروسي .

ضابط الأستخبارات العسكرية الأمريكية السابق” سكوت ريتر ” وفي مقابلةٍ مع الصحفي ” داني هايفونغ ” أنّ القوات الأوكرانية عالقة في ” حلقة الموت ” وتفقد بالتدريج جنودها الأكثر خبرة , واضاف أنّ الأمر يزداد سوءا , موضحاً أنّ القيادة الأوكرانية ترسل اشخاصاً عديمي الخبرة والحرفية في القتال وهذا يعني انّ موتهم في ساحة المعركة آخذ في الأزدياد , وهذه الخوارزمية القاتلة تحدث الآن بالفعل .

الرئيس بوتين ذكر يوم اول امس بأنّ القوات الأوكرانية لم تفشل في الهجوم المضاد فحسب , بل دمرنا لها 259 دبابة و 780 عجلة مدرعة , دون ذكر اعداد الجنود القتلى الأوكرانيين .

الى ذلك , فقضية مجموعة فاغنر و بريغوجين التي استمرت ل 24 ساعة فقط , لم تؤثر على المستوى السوقي للمعركة البتّة , رغم تضخيم وتفخيم اعلام الناتو والأميركان لها .

والى ذلك كذلك وفي محاولةٍ لزرق حقنة بنج اعلامية فالرئيس بايدن صرّح بالأمس بأنّ موسكو بدأت تخسر المعركة .! وكأنه يعبّر سيكولوجيا عن خشيته من خسارة الأنتخابات المقبلة .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات