في علم النفس , هنالك مصطلح يُسمّى ” التعويض النفسي ” وهو في معناه المختزل يشير الى < ستراتيجية تتم بصورة واعية او لا واعية يحاول من خلالها الشخص التغطية على ضعف او رغبة او عدم احساس بعد الكفاءة او العجز في احد جوانب الحياة , عن طريق الإشباع او التفوق في جانبٍ آخر > .
ما يدفع او يجرّ لإستقدام او استحضارهذا المصطلح , هو تكرار واعادة تكرار الرئيس زيلينسكي لعبارة ” < استرجاع اراضينا المحتلة من قبل روسيا > , لكنه حتى الرأي العام الأوكراني – المدني والعسكري – لا يستوعب كيفية دحر القوات الروسية وامكانية تقهقرها الى الخلف , وتسليمها الأراضي الأوكرانية المحتلة , وكأنها ترفع راية الإستسلام البيضاء الخفّاقة .! , انما من الممكن ايضا استرجاع بعض هذه الأراضي مقابل تنازلاتٍ ما واجراء مفاوضات بين كييف وموسكو , وهي ما يرفضها زيلينسكي رفضا باتّاً , او بايدن على وجه التحديد .
خلال الأسبوعين الأخيرين او اقلّ , شنّت القوات الأوكرانية عدة هجمات مختلفة على الرّوس .وكانت تطلق عليها ” بالهجوم المضاد ” , لكنّه وعبر البيانات العسكرية الصادرة من قيادة الجيش الأوكراني , فإنّ التقدّم لم يتجاوز مئات الأمتار او نحو كيلومتر واحدٍ ونيف.! وكان الأفضل لهم عدم ذكر ذلك في الإعلام .!
والمسألة هنا ليست بعمق او قُصر مساحة التقدّم فحسب , إنّما وكما متعارف عليه عسكرياً , فأنّ الطرف المهاجم يكون مكشوفاً أمام الخصم ” وخصوصاً من دون غطاءٍ جوي ” وأمام تحصيناتٍ دفاعيةٍ محكمة للقوات الروسية المحتشدة , وبالتالي فإنّ جموع الآلاف المؤلفة من قذائف المدفعية والصواريخ الروسية تنهمر كما الأمطار على رؤوس الجنود الأوكران , وبعض هذا يفسّر عدم القدرة على التقدم اكثر او فتح ثغرةٍ مفترضة في صفوف الجيش الروسي .
ضابط الأستخبارات العسكرية الأمريكية السابق” سكوت ريتر ” وفي مقابلةٍ مع الصحفي ” داني هايفونغ ” أنّ القوات الأوكرانية عالقة في ” حلقة الموت ” وتفقد بالتدريج جنودها الأكثر خبرة , واضاف أنّ الأمر يزداد سوءا , موضحاً أنّ القيادة الأوكرانية ترسل اشخاصاً عديمي الخبرة والحرفية في القتال وهذا يعني انّ موتهم في ساحة المعركة آخذ في الأزدياد , وهذه الخوارزمية القاتلة تحدث الآن بالفعل .
الرئيس بوتين ذكر يوم اول امس بأنّ القوات الأوكرانية لم تفشل في الهجوم المضاد فحسب , بل دمرنا لها 259 دبابة و 780 عجلة مدرعة , دون ذكر اعداد الجنود القتلى الأوكرانيين .
الى ذلك , فقضية مجموعة فاغنر و بريغوجين التي استمرت ل 24 ساعة فقط , لم تؤثر على المستوى السوقي للمعركة البتّة , رغم تضخيم وتفخيم اعلام الناتو والأميركان لها .
والى ذلك كذلك وفي محاولةٍ لزرق حقنة بنج اعلامية فالرئيس بايدن صرّح بالأمس بأنّ موسكو بدأت تخسر المعركة .! وكأنه يعبّر سيكولوجيا عن خشيته من خسارة الأنتخابات المقبلة .!