23 ديسمبر، 2024 2:04 م

ماهكذا توردُ الأبلُ أيها المصلحون

ماهكذا توردُ الأبلُ أيها المصلحون

لا أحد ينكرُ أن الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الاصلاح الديني ضرورة ملحة لانقاذ الشعب من الفساد والخراب . ولكن علينا أن نميز بين الدعوات الحقيقية لهذا الاصلاح وبين التأسيس لدكتاتورية دينية سياسية يتحكم في جميع مفاصلها رجل واحد بلباس الدين والزهد والتقوى . وربما لا يروق للبعض ما قلته وما سأقوله متصورا أن الهدف من هذا الموضوع النيل والطعن بشخص معين ، أو بتيار سياسي معين . أجيب على هؤلاء بمنتهى الوضوح والصراحة وأقول لهم لا يتعلق النقد بفلان أو بعلان شخصيا وانما بالأساليب المتبعة تحت ما يسمى ( بالاصلاح ) وهي لا علاقة لها بجوهر الاصلاح اطلاقا . بلْ أنها أخذت مسارات ومنحنيات كثيرة الغاية منها ربط مصير البلد بكل أطيافه وألوانه بشخص واحد ( بغض النظر ان كان مصلحا أو فاسدا ) ونحن جميعا نعلم علم اليقين أن هذا الشخص ليس مبعوثا من الله ولا يحمل رسالة السماء ولا يحمل وكالة خطية من الأئمة المعصومين . وهو وفق كل المعطيات رجل عراقي حاله حال أي عراقي آخر ولايملك ميزة تقتضي أن ينال كل هذا التمجيد سوى كونه ابن مرجع ديني استشهد في زمن النظام السابق حاله حال الكثير من الشهداء . فالموضوع أيها السادة العقلاء تجاوز مساحات وحدود الاصلاح الى ما هو أكبر من هذا بكثير . وما أقوله ليس من صرح خيالي أو من أوهام رأسي ، ولكنه واقع ملموس لا غبار عليه من خلال الحملة الكبرى التي أطلقها وما يزال يطلقها أنصار وأتباع هذا الشخص ، حيث وصل بهم الأمر الى مقارنته مع الامام الحسين عليه السلام في الكثير من المواقف والتغريدات في شبكات التواصل الاجتماعي ، وكذلك مقارنته مع النبي الأعظم محمد ( ص ) والطامة الكبرى أن أحدى المقربات منه فقدت عقلها ووعيها ( وهي معروفة للجميع ) بقيامها بحذف لفظ الجلالة ( الله ) من بعض الآيات القرأنية واستبداله باسم الشخص المقصود : ( ألا بذكر فلان تطمئن القلوب ) بدلا من ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) وهي الآية رقم ( 28 ) من سورة الرعد . وهذا دليل واضح لا يحتاج للتأويل أن أولئك القوم يسعون سعيا حثيثا لتأسيس دكتاتورية دينية جديدة تفرض هيمنتها على الجميع بقوة السلاح وتكميم الأفواه ، وهم في نفس الوقت لا يعترفون بالدستور ولا بالقوانين ولا بالأنظمة ولا بالقضاء المستقل لأنهم يعتبرون أن كبيرهم وصل به المقام الى منزلة الربوبية والألوهية ، وهو فوق جميع العناوين والمسميات الأخرى ، وكل من يعترض على هذا الرأي يكون في نظرهم فاسقا وفاسدا وكافرا ودمه وعرضه وماله مباح . والذي لا يصدق كلامي عليه أن يختلف معهم في شبكات التواصل الاجتماعي ولو بكلمة واحدة ، وحينها سيدرك تماما ما ذكرته من خلال السب والشتم والقذف والنيل من الأعراض . فهل هذا هو الاصلاح الذي تريدونه ؟