واخيرا بعد 95 سنه ترجل الفارس مانديلا وسيرقد بقبره بعد رحلة طويل تجاوزت ال 75 سنه قضاها بالنضال والكفاح من اجل منح شعبه الحرية والمساواة ضد التميز العنصري الذي كانت تمارسه الاقليه البيضاء الحاكمه قضى منها 27 سنه في السجن لم يتراجع ولم يتخاذل طيلة هذه المده الطويله وبعد ضغوط كبيره تعرضت لها جنوب افريقيا ووصول ( دي كليرك ) الرئيس الاصلاحي الابيض للسلطه اطلق سراح مانديلا ثم اجرى دي كليرك انتخابات عامه فاز بها مانديلا ليصبح دي كليرك نائب مانديلا وبعد انتهاء ولايته رفض مانديلا التجديد له واستمر التداول السلمي للسلطه في بلد متعدد الاديان والطوائف والعرقيات مما اكسب مانديلا اعجاب شعوب العالم كافه بالاضافه الى اعجاب العالم به بسبب نضاله وكفاحه السابق , لقد كانت نظرته الصائبه للامور واستقراءه الناجح لواقع جنوب افريقيا والدول المحيطة لها تمكن من ان يعبر بجنوب افريقيا الى شاطىء الامان متجاوز كل الصعاب وكان اخطرها ما حدث خلال فترة التميز العنصري البغيض ومأسيه بحق سكان جنوب افريقيا الاصليين ( السود )من عمليات قتل جماعي وعزل للسكان ومنع التعليم عن غالبية السكان فلم يفقد عقله ولم تؤثر عليه عملية الانتقام لانه ادرك بحس المناضل العاقل بأن الانتقام سيولد مشاكل كثيره قد تؤدي الى تفتيت جنوب افريقيا الى دول عديده وخاصه ان الاقليه البيضاء لم تكن قليلة العدد ( تعدادها 7 مليون غالبيتهم العظمى من الاصول الهولنديه) وهم يملكون كل وسائل القوه من سلطه ومال ومصانع ومزارع وقوه مسلحه ذات امكانيه عسكريه متطوره جدا مع قوة من المليشيات اليمينيه البيضاء المتطرفه ، لذلك اصدر قرار بالعفو عن الجميع مع محاسبة الاشخاص … اكــرر الاشخاص المتورطين بالقتل وليس كل الاقليه البيضاء او احزابهم بتقديم المذنبين منهم الى محاكم مدنيه وانتهت المحكمات خلال فتره قصيره جدا ولم يتم اعدام اي شخص منهم وكان عددهم قليل .
لقد استمر الرئيس الجنوب افريقي الابيض دي كليرك بعمله نائب الرئيس مانديلا وابقى مانديلا اكثر الوزراء البيض بمناصبهم خاصه وزير الماليه والصناعه والتعليم العالي ومحافظ البنك المركزي ورئيس اركان الجيش بل وحتى طاقم حمايته الشخصيه كانوا من البيض لذلك زاد من اعجاب العالم بمانديلا وزادت دول العالم الغنيه من تقديم المساعدات التي طلبها مانديلا من هذه الدول لدعم عمليه التغيير .(ملاحظه : كنت قد تعرفت في ما مضى على عائله من الاقليه البيضاء قاتلت الحكم العنصري في جنوب افريقيا وكانت مطارده من مخابرات النظام في حينها ) .
لقد استفاد مانديلا وحزبــه والذي كان يضم ايضا اشخاص من الاقلية البيضاء ومنهم كوادر متقدمه وكذلك التجمعات الاشتراكية والشيوعيه وفيها اعداد لا بأس بها من البيض بالاضافه الى المسلمين من ذوي الاصول الهنديه والذين يشكلون حوالي 10% من سكان جنوب افريقيا هؤلاء مجتمعين استفادوا من الخطاء الذي ارتكبه ( موغابي ) رئيس زيمبابوي الذي دمر بلده بسبب قرارات غبيه وحمقاء كانت نتيجتها هروب نصف الشعب وظهرت المجاعات وفقدت العمله 90% من قيمتها الشرائيه وارتفعت البطاله بشكل حاد وكان من اوائل الهاربين ايضا الاقلية البيضاء مع ما يملكونه من اموال وكفاءات علما ان زيمبابوي في بداية الثمانينات كانت متفوقه على جنوب افريقيا و لذا فقد استفاد مانديلا وحزبه والمناصرين له من المجموعات العرقيه والدينيه من اخطاء موغابي في زيمبابوي وسامورا ميشيل في موزمبيق .
ان وفاة هذا الرجل الكبير في عقله وافعاله وكفاحه هزت العالم مع انه تجاوز ال 95 من العمر ولكنه كان نجم الشاشه في كل محطات التلفزه وما زال المحللين والخبراء وزعماء وشعوب العالم تتحدث عنه وهي ايضا رساله الى كل الانظمه الديكتاتوريه والسلطويه والطائفيه في منطقتنا بأن شعوب العالم تحترم وتقدر المناضل والمكافح ولا تحترم المجرمين والطائفيين والمتسلطين ومنهم على سبيل المثال حكومة الاسلاميين عندنا في العراق ، لنقارن بين مانديلا الانسان المكافح والمناضل وبين هؤلاء الذين يحكومون في العراق الان والذي دفع بلده الى امام متصدره الان الكثير من دول العالم بحلمه وقيادته وعقله الراجح وبين معممينا المتأسلمين منهم المسمي نفسه ( عبدالكريم الحائري ) المقيم في مدينــة قــم بأيران والذي افتى بقتـــل البعثيين فازهق ارواح الاف من الناس لانهم يحملون فكرا مغايرا لفكر هذا الارعن المجرم وهناك من البعثيين من اهم اشرف بمليون مره من الحائري ومن لف لفـــه من المعممين كانوا سنه او شيعه ، مانديلا يرثيه العالم كله حكومات وافراد واحزاب شعراء فنانين قاده رأي رياضيين اعلاميين وبين معممينا الذين يفتون بالقتل والاغتصاب ( اغتصاب املاك واموال الدوله والمواطنيين ) والتهجير والسرقه والتزوير ، ولا تخف ايها المتخلف اسرق اقتل زور ارتشي هجر ثم حطها براس العالم وتوب الى الله فسيقبل الله توبتك او ادفع الخمس وستذهب الى الجنه ؟ فلقد صدعوا رؤسنا هؤلاء المتأسلمين ليل نهار بأن الاسلام دين المحبه ودين المساواة ودين الحريه والتقدم وللاسف لم نلمس ولم نرى مثل ذلك وبالعكس شاهدنا القتل والكذب والسرقه والخطف والتهجير .
خلال السنوات الماضيه ضاعت علينا فرص كثيره لرأب الصدع بين مكونات الشعب العراقي ولكن احزاب الاسلام السياسي السنيه والشيعيه دمرت كل الفرص المتاحه لذلك فعملوا بكل جد ونشاط على تدمير اي تقارب فقتلوا ودمروا وهجروا لغرض في انفسهم وشارك معهم طبعا رئيس وزرائنا نوري المالكي وحزبه بتصرفاته الغريبه والصبيانيه والغبيه فهو ومن معه بالحكومه كلهم في خانة الارهاب ،
الرحمــه لمانديلا الرجل المكافح والمناضل واتمنى ان نجدا شخصا في العراق يحمل ولو نصف خصائص مانديلا ولا نريده مثل موغابي فلدينا اتعس منه واسمه المالكي… وليحكمني اي كان (مسلم مسيحي صابئي يزيدي ملحـــد بدون دين ) المهم يحمل عقلية وخصائص مانديلا في قيادة بلــــد عظيـــــم اسمه العــــراق .