لايختلف أثنان على إن القادة والمسٶولون في النظام الايراني ومنذ إستلام جو بايدن لزمام الامور في البيت الابيض، کانوا ولايزالوا ينتظرون تغييرا سياسيا ـ إقتصاديا لصالحهم ووضع حد للعقوبات الامريکية الصارمة التي تم فرض أغلبها خلال عهد الرئيس الامريکي السابق ترامب، لکن الذي إتضح لحد الان هو إنه ليس لم يتحقق شئ من هذا الذي ينتظره هٶلاء فقط بل وحتى يبدو إن هذا الانتظار عبثي ولاطائل من ورائه لحد هذه اللحظة.
طهران التي کانت تنتظر بفارغ الصبر مجئ بايدن وکانت تتصور بأن تغييرا کبيرا سيحدث في السياسة الامريکية حيالها بحيث تعيد مسار الامور الى ماکانت عليه في عهد الرئيس الاسبق أوباما، غير إن الذي صار يبدو جليا لطهران هو إن بايدن وإدارته ليسوا على العجالة التي کان أوباما عليها عندما إبرم ذلك الاتفاق النووي المثير للجدل والذي ولکونه ملئ بالثغرات والعيوب قد کان يصب في مصلحة طهران، بل إن إدارة بايدن لاتريد کما يبدو هدر ماقد قام به ترامب بين عشية وضحاها مع نظام يفتقد للثقة والمصداقية في تعامله مع المجتمع الدولي، والاهم من ذلك إن مناورات النظام الايراني وألاعيبه المختلفة من أجل إبتزاز هذه الادارة بشکل خاص، ليس لم تتمکن بل وحتى لايبدو أبدا بأنها ستتمکن من تحقيق أهدافها.
الاوساط السياسية الامريکية التي تراقب عن کثب مجريات الامور والاحداث فيما يتعلق بالموقف الرسمي الامريکي من البرنامج النووي الامريکي، يظهر واضحا بأن غالبيتها لاتميل لإبداء أية ليونة مع النظام الحاکم في طهران والذي لم يتمکن أبدا من إزالة الشکوك والتوجسات المختلفة بشأن نواياه النووية ومساعيه المشبوهة الاخرى في المنطقة والعالم، ولذلك فإن هناك الکثير من الضغوط التي تتعرض لها إدارة بايدن وتطالبها بأن لاتبدي أية ليونة مع النظام الايراني وأن تستمر سياسة الحد الاقصى حتى تتحقق الاهداف المرجوة من ورائها، بل وإن الاوساط الامريکية قد بعثت برسالة بالغة الاهمية وذات مغزى عميق على أثر تقديم أعضاء الكونغرس الأمريكي القرار 118 بتوقيع 225 عضوا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وهذا القرار يٶکد الاعتراف بحق الشعب الإيراني في إقامة جمهورية ديمقراطية مبني على فصل الدين عن الدولة وإيران غير نووية. کما إن القرار يدين انتهاك حقوق الإنسان والارهاب الحكومي من قبل النظام الإيراني والعملية الإرهابية في تجمع عشرات الآلاف من الأشخاص في باريس في 30 يونيو 2018 لدعم إيران حرة وخطة السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية المكونة من 10 نقاط لمستقبل إيران. هذه النقاط غير العادية التي تضمنها هذا القرار والتي يمکن إعتبارها بمثابة إنعطافة نوعية في موقف الکونغرس الامريکي من القضية الايرانية خصوصا من حيث إعترافها الواضح جدا بالمقاومة الايرانية وقيادة السيدة مريم رجوي، وبطبيعة الحال فإن الذي قد حدث هو أمر لم يکن بالحسبان للنظام الايراني في ظل إدارة بايدن وحتى إنه لم ينتظره أبدا لکن الذي يبدو واضحا إن على النظام الايراني إنتظار الاسوأ وإن صيف ساخن جدا بإنتظاره!