23 ديسمبر، 2024 5:53 ص

مالذي تبقى من الحياء ياحكومات لاتستحي ؟

مالذي تبقى من الحياء ياحكومات لاتستحي ؟

من خلال فسحات الألم ساتوغل مبصرا لا أهتم بكل من ينتقدني ، ولن أعير بالا للمتفيقهين الجالسين خلف مكاتب فارهة فاخرة لن يمسهم فيها برد ولا زمهرير ، يرتدون النفائس ويستحوذون على كل شئ بدءا من الجاه والمال وإنتهاء بربات الحجال مرورا بالطيبات مما لذ وطاب من المحمّر والمشمّر سواء أكان ابيضا أم كان أحمرا ناهيك عن الفاكهة الملكية الحلوة والحامضة . ولكن هل يستحق هؤلاء الأجلاف كل هذا ؟ ومن أين جاءوا بكل هذه الأموال ونحن نعرف أصلهم وفصلهم كما نعرف أنفسنا تماما ؟ .. قبل أن نرد عن تلك التساؤلات المشروعة لابد من التذكير بالحكمة التي تقول : (( ما جُمع مال إلا من شح أو حرام )) ، فالشح – البخل – أمر مفروغ منه لأنه ديدنهم على مر العصور والدليل حينما أتاهم الضيوف قالوا لأمهم : أماه بولي على النار ! مستكثرين إهراق قطرات من الماء لإطفاء نار لم تكن من سمات الكرام اللهم سوى إبعاد الهوام والدواب كي لاتعلف من فتاتهم شيئا ! وأنّى لهم الفتات ؟ أما الحرام فحدثوا عنه ولا حرج ، فما من أحد من الحكومات يعرف للحلال طريقا البتة ، فقد نبتت لحومهم من الحرام فاستمرأوه فرحين مستبشرين ، تارة بذريعة ( المهدي ) المختفي وتارة بذريعة خمس أجدادهم من ( السادة ) الملتحين وغير الملتحين .
في بلاد العرب أبتلانا الله – بسبب سوء أعمالنا – بمن يسومنا سوء العذاب ، يذبّحون أبناءنا ويستحيون نساءنا وينهبون خيراتنا ثم يسخرونها لصبيانهم وذراريهم ومواليهم وعشيقاتهم تاركين جيوشا من الفقراء يبحثون عن كسرة خبز في هذه القمامة أو تلك وهم يضحكون فرحا ويرقصون طربا ، وفي آخر النهار يخلعون (( عدة التدين )) من عمائم وجبب ويرتدون المايوهات بدلا عنها ليغوصوا لجاج ( دينِ ) جديد يقوم على مبدأ ( إغلقي الباب واتبعيني ) – ألا لعنة الله عليكم صاعدة نازلة ، ونازلة صاعدة فكل ما فيكم ومن فيكم لايساوي عندي خصف نعال طفل يتيم كنتم سببا في قتل ذويه …
في العراق حكومة لاتستحي ولن تستحي جاءت بأسم الحسين لكنها في الحقيقة هي التي إغتالته عن سبق إصرار ، فكل منتسبيها حفاة عراة لكنهم تحولوا الى قياصرة وأباطرة بين عشية وضحاها ، ولم يكتفوا بالسلب والنهب بل أشعلوها نارا لن يخمد أوارها لقرون عديدة ، وفي سوريا صبي أحمق دمر البلاد والعباد من أجل التشبث بكرسي لعين ، وقد ورث الإجرام عن أبيه مشعول الصفحة ، وكذا في سائر الامصار والبلدان ، فكل حكومات العرب لايمثلون سوى العاهرات والعاهرين وشذاذ الآفاق لا أبرئ منهم أحدا ، فهذا صاحب البجامة – آسف صاحب الفخامة – وذاك صاحب السمو ، وذاك صاحب السعادة ، وذاك صاحب الجلالة ، ولهؤلاء جميعا أقول طز فيكم وفي سموكم وفخامتكم وجلالتكم وسعادتكم . طز فيكم ايها المنبطحون العملاء الساقطون الهابطون ؛ لنا وقفة معكم يا أيها الذين خرجتم من بطون أمهاتكم وقد فصّلت عليكم كراسي الحكم تفصيلا .
إستمروا بحلبنا وقتلنا فالحليب في أثداء أماتنا لم يجف بعد ، استمروا بقتلنا فلحومنا مازالت طرية لاتسبب لكم ارتفاع الكولسترول ، دونكم ملابسنا الداخلية فهي تليق بسموكم وجلالاتكم وفخاماتكم خذوها كلها واتركونا نقيم الصلواة عراة ، فعوراتنا لم تعد خافية على احد منكم ، والفضل يعود للعسس والجندرمة والهجانة والمباحث وأمن الدولة والمخابرات والكاميرات الحرارية والبوليس والكلاب والسيطرات والمرابطات والمشتركات والرجال الآليين والاقمار الاصطناعية والدببة والشواذي ، وختاما طيح الله حظك عباس البياتي .