23 ديسمبر، 2024 1:01 ص

ماكرون .. ومسألة السيادة العراقية

ماكرون .. ومسألة السيادة العراقية

تناقلت وكالات الأنباء ان زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للعراق ستعمل على تثبيت مسألة السيادة العراقية وأنه بالاتفاق مع الويلايات المتحدة سيبحث في مسألة الأمن والعمل على حصر السلاح بيد الدولة، والعارف بأمور العراق لا يستغرب هذا المانشيت العريص لهذه الزيارة الخاطفة والتي لم تستغرق أكثر من أربعة ساعات ، لأن العراقيين غارقون في بحر المشاكل التي يصنعها البعض للبعض الاخر ، فإنهم يرحبون بكل من يعرض خدماته بغض النظر عن النوايا .
ان السيادة مصطلح دقيق معناه قدرة السلطة على فرض القانون على الرعايا في الداخل وقدرتها على التصرف المستقل في الخارج ، وحال العراق في حقيقة الامر انه ضيع المشييتين ، فلم تعد له القدرة على فرض القانون في الداخل ، فالاطراف الحاكمة مسلحة خارج اطار الدولة لفقدان الثقة بين الاطراف وانقساهم المقطعي على انفسهم فالماسك بالسلطة يهدد بسلاح الدولة ومن هم خارج السلطة يهددون بسلاحهم المدعوم خارجيا ، اما الاستقلال الخارجي فهو مرتبط بقدرة الفعل المنشئ للعلاقات الدولية المتوازنة،
ان حكام بغداد لا يفهمون مفهوم السيادة الا على انه مدعوم من الخارج ، امريكيا ، ايرانيا ، تركيا وآخرها الدعم الفرنسي المزعوم لخلق ماهو مغييب من قبل أصحاب الدار ، انكم يا عراقيين ، بعتم الوطن للغير على نحو لم يشهده العراق من قبل حتى في العهد السعيدي، انكم سوف تستمرون الجري وراء ماكرون وروحاني وترامب ما دمتم تسترخصون الوطن مقابل السلطة ، وما دمتم قد اعماكم الجاه الحرام والمال الحرام ، وسيظل العراق منقوص السيادة ما دمتم على نفس المسيرة وسيظل فاقد الاستقلال ما دام رخيصا بنظر الغير ، فلا يمكن وفق ما تقدم لماكرون ولا لغيره ان يبت في مسالة السيادة العراقية….