19 ديسمبر، 2024 5:23 ص

ماكتلك والي لتصير كتلك آدمي ماتصير

ماكتلك والي لتصير كتلك آدمي ماتصير

حكمة قديمة في زمن الولاية العثمانية قصتها ان احدا كان له ابن اتعبه جدا وحاول الرجل تقويم ولده ليعيش حياة طبيعية لكنه عجز ولم يفلح بل زاد الولد اعوجاجا وعقا لوالديه ,فتركه والده وسلم امره الى الله تعالى ,وبمرور الزمن وبطرق غير مشروعة تقرب الولد من مسؤولي الديوان العثماني وبعد عشرين سنة اصبح واليا للمنطقة التي فيها هو ووالده عندها امر الجنود بان ياتوا والده عنده فاتوا به وعندما راه قال لوالده ماذا تقول في الان وقد اصبحت واليا عكس دعاؤك علي بعدم التوفيق واليوم وفقت واصبحت واليا .فقال له ابوه(ماكتلك والي متصير كتلك آدمي متصير) اي انك فقدت آدميتك اصبحت عبدا للمال والجاه الفارغ .
اردت من خلال قصتي هذه ان اوضح مسالة هامة هي ان الاخلاق ومحبة الله تعالى والوالدين هي اهم بكثير من الوصول الى مراكز الدولة والمناصب لان فقط بالاخلاق ينال الانسان احترامه وتقديره بين البشر .
واليوم ونحن نعيش حالة من الفوضى في كل شيء ,في طاعة الله والاخلاق وفقدان القيم والتماسك الاجتماعي الضعيف نرى مصداقا للحكمة اعلاه ,فلم تتعظ الناس من دروس الاولين الذين وهم بسطاء كانوا مثالا للاخلاق والقيم الانسانية وعندما نالوا مراكز ومناصب حافظوا على توازنهم الاخلاقي والاجتماعي ولم يترفعوا عن اهلهم وابناء جلدتهم بل تواضعوا اكثر لعظم وكبر المسؤولية وتحملوا عناء بناء المجتمع وخدمته وترفيهه بالصورة التي تحفظ كرامته وتقدمه ومثلنا الكبير في هذا كله نبي الرحمة محمد(صلى الله عليه واله وسلم )واهل بيته الكرام (عليه السلام )الذين نذروا انفسهم لخدمة الله تعالى والناس اجمعين ,واليوم ونحن في هذا الضياع في كل شيء ووصول زعامات وقيادات (لااقول كلها ) الى مناصب عليا تتحكم بمصير الناس لاتملك ادنى قدر من الاخلاق والدين والوطنية بل يعملون على زيادة الفرقة بين الناس والمجتمع ويحاولون ربط الناس بقيم ودول لاتمت لنا بصلة وهم جاهدون في هذا ويحاولون ابعادنا عن عراقيتنا واسلامنا الحنيف يساعدهم في هذا وعاظ السلاطين ممن يستفيدوا من النطيحة واكل الفضلات يساعدهم ايضا قلة وجود المتصدين لهذا الامر ومن جميع الاتجاهات الدينية والفكرية والاجتماعية ,وهذا لعمري سيؤدي خلال فترة قصيرة الى ضياع الناس وتفتتهم وخلق العداوات بينهم وهو مالايرضاه الله تعالى واننياؤه ورسله عليهم السلام .
اقول اذن الاخلاق هي المرجع الاول للانسان والدين هو الاساس لذا علينا جميعا وبلا استثناء السير في طريق العودة الى الله تعالى فلا نترك شاردة ولاواردة الا وقدملئناها بحب الله عز وجل وحب الناس والمجتمع وتنفيذ طاعاته جل وعلا ونبني مجتمعا مبني اضافة الى ماذكرت على الاحترام الانساني لا ان نجعل خلافاتنا محل اهتمامنا الاكبر ونكتفي من صناعة الصنم الذي نسير خلفه ونعبده بل الرضوخ الى الحق الى مالك الملك الذي بتراحمنا فيما بيننا تنزل رحمته وتنعمنا خيرا وبركة ,اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ان اخطانا وابتعدنا عن طرق الله تبارك وتعالى

أحدث المقالات

أحدث المقالات