عندما يٶکد علي رضا تنکسيري، قائد القوة البحرية للحرس الثوري الايراني من إن”الأعداء يسعون لإثارة التفرقة بين المسلمين، لكن هناك علاقات مميزة قديمة بين الشعبين الإيراني والعراقي، في ضوء المشتركات الدينية والتقارب القومي” ويضف مٶکدا:” يمكن اعتبار العلاقات بين الشعبين أفضل مثال للوحدة بين المسلمين”، فإن السٶال الذي لابد من طرحه هنا هو؛ هل إن الشعب العراقي بحاجة حقا الى ذلك؟ وهل إن ماينقص العراق في هذه الفترة الحرجة والحساسة التي تمر بها المنطقة حيث يحوم شبح إحتمال مواجهة أمريکية ـ إيرانية، هو أن يتم إجراء مناورات بحرية مشترکة مع إيران؟
المثير والملفت للإنتباه هو إنه وفي الوقت الذي ترکز فيه وسائل الاعلام الايرانية على زيارة يجريها قائد القوة البحرية العراقية اللواء الركن أحمد جاسم معارج على رأس وفد عسكري عراقي رفيع المستوى، الى إيران، بينما لم يكشف الجانب العراقي عن تلك الزيارة وتفاصيلها، وهو مايٶکد بأن الجانب العراقي يدرك ويعي جيدا بأن هذه الزيارة وماينجم عنها، لن تکون موضع ترحيب من جانب واشنطن بشکل خاص والعواصم الغربية بشکل عام، إذ إن المنتظر والمتوقع من العراق خلال هذه الفترة تحديدا هو أن يتخذ موقفا محايدا وإن إنحيازه لإيران يحمل معاني وإعتبارات لايمکن أن تأخذها واشنطن على محمل حسن بل إنها ستکلف العراق کثيرا وإن الحکومة العراقية تدرك ذلك جيدا وهي التي طالما أکدت بأنها ترفض سياسة المحاور وتنأى بنفسها عنها ولکن هذه الزيارة والمناورات البحرية المشترکة وخصوصا إذا ماجرت”وستجر حتما”الى أمور أخرى فإنه ستضع القدم العراقي في مکان محظور عليه ويجلب له ماهو أکثر من المتاعب.
صدرت العديد من التصريحات التي تحمل إيماءات للحکومة العراقية بأن تنأى بنفسها بعيدا عن النظام الايراني وتحذر من إقامة أي نوع من التعاون الذي من شأنه أن يجلب لها المتاعب والصداع، لکن الذي يجري في العراق هو سياسة ذات إتجاهين متناقضين إذ هي تسعى لإسترضاء الامريکيين نظريا فيما تهرع عمليا للقيام بکل مامن شأنه إرضاء الايرانيين بصورة من شأنها إثارة حفيظة الامريکيين. ويبدو واضحا إن العراق يسير بإتجاه توريط نفسه في وضع وموقف يضعه في مأزق من الصعب الخروج منه بسلام، وإن الذي يجب أن يکون معلوما هنا هو إن إيران لن تتحمل تبعات وآثار ماقد يقع من أضرار للعراق من جراء سيره وراء طهران في طريق محفوف بالمخاطر!