ما فائدة الحصار إذا كان النظام لا يتأثر بقدر ما المواطن متوسط الدخل والفقير هو الذي يتضرر بشكل كبير. وهذا ما جربته أمريكا في العراق .. حينما فرضت عليه الحصار وقع فيها الشعب فقط.. أما النظام كان يعيش في نفس الهمجية والطبقية والإستبداد والرفاهية، بل ازداد تجبرا وطغيان.
إذن ما الحكمة من فرض العقوبات والحصار على الأنظمة التي تعتقد أمريكا أنها غير متوافقة للشروط الأمريكية؟! السؤال يطرح نفسه هو ما يحصل؟
الاهداف من فرض العقوبات والنتائج؟!
العقوبات بحد ذاتها .. تجعل من الدولة عبارة عن سجن كبير للشعب فقط اما النظام الحاكم فهو السجان الذي يقف على أبواب السجون.
الاهداف:
1- إضعاف اقتصاد الدولة وذلك عن طريق إفراغ الأسواق من السلع؛ والمصانع من المواد الأولية، أي ضرب تحت الحزام، وبذلك تزداد البطالة ويتدني دخل الفرد إلى أقصى الحدود.
2- تجويع الشعوب وخلق نوع من التنافر بين الشعب والنظام الحاكم.
3- غالبا الأنظمة الحاكمة تعودت على نسق خاص من مستوى المعيشة من الصعب نزولهم إلى مستوى الفقر فتتجه معظم القيادات الى تبني طرق اخرى لتوفير التمويل.. منها شرعية وأخرى غير شرعية .. وعندما يرى المواطن الذي تأثر من جور الحصار.. أن المسؤولين وعوائلهم ما زالوا بنفس الرفاه والنعيم.. سيحاول الانتقاد ثم السب والشتم ثم التظاهر ثم العنف ثم الإقتتال.
4- وبهذا تحقق الهدف الذي تنشده أمريكا من الحصار .. وهو خلق فجوة كبيرة بين الأنظمة والشعوب.. كي يأتي الوقت الذي تصبح به أمريكا هي المنقذ والمحرر وناصر المضطهدين والمظلومين.
5- ستشن حربا بعد تفشي الفساد في أنظمة تلك الدولة، وتشتري قادتها العسكريين ومن تصل إليه .. وتدخل هذه البلاد بمباركة شعبية و هلاهل و ورود .
ما الذي سينتج هنا؟
1- ستخلق حرب عظيمة داخل إيران، وستكون الجزء الأكبر منها طائفيا، وتعمل على تغذيته كما فعلت في العراق، واوهمت الشعب أن الحكم السني هو الذي اضطهد الشيعة في العراق.. كذلك في إيران سيكون الحكم الشيعي هو الذي اضطهد السنة في إيران وخلق نار لن تنطفئ.
2- ليس من السهل أن يحصل هذا لكنه ليس مستحيلا، فما يحصل من زرع أورام سرطانية داخل إيران هي بداية لذلك.. خصوصاً بوجود أعداء كثر، تحيط بإيران وازالتها هو أهم ما تعمل عليه، امريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات.
3- الحصار نجح في إسقاط صدام.. بناءا على ما ذكر ..وهذا ما تعتقده أمريكا سينجح في إسقاط النظام الإيراني.. ولو بعد 5 سنوات؟!
4- عبقرية ايران ومناوراتها السياسية والعسكرية قد تصعب المهمة وقد تفشلها خصوصاً أن إيران على علاقة طيبة مع الصين وحليف قوي مع روسيا لكن هذا لم ينفع صدام في علاقته الفرنسية وكذلك الروسية.
5- قوة الاقتصاد الوطني الإيراني سيكون دافع قوي لصمود إيران .. و سلاحها الاقوى الذي يجب أن تفعله هو توعية الشعب واستثمار الشباب في تمكينهم داخل مؤسسات الدولة وأتاحة المجال للأجيال اليافعة أن تستقطب داخل منظومة الدولة وتبعدهم عن الاستغلال والاستغفال الذي تعمل عليه قوى الشيطان.
مطمئن على إيران فهي دولة عظيمة وحكيمة.. من يتابع تصريحات مسؤوليها سيعرف كم أنهم واثقون بتجاوز الأزمة بنصر.
علما إنها تفاوضت مع أمريكا عشر سنوات ووقعت الاتفاقية النووية، وتتفاوض عشرة أخرى لتوقيع استراتيجية جديدة.
رغم أنها في الإتفاقية الأولى لم تكن مسنودة من الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا كما اليوم .. فهي تحصل على دعم كبير من دول عظمى ترفض الهيمنة الأمريكية.. النصر حليفها . الدولة الأولى التي بناها روح الله الخميني قدس عقائديا. وإنها على أسس عقائدية راسخة.سلاما للشعب الإيراني.
