23 ديسمبر، 2024 9:19 ص

مما لاشك فيه ان الجميع يريد ان يحل الآمان والأمن في العراق والخلاص من داعش ، ولكن هناك قوى في العالم مرتاحة لهذا الوضع ولاتريد ان يحل الأمن بالعراق ، والكل يعلم ان حفظ الأمن وحفظ الشعب من واجبات الجيش فان لم يقم بواجبه فيجب تغييره ولا يمكن ان نتجاهل رأس الهرم فيه المسؤول عنه ، فرئيس الوزراء المنتهي الصلاحية أضاع البوصلة في آخر ايام ولايته حتى وصل الامر أعلى مستويات الأزمات ولقد كان في كل يوم هناك أزمة افضع من الأخرى، حتى ضاع الوطن فماذا يظن بعد ماحصل؟ او انه ضمن مخطط لتقسيم البلد بعد ان ارتفع صوت الطائفية المقيتة.
أمريكا تريد ان تترك الأوضاع كما هي لأن من مصلحتها ان توقد الحرب بين العراقيين أنفسهم وهي تتفرج عليهم وهم يتناحرون ، وهو ماجرى بالفعل يوم ان تخلت عن البلد وقامت بحماية رعاياها فقط وتحججت أنها لا تريد ضرب الأماكن المأهولة بالسكان لأن المتضرر الوحيد هو الشعب ولم تمنع الحكومة من ذلك مع أنها تقوم بضرب المناطق وقتل الشعب منذ أشهر وكل يوم يسقط مئات الشهداء هنا وهناك وكلهم أبرياء في مناطق غرب وشمال العراق ومعروف من يسكن تلك المناطق والولايات المتحدة الامريكية تتفرج .

السيناريو الجديد يشبه القديم وهو اما ان تترك منصبك او نجعل التهديد يصلك ، فعليك ان ترفع الهيمنة الإيرانية الواضحة في البلد لان الأزمة الحالية لايمكن الخروج منها بهذا الشكل الذي يحصل الان ، وكما ان الكثير يرفض تدخل الدول العربية بأوضاع البلد الداخلية فيجب ان تمنع إيران من التدخل أيضا ، المليشيات فتح المجال لها رسميا وهذا دليل على من كان يعبث بالأمن وقتل المئات من أبناء البلد ، وهي اليوم بعد الدعم الحكومي أصبحت أقوى من الجيش لان الجيش اندحر وتقهقر ، فاصبحت سلاح ضد الشعب وسنحت الفرصة لاستعراض الأحزاب والتيارات عسكريا لكي تصدر مليشياتها وتستعرض قواتها أمام سقوط الحكومة ، والدليل واضح على ان الحكومة تعطي الضوء الأخضر لقتال الشعب نفسه بنفسه ، ولقد سمعنا حزب الله اظهر استعداده لخوض معركة طائفيه بخمس أضعاف ما يتدخل به في الدولة المجاورة ، وهنا نسال هل ان العراقيين غير قادرين على حماية أنفسهم ومقدساتهم حتى تأتي مليشيات من الخارج لتقوم بذلك ؟.

الحكومة اليوم تحصد بذور أزمة هي من قام بزراعتها سابقا فهي تواجه أخطاء الأمس ، فعندما يدخل جيش للمدن ويعبث بها ويدمر مقدراتهم ويذل اهلها ، اكيد سيكون مرتعب وقلق ، ويهزم بسهوله كما حصل له في الموصل لانه قام بتهميش الأهالي ومضايقتهم واذلالهم بكل الطرق .

وكل هذا يعود الى السياسات الفردية بالسلطة ، ولطالما سمعنا من الكثير في السلطة محاولتهم مداراة فشلهم بلصق التهم بالاخرين ممن يعارضونهم او يحملون عليهم سخطا سياسيا مع ان الدولة تفككت على ايديهم وهو مخطط له قبل الاحتلال .

الوضع خرج عن حرب ضد داعش فقط وانما انتقل الصراع بين مكونات الشعب الواحد ، وكما حصل في قتل المساجين في ديالى من قبل المليشيات ، ولامسؤول عسكري تحمل واجبه وظهر امام الفضائيات واعترف بخطأ تحشيد الشارع ضد المسالمين كما حصل في عام 2006 عندما اعطي الضوء الاخضر للفتنة من قبل الحكومة.

لايمكن ان نسمي جبهات القتال مناطق ومحافظات داخل بلدنا وكأننا نعترف ضمنيا بتقسيم الوطن ، وامريكا اعترفت بانها هي من أسست القاعدة وهي التي رعتها حتى انقلبت عليها ، واليوم يمكن ان ينطلق داعش من نفس الفكرة بعد ان أحرقت ورقة القاعدة وتولدت فكرة جديدة وكلها ادوات من اجل تحقيق أهداف امريكا،والان ماحصل من زيادة ارتفاع أسعار النفط حيث قفز الى اعلى مستوياته لكي تغطي العجز الذي حصل عندها وكذلك لتبيع الأسلحة التي صنعتها في الفترة الأخير ، وكذلك من اجل بقاء السادة المسؤولين في السلطة وهم يضحكون على شعب مسكين يقتل ويقاتل في حروب منذ تأسيس الجمهورية العراقية ولحد الان ، وهم المستفيد الاول والاخير من مجريات الأحداث ولكن لا احد يعتبر!.