18 ديسمبر، 2024 11:57 م

تتصاعد الاصوات يوما بعد يوم ومحافظة تلو اخرى مطالبة بتشكيل اقليم خاص بها وهو امر ليس بالغريب او المستهجن …وليس لاحد ان ينكره طالما ان الدستور العراقي قد اقره ومنحه حقا قانونيا لكل محافظة او اكثر بان تنشىء اقليما وكما هو واضح في الباب الخامـــس المواد 112 و113 و114 من دستور جمهورية العراق .
ولا ضير في ذلك ان كان هذا الاقليم يضمن سلامة جسد هذا الوطن لا ان يقطعه الى اوصال عرقية او طائفية مقيته تجرالبلد الى متاهات ودهاليز لا يعلم مداها الا الله (جل وعلا )……..
لكن الامر المستغرب ان تتوافق هذه المطالب وتتصاعد حدتها وتتزامن مع ثلاث امور تضع لها علامات تعجب كبيرة وعلامات استفهام اكبر :
اولا:- انها تزامنت مع الايام الاولى للانسحاب الامريكي وتسلم القوات الوطنية زمام الامور
في البلد والتي تتم بانسيابية وتسلسل زمني يشار لها بالفخر والاعجاب والتقدير حتى بدا الامر كمن يضع العصا في الدولاب محاولا ايقافه بل هي محاولة لسرقة فرحة الشعب المقهور بالخلاص من الاحتلال البغيض ووضع المعرقلات في تسلم الملف الامني امام القوات العراقية والتي اشد ما تحتاج اليه في هذه الفترة هو الوقوف معها ودعمها دعما لا محدود .
ثانيا :- للاسف ان المطالب باقلمة المحافظات برزت من نفس طائفي واحد مما يجعل المراقب
يستشعر خطرها اضافة لما حملته من نبرة متشنجة تخفي امورا كثيرة !
ثالثا:- لا يخفى على احد ان هذه المطالب قد تصاعدت بعد اجتماع (يوم الغدره )او يوم العمرة التي اعتمر بعض رموز العملية السياسية على حين غرة في قصور ال سعود وهنا تترادف علامات التعجب والاستفهام (كون ان ال سعود لا يضمرون للعراق الا الحقد والشرور) !!
ولعل الاعجب والاغرب ان الاطراف التي بح صوتها وهي تنادي بالاقلمة كانت بالامس القريب اشد الرافضين لقانون الاقاليم بل كانت تقف بالضد ممن نادى بها وتتهمهم بالصفوية واصحاب مشروع التجزئه ( فما عدا مما بدا ) .كما ان من ينادي الان بالاقلمه لا يمتلك تلك الامكانيات والمقدره الاداريه والبنى التحتية مما يجعلها في مهب الريح تعصف بها ما تشاء
ان الامر لا يخلو عن كونه تنفيذ لمسلسل واضح المعالم فشل البعض بتحقيقه سابقا باثارة النعرات الطائفية وجر البلد رغما للاقتتال الطائفي ووضع العراقيل امام نيل بلدنا استقلاله التام واستقراره .
الاقاليم ناجحة تماما متى ما كانت تحمل رغبات ابناء المحافظة حقيقة ومتى ما كانت غير متسرعة اوغير مبنية على العواطف والمصالح الانية او تنفيذا لاملاءات خارجية ,حينها سيكون
الجميع معها لانها ستكون ضمن جسد هذا البلد غير منتزعه عنه .