18 ديسمبر، 2024 6:50 م

كثيرا”ما يطرق أسماعنا وما يتداوله الناس في مجالسهم العامة والخاصة بأن الماضي كان أجمل من الحاضر وتتحسر قلوبهم لذكرياته التي تعتبر عبارة عن أحلام مرت كالطيف لكن الواقع المرير الذي نعيشه نتيجة لسوء ادارة الدولة وتفشي بعض الظواهر السلبية التي كانت محرمة ويعاقب عليها القانون بالإضافة الى بعض العادات والتقاليد الغريبة التي فرضت على مجتمعنا من خلال الدخول في عالم الفضائيات والتكنولوجيا فمن الطبيعي أن يفرض نفسه ليكون الفيصل بين الماضي والحاضر بكل تفاصيله من الاحداث الحلوة والمرة والتي ظلت مخزونة في الذاكرة ولا توجد مقارنة بينهما فنسيان الماضي يحتاج إلى مستقبل أفضل لتجاوز آلامه وآهاته .
فعلى سبيل المثال لا الحصر نعيد الذاكرة الى مدينة شنكال (سنجار) بأسواقها التراثية والمهن والحرف التي كانت تعتبر مصانع يدوية على بساطتها وبساتين التين والزيتون والرمان ومجرى المياه الذي يمر وسط المدينة (البستي) لاسيما في فيصل الصيف وتسابق الاطفال فيها للسباحة يتخللها صوت المطحنة القديمة وصيحات حراس البساتين لمنع عبث المارة بها قبل نضوج الفواكه بالإضافة الى الكازينوهات الصيفية المزدحمة بروادها إضافة الى الخانات القديمة التي اختصت ببيع الفواكه والخضروات بالجملة وأجمل ما في مدينتي المساجد والكنائس والمزارات الدينية والتي تعتبر رمزية للأديان فيها بعيدا”عن التعصب الديني والمذهبي آنذاك ولا تنسى حاراتها وأزقتها المفعمة بالمحبة والتعاون والتآخي والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع الشنكالي (السنجاري) فلا يمكن التمييز بينهم نتيجة لعمق العلاقات التي كانت تربطهم عبورا”للطائفية المقيتة التي أصبحت دخيلة على مجتمعنا اليوم .
اين نحن من كل هذا والشنكاليون قد تفرقوا في كل بقاع العالم بعد أن نزحوا على أثر اعتى هجمة بربرية عرفها التأريخ المعاصر وباتت العلاقات محدودة بل إنعدمت اللقاءات الا ٌ ما ندر ومن خلال مواقع التواصل الإجتماعي أو تقتصر على حالات العزاء التي أصبحت المتنفس الوحيد لجمع الأصدقاء والأحبة وتبادل الاخبار لانشغال الغالبية منهم بمصالحهم وهمومهم التي فاقت الجبال وهذا غيض من فيض والأمل يحدونا للعودة الى شنكال (سنجار) كسابق عهدنا .
فالى متى يبقى البعير على التل ؟