22 ديسمبر، 2024 11:52 م

ماسر تهافت حکومة رئيسي لتحسين العلاقات مع السعودية؟

ماسر تهافت حکومة رئيسي لتحسين العلاقات مع السعودية؟

في بدايات إعلان الفوز المثير للشکوك والجدل لإبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، فإنه قد أعلن عن نيته في تحسين العلاقات مع بلدان المنطقة ولم تأتي خطوته هذه إعتباطا وإنما من أجل فك عزلة النظام الايراني الدولية والتي واحدة من أهم أسبابها تدخلاته في بلدان المنطقة وتصدير التطرف والارهاب إليها، وبطبيعة الحال فإن تدخلات النظام الايراني في بلدان المنطقـة أحدثت شرخا کبيرا في مجتمعاتها وتسببت في التأثير السلبي على الامن والاستقرار فيها، وليست دول وحکومات بلدان المنطقة باتت تعلم بذلك وتشعر بمدى خطورته بل وحتى شعوب المنطقة أيضا ولعل تزايد درجة ومستوى رفض وکراهية هذا النظام وکذلك الاحزاب والميليشيات العميلة له تثبت مستوى الوعي لهذه الشعوب وتيقنها من إن الخطر الاکبر يأتي من هذا النظام ومن عملائه.
أکثر شئ يلفت النظر هو ترکيز رئيسي وحکومته الى درجة کبيرة على إستئناف وتحسين العلاقات مع السعودية والذي يصل الى حد التهافت، ولاريب من إن سر ذلك يعود لعدة أسباب وعوامل من أهمها:
ـ المکانة الدينية للسعودية في العالمين العربي والاسلامي والتي لايوجد نظير لها في أي بلد عربي أو إسلامي وإن أية علاقة متميزة أو إيجابية معها من جانب أية دولة سينعکس إيجابيا على تلك الدولة في مجال العلاقات العربية والاسلامية.
ـ السعي من أجل تحسين العلاقات مع السعودية من جانب النظام الايراني يأتي بعد أن أخفق هذا النظام في إنتزاع المکانة الدينية منها لصالحه وهو يهدف أيضا للتغطية على الماضي الاسود والمشين للمخططات والاعمال والنشاطات العدوانية المشبوهة للنظام الايراني ضد السعودية نظير الفتنة والفوضى التي کان يقوم بها في مواسم الحج من أجل التأثير على السعودية وجعل إدارة الحج خارج نطاق السعودية الى جانب تشکيل تنظيمات إرهابية والقيام بنشاطات إرهابية نظير تفجيرات وإغتيالات.
ـ السعودية بما تمتلکه من مکانة ورصيد إعتباري على الصعيد الدولي، من الممکن أن تعيد شئ من الاعتبار لهذا النظام الذي عاث في الارض فسادا وقام بما لم يقم به أي نظام دکتاتوري آخر في العالم.
ـ يمکن أن يتصور رئيسي وحکومته بأن إستئناف علاقاته مع السعودية وتحسينها من شأنه أن يمنح الشرعية لدور ونفوذه المشبوه في بلدان المنطقة وخصوصا بعد أن فشلت ميليشا الحوثي في التأثير على السعودية وزعزعة الامن والاستقرار فيها کما کان يحلم النظام الايراني منذ أيام خميني.
ومن دون شك فإن هذا النظام الذي يواجه اليوم أ‌زمة خانقة فريدة من نوعها بالاضافة الى رفض داخلي متعاظم ودور وتأثير متزايد لمجاهدي خلق على النظام في داخل وخارج إيران والعزلة الدولية غير المسبوقة، لايمکنه أن يخدع الآخرين ويموه الامور عليهم کما کان في السابق يفعل، وإن السعودية وبعد أن ذاقت الامرين من هذا النظام فإن على رأس أولوياتها لأية علاقة متميزة مع هذا النظام هو أن ينهي تدخلاته المشبوهة في دول المنطقة، ومن دون شك فإن ذلك بمثابة إنتحار للنظام الايراني ولذلك فإنه لايجب أبدا التصور بإمکانية قيام علاقة متميزة بين هذا النظام والسعودية مالم يجري تغيير جذري على دور المشبوه والخبيث في بلدان المنطقة.