23 ديسمبر، 2024 7:10 ص

کان وسيبقى واحدا من أکبر المشاکل وأکثرها خطورة وتهديدا للسلام والامن والاستقرار في العراق، مشکلة الميليشيات المسلحة العميلة التي تشبه دولة داخل دولة، وحالة شاذة في تعاملها مع القوانين والانظمة المرعية في البلاد، وإن الشعب العراقي لديه خزين هائل من الذکريات المرة عن هذه الميليشيات وماجنته وتجنيه عليه.
“كتائب سيد الشهداء ستمسح القنصاية الامريكية من الارض بل ستدمر السفارة الامريكية في بغداد وهذه كلها اهداف مسجلة عندنا في حال استهداف المصالح الايرانية في العراق او المنطقة.”، هذا الکلام الخطير، على الرغم من تماديه في التطرف، ولکنه کان يمکن أن يتم إستيعابه بعض الشئ لو إنه ورد من طرف جهة أو شخصية إيرانية، ولکن أن يصرح به زعيم مليشيا ما يسمى كتائب سيد الشهداء، ابو آلاء الولائي، فإن ذلك مايدعو للإستهجان والتقزز ليس حبا بالامريکان وسفارتهم خصوصا وإنهم کانوا السبب في فتح أبواب العراق أمام النظام الايراني و هکذا”نوعيات”، وإنما حبا بالقوانين والدستور الوطني المعمول به.
تهديد هذا الزعيم الميليشياوي المشرئب بالعمالة للنظام الايراني، بمسح السفارة الامريکية بالارض فيما لو إستهدفت المصالح الايرانية في العراق أو المنطقة، هو تهديد أجوف وفارغ کتهديدات أولياء نعمته في الحرس الثوري في طهران لأمريکا وغيرها، وإن هذا “المتعنتر” الذي يهدد أمريکا يتغابى ولانقول يتجاهل أنه مثلما أتى الامريکان بالنفوذ الايراني للعراق وبالميليشيات والاحزاب العميلة له، فإنهم قادرون على أن يفعلوا العکس ولاسيما إذا ماتذکرنا بأن الاحزاب العميلية لإيران قد دخلت العراق بعد سقوط النظام السابق على صهوة الدبابات الامريکية وببرکة بساطيل الجنود الامريکيين.
الشعب العراقي ليس أداة أو وسيلة بيد النظام الايراني حتى يجعل من العراق درعا أو بندقية للدفاع عن أخطاء النظام الايراني وعن سياساته التوسعية ونفوذه المشبوه، بل إنه لايريد أبدا أن يقحم نفسه في مغامرة طائشة أخرى لهذا النظام ويدفع فاتورة أخطائه على حساب مصالح العراق العليا، الخطر وکل الخطر في النفوذ الايراني في العراق والمنطقة والذي هو سبب کل المشاکل والازمات والاوضاع السلبية، وإن إنهاء النفوذ والهيمنة الايرانية ولجم هذه الميليشيات العميلة كو إرجاعها الى أحضان ولي نعمتها، هو الاجراء المنتظر رغم إن هذا الميليشياوي عليه أن يعلم جيدا بأن النظام الايراني نفسه في خطر وإن التهديد محدق به من ل جانب ولاسيما من جانب شعبه والمقاومة الايرانية المتربصين به لإسقاطه في أية لحظة.