22 ديسمبر، 2024 1:17 م

ماسبب خوف طهران من إستمرار الاحتجاجات الشعبية؟

ماسبب خوف طهران من إستمرار الاحتجاجات الشعبية؟

هناك تزايد في مشاعر الخوف والقلق من إستمرار الاحتجاجات الشعبية بين أوساط النظام الايراني ولاسيما فيما لو إستمرت لأکثر من 10 أيام، حيث تعتقد هذه الاوساط بأن الاحتجاجات هي نشاطات تستهدف النظام وإن إستمرارها لأکثر من عشرة أيام فإنه يٶدي الى إسقاط النظام کما عبر ويعبر عن ذلك مسٶولين في النظام، وحتى إن جهانبخش محبی نیا، العضو السابق في مجلس شوری النظام، في مقابلة مع موقع رویداد 24، قد أکد ذلك في تصريح بهذا السياق بقوله:” لماذا نعتقد أنه إذا استمرت الاحتجاجات لمدة عشرة أيام، فيحدث حادث وسينهار النظام … … الواقع انه في الأيام الأولى لا تعطى الأهمية التي يجب حتى لا تصل الحالة إلى أزمة! هل يجب أن تكون هناك أزمة حتى يجب حل القضية بالدم؟”.
جوهر المشکلة إن هذا النظام وعندما يواجه أية إحتجاجات شعبية فإنه يفسرها على إنها تستهدف وجوده من دون أن يفکر مثلا بأن هذه الاحتجاجات تأتي على خلفية تقصيره المتعمد تجاه مطالب الشعب الايراني وسياساته المشبوهة التي تخدم مصالحه ولاتراعي مصالح الشعب، وإن هذه السياسات هي على حالها منذ تأسيس هذا النظام وحتى يومنا هذا، والذي يصيب النظام بالمزيد من الخوف والقلق هو إن هذه الاحتجاجات صارت تلقى تعاطفا وتإييدا دوليا الى جانبها وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن بيان صدر عن اللجنة البلجيكية للبرلمانيين ورؤساء البلديات من أجل إيران ديمقراطية. قد أدان ممارسة النظام الايرانين للعنف ضد المتظاهرين في أصفهان والمحافظات المجاورة ودعا الى العمل الجاد للإفراج عن المعتقلين.
هذه الاحتجاجات التي تعم سائر أرجاء إيران، صارت من مظهرا من مظاهر الاوضاع السائدة في هذا البلد وتدل على حالة التقاطع بين الشعب وبين النظام وإن الاخير يصر على نهجه هذا ويضع مصالحه وضمان بقائه وإستمراره فوق کل شئ، غير إن هذا النظام الذي واجه 3 إنتفاضات شعبية عارمة وواجه آلاف التحرکات والنشاطات الاحتجاجية المختلفة، لايزال يتصرف وکأن الامور کلها عادية وإنه ليس هناك مايدعو للقلق بل وحتى‌ إنه يتجاهل بأن العالم قد صار على إطلاع کامل بما يجري في إيران وبات يعرف حقيقة الامر ولايصدق مزاعم وإدعاءات النظام خصوصا وإن التقارير المستمرة التي تنقلها الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق، قد أثبتت مصداقيتها وواقعيتها وحتى إن الميل الى الثقة بهذه التقارير من جانب المجتمع الدولي وليس مايرد من جانب النظام الايراني، قد أصبح هو الاساس والمعيار من أجل تحديد المواقف تجاه الاوضاع في إيران عموما وتجاه النظام خصوصا.