المضحك المبكي. أن يصبح “الثائر” وسلاحه “الحرية” ومطلبها المساواة “إسرائيلياً” عند جماعات إيران يتقدمهم “عبد المهدي الصميدعي”. فالسيد الصميدعي يعتبر مشاركته في الدفاع عن نظام “روحاني- مالكي” دفاعاً عن قضية “فلسطين” وشعبها، وأن الخطر يأتي من ثوار الحرية وسرادقهم الأنباري فهو، أي الصميدعي، يخوض معركة فلسطين في “الأنبار”.!!!!! يمكن للمنطق أن يتهافت وللعمامة أن تميل للإعوجاج لكن ما كنت أحسب لهذه الدرجة. طرح الصميدعي لتبرير خوضه المعركة في طهران وبغداد بجانب نظام القمع المستديم عجيب. فالـ”أحوازيين والبلوش والأكراد” الذين يعدمهم نظام روحاني بالجملة مسلمين يشاركهم عبد المهدي الدين والمذهب. والذين يقتلهم نظام المالكي وتهجرهم مليشياته من بيوتهم ويتم تدميرها ليسو إسرائيليين. إنهم عرب مسلمون. ولكن إسلامهم لايخضع للولي الفقيه. ليس إسلاماً تمت برمجته فارسياً. إسلام حصري العبادة لله. لا أحد يجهل أن الصراع في جوهره أصبح مذهبياً ودولياً. بين “أهل السُنة” يتطلعون للحرية و”شيعة السلطة” تقودهم فارس. بين الغرب الذي يقيم حساباته على أساس ربح وخسارة الحضور والمصالح لا قضية الحرية وبين موسكو وطهران الخصم الذي يتم تكبيره بحجم الحاجة للخطر. ثمة وهم خطر يتم بناؤه وتكبيره. إنه “الإرهاب” ومن خلفه “الإسلام”. والهدف هو خلق حوافز النمو والعمل والإنتاج في المجتمع الصناعي الأميركي العظيم. من هنا فإن الغالبية تشك في الكثير مما يقال عن الإرهاب ويتم تضخيم خطره، لا لأن الإرهاب ليس خطراً ولكن لأنه ليس بتلك الدرجة، وربما يتم صنعه أحياناً لتبرير الكثير من السياسات. في العراق يتم صنع الخطر الأُصولي عبر «النصرة وصُميدعها» التي إستحضرها نظام روحاني- مالكي من سجونه لتبرير بقائه واحتفاظه بالسلطة. توظفه “أميركا” أيضاً لأن النظام يريحها. يوظفه الصميدعي لأنه يمنحه شرعية أُخرى ويربط الحرب الأهلية بمحتواها السني- الشيعي بقضية فلسطين. قضية فلسطين مدخل لكل من يريد العمل في السياسة والدين وكسب الرأي العام. أنشئت لحسابها ومن حسابها تنظيمات وقيادات إستهلكت “ثلاثة” أجيال وهاهي ذي تستهلك جيلها الرابع. ومازلنا نحرر فلسطين في كل أرض إلا في أرضها. فلسطين تنتظر ولكن الإمساك بالسلطة هو الذي يحمي القضية.. أية قضية؟.. قضية التحرير أم الإمساك بالسلطة؟. التحرير ليس مستعجلاً. يستطيع أن ينتظر أجيالاً أُخرى ريثما يتم إعداد كوادره ومنظماته وقيادتها وانقلاباته. أو قد ينجز التحرير يوم القيامة بين فريق أهل النار وبين فريق أهل الجنة. وبانتظار التحرير لابأس من بدائل. من حروب أهلية ووطنية وعربية وإسلامية وأُخرى ((صمُيدعية)). فهذه الحروب تستنفد مع الطاقات موارد النفط الذي يغذيها. وأينما شئت أمطري أيتها الحروب فسيأتي الغرب، أو موسكو، أو طهران خراجك وخرابك.