قصة ملكة فرنسا ماري أنطوانيت أبان الثورة الفرنسية عندما سألت حواشيها عن سبب الثورة فقيل لها أن هؤلاء الثائرون لا يجدون الخبز ليأكلوه فقالت فلماذا لا يأكلون الكعك إن لم يجدوا الخبز ! تذكرني دائماً بحكوماتنا العتيدة رغم أن الكثير من أزاها لم يعيش في قصور فرساي و لم يولدوا و في ( حلوكهم ) ملاعق من الذهب و الفضة ، في فترة أستئزار ابراهيم الجعفري زار النجف الاشرف ومر على المراجع وعند زيارته للمرجع الشيخ محمد اليعقوبي قال له المرجع هذه مناطق الفقراء في الحسينية و المعامل حصلتم منها ملايين الاصوات و لم تقدموا لها أي خدمات تذكر و حتى لم تزوروها و تطلعوا على أحوالها فألتفت الجعفري الى من كان بجانبه و سأله ( وين صايرة هذه المناطق ما سامع بيهة ) !!! هل هناك فرق بين الجعفري و حكوماتنا كلها و بين ماري أنطوانيت ؟ كم من السنوات مرت و العراقيون يعانون من أزمة مزمنة تسمى الكهرباء ؟ صرفت لها أكثر من ستين مليار دولار عجزت عن حلها الحكومات المتعاقبة مع أرتفاع غير طبيعي لدرجات الحرارة سجلت كأعلى درجات الحرارة على وجه الارض و لا نجد من يخرج لنا ليفهمنا لماذا العراق بالذات بعد 2003 بدأت حرارته تسخن بشكل غير طبيعي ؟ و هل تصل الى درجات قد تستحيل الحياة على ارض العراق ليتحول الى بئر نفطي كبير لا يمكن العيش عليه وتبقى فقط شركات النفط التي أستحوذت على العقود وجولات التراخيص التي وقعها مع هذه الشركات ماري أنطوانيت أخر من (ماريات ) خارج العراق المُسلفنين ؟ اليوم ينتفض المظلومين في مدن الفقر و الجوع و الحر من سوء الخدمات و خاصة الكهرباء بينما الحكومة تقترض من المانيا ملايين الدولارات لأعمار المدن التي خربها داعش و أما مدن الخراب و الشهداء فلا تجد من يقرضها ما يوفر لها العيش الكريم و عليها هي تسديد القروض و الفوائد فمسؤوليتها أن تعطي الدماء و النفط و الرجال و تأخذ الفقر و الارامل و الايتام ويمنع عليها حتى التظاهر فيقتل من يرفع صوته بوجه الحكومة الرشيدة و تسير المدرعات من ديالى التي شهدت حركة لخلايا داعش النائمة الى البصرة التي شهدت مظاهرات تطالب بالانصاف في التوظيف و العمل والخدمات و مراعاة تحملها التلوث البيئي و ارتفاع درجات الحرارة و عدم وجود الكهرباء و ملوحة الماء و انعدام أي حلول لمشاكلها و عليها التحمل و الصبر و لسان حال الحكومة لتأكل البصرة الكعك إن لم تجد الخبز و دمتم سالمين .