اهرب لقد اكتشفوا امرنا، فحوى رسالة ارسلها الكاتب الامريكي مارك توين، الى عشر شخصيات مهمة في امريكا، ليتبين ان جميعهم قد غادروا البلاد في اليوم التالي.العراق بعد تغيير النظام مر بأنعطافات خطيرة، على جميع المستويات، ولكن كل انعطاف لابد ان تكون نتيجته الوصول الى بر الامان، وكل عقدة لابد ان تؤدي الى حل، يكون المخرج مما مرت به، الا العراق، فالصورة تختلف.
الساسة العراقيون والذين تجرفهم التجاذبات السياسية، والمصالح الحزبية، والفئوية، والتي لاتكاد تهدئ بعيدا عن المصلحة الشخصية، ورحى البلاد تطحن ابنائها بالدمار، والقتل، والنهب، وساستة لا يصلحون لقيادة قطيع اغنام، وليس بلاد متعددة الطوائف والاديان.
نسيج اجتماعي متجانس، ولكن وصول اصحاب الخطابات الرنانة اعلاميا، والكفاءات في الفساد، والنهب والسلب، في اموال البلاد، اودى بالبلاد الى هاوية التقشف، والانهيار الاقتصادي، بل لم يقف جشعهم الى هذا الحد بل تعداه، ليسلبوا المواطن قوته، ليجبروه على دفع تكاليف علاجه، بأكثر من مدخول البعض اليومي.
رسالة مارك توين، لو كانت موجهة اليهم، من شخص له شأن رفيع، اوكانت موجهة بلهجة اخرى وسياق مختلف، ولكن بنفس الفكرة، ومن شخص له قاعدة شعبية؟ فهل ستترك دوائر الدولة بدون كادرها، في اليوم التالي؟ ام سيبقى الحال كما هو، لان الجميع مطمأن بأن الهرم رأسه مضمحل في بواتق الفساد.
مارك توين، ام المنطقة الخضراء؟ صراع يدفع ضحيته ابناء ذلك البلد، من دمائهم، لساسة يقبعون في بروج عاجية، لا يمسها الا من توشح بوشاح الولاء الحزبي، والفئوي، والطائفي، فمتى ستحين ساعة الصفر لتلك الرسالة ياترى؟.© 2016 Microsoft الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية