لست أدري من أين أبدا ،والى أين انتهي وهل يطاوعني قلمي لكتابة موضوعي الذي يحمل في طياته الكثير من الكلمات و المعاني التي توضح حجم المعاناة والمأساة والظلم والقهر والجوع والجور والقتل والدمار والخراب الذي أصاب بلادنا و شعوبنا ومجتمعاتنا الاسلامية، حيث إنّ الكلمات تتصاغر، والعبارات تتضاءل، ولكنّني سأحاول قدر استطاعتي عساي أن أوفّق ولو بالشيء البسيط أن اقدم لتلك الانفس والارواح البريئة التي اظلمها الدهر والتي اصبحت ضحية وفريسه ولقمة سائغه بأفواه هولاء المارقه والزنادقة والحكام الظالمين والمتشرذمين وخوارج آخر الزمان ..
حيث ان هذه المعاناة والمأساة والظلم والجور لم يفرضها ولم يمارسها هولاء الكفار واعداء الاسلام وان كانوا هم المحركين لتلك الادوات الا ان من يفرضها اليوم هم حكام العرب و المسلمين ووعاظهم وقتلتهم ومجرميهم وممن رفعوا شعار الاسلام والتوحيد والدفاع عن الارض والعرض والمقدسات والمذهب والعقيدة وووغيرها وربما سائلا يسأل هل ان هؤلاء الذين أسسوا قواعد الحرب وايقضوا الفتنه النائمة هل كانت قاصده لمواجهه الكفار والغاصبين والمحتلين واعداء الاسلام والمنافقين والتكفيريين أم انها خلاف ذلك حيث ان شعاراتهم واهدافهم ظاهرا يعلنونها ضد المنافقين والخوارج والتكفيريين والارهابيين ولكنها واقعا استهدفت الابرياء والمدنيين والمستضعفين وحطمت ودمرت كل مأوى ومسكن لهم وهذا طبعا لايقبل به العقل قبل ان يرفضه الشرع والدين والاخلاق وكذلك يخالف ويعارض اخلاق ودين وفكر ومنهج الائمة الاطهار عليه السلام وكذلك الصحابه الكرام وهذا لكونهم مرقوا عن الاسلام وعن الدين وعن المذهب والطائفه وتمسكوا بخدمة اسيادهم وتقديم هذه البلاد او تلك بطبق من ذهب الى دول الغرب والشرق المهيمنه والمتسلطه بسبب تعلقهم بحب الدنيا وتمسكهم بالحكم والسلطة وقبضتهم وسيطرتهم على الاموال والثروات والخيرات وغيرها ، وهذا ماجعلهم يفقدون كل تلك المشاعر والاحساس بالمسؤوليه الشرعيه والوطنية والانسانية والاخلاقية تجاه شعوبهم ومجتمعاتهم الاسلاميه ،وخير مانشاهده اليوم هي الممارسات القمعيه والوحشية والحروب المدمرة والمهلكه التي أسسها هولاء الظلاميون والمرتزقه واهل الشر والنفاق من أجل قتل الناس وتدمير كل مدنهم ومناطقهم من دون جرم او ذنب ارتكبوه ولكنها الفتنه العمياء والمدمرة التي ايقضوها حاملين شعاراتهم وراياتهم السوداوية والصفراويه التي حملوها تحت غطاء وشرعنة وعاظ السلاطين والمارقين والظالمين والتي لا تبقي من الارض التي تمر رياحها فيها الا واهلكتها وقتلت من يقف امامها واحرقت وافسدت كل شيء بها …
إن حقوق الإنسان في الإسلام ليست منحة من ملك أو حاكم، أو قرار صادرا عن سلطة أو منظمة دولية، وإنما هي حقوق ملزمة بحكم مصدرها الإلهي، لا تقبل الحذف ولا النسخ ولا التعطيل، ولا يسمح بالاعتداء عليها، ولا يجوز التنازل عنها. والإسلام هو خاتم رسالات السماء، التي أوحى بها رب العالمين إلى رسله – عليهم السلام – ليبلغوها للناس، هداية وتوجيها، إلى ما يكفل لهم حياة طيبة كريمة، يسودها الحق والخير والعدل والسلام.
ومن هنا كان لزاما على المسلمين بكل عناوينهم وواجهاتهم سوى كانت الدينية منها او السياسيه او العشائريه او غيرها أن يبلغوا للناس جميعا دعوة الإسلام امتثالا لأمر ربهم كما قال تعالى في كتابه العزيز “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر”) آل عمران: 104..
ووفاءا بحق الإنسانية عليهم وإسهاما مخلصا في استنقاذ العالم مما تردى فيه من أخطاء وتخليص الشعوب مما تئن تحته من صنوف المعاناة وممارسات الظلم والجور والقتل بشتى الاساليب الوحشيه القذرة البعيدة عن كل الاخلاق والقيم الانسانيه النبيله التي ارسلها الله تبارك و تعالى الى نبيه ورسوله محمد رسول الانسانية والرسالة السمحاء لكي يعمل بها ويطبقها المسلمين جميعا وممن جمعهم كلمة التوحيد فالاسلام من سلم بيده وبلسانه وقلبه لا ان يكون قاتلا وظالما وجائرا ومنتهزا ومستأكلا وطائفيا من أجل ان يشرع لقتل الانسان الاخر الذي يختلف معه بفكر او برأي او بعقيده فهل الاسلام أمرنا ان نكون متفرجين ومستأنسين لاهوال الحرب والدمار والخراب والقتل والفتنة العمياء التي اباحة قتل المسلم ونهبه وسلبه وسرقته وانتهاكه…
وان المؤسف والمخجل ان نرى بأم اعيننا ومن خلال وسائل الاعلام ومواقع النت كيف ان المسلم يستأنس لقتل المسلم الاخر ويدافع عن عقيدته ومذهبه وطائفته ونسي دينه واسلامه وانسانيته انظروا وشاهدوا كيف اننا اصبحنا ادوات تحركنا يد الشرق والغرب من اعداء الاسلام والانسانيه وكيف ان البعض منا يقتل ويسفك ويهجر باسم الشيعه وباسم الحسين عليه السلام وبأسم المذهب والمقدسات وكيف انه يستأنس لقتل المسلم الاخرمن غير مذهبه وطائفته الذي يختلف معه في الفكر والمذهب والعقيده وكذلك العكس نرى انه هناك من اهل السنه او ممن رفعوا شعار الصحابه والخلافه من أجل قتل المسلم الاخر فنراه ايضا يستانس ويتباهى يتقرب الى الله في قتل اخيه المسلم الاخر وكلاهما يحملون شعار الاسلام وتجمعهم كلمة التوحيد ولكن ماذا اصابنا وماذا جرى لنا ولماذا اوقعنا انفسنا وسط تلك الفتن والملاحم التي نهانا وحذرنا منها نبينا واهل بيته عليهم السلام ونقلها الصحابه الكرام فهل يوجد مبرر لتلك الجرائم وهل يوجد مشرع ومبيح لسفك تلك الدماء
وزهق الارواح وهل يوجد من يبرر لنا بان نكون جزء من ذلك الدمار والخراب والقتل فاذا لم يوجد فلماذا وضعنا ارجلنا وايدينا في نار ومحرقة تلك الفتنه واصبحنا نروج لهذا وذاك واستانسنا وتباهينا في قتل هذا وذاك وفرقنا بين هذا وذاك وايدنا ودعمنا تلك الانظمة الديكتاتورية الحاكمة المارقه وووقفنا وسلكنا وانتهجنا افكار الدواعش والتكفيريين والمارقيين والمليشاويين من السنة والشيعه ألا تزعمون انكم على خط ومنهج النبي واهل بيته عليهم السلام واصحابه الاجلاء فهل كان في فكرهم شيء من هذه الخزعبلات والافكار المنحرفه التي تجيز قتل المسلم وتكفره وتهجره وتطرده وتموته من الجوع والفقر اين هي انسانيتكم واين هي اخلاقكم واين هي مبادئكم الاسلامية ايتها الواجهات الدينية والسياسيه واصحاب القرار فهل يخفى عليكم تلك المناظر والمشاهد المولمه لتلك الطفولة البريئة وهي تفارق الحياة بين ركام الاحجار والصخور التي وقعت فوق تلك الانفس والارواح بسبب تلك الحروب والفتن التي لايخلو انكم جميعا ان لم تكونوا جزءا منها فصمتكم وسكوتكم هي جريمة بحق الانسانية فما يحصل في سوريا والعراق واليمن وليبيا وفلسطين خير شاهد ودليل على تلك الجريمة التي لا تغتفر ..
عن نعيم بن حماد في كتاب الفتن عن ابن عمر إن الفتنة راتعة في بلاد الله تطأفي خطامها لا يحل لأحد أن يوقظها ويل لمن أخذ بخطامها”
بطبيعة الحال لا أحد يحب الفتن والحروب والجور والظلم ونبينا وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام قد حذروا منها ولعنوا من يوقظها ومن له يد فيها لقوله ( ص ) :
(إنها ستكون فتن ، ألا ثم تكون فتنة ، المضطجع فيها خير من الجالس ، والجالس فيها خير من القائم ، والقائم فيهاخير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي إليها ، ألا فإذا نزلت أو وقعت ، فمن كانت له إبل فليلحق بإبله ،
ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، ومن لم يكن له شيء من ذلك فليعمدإلى سيفه ، فيدق على حده بحجر ،ثم لينج إن استطاع النجاء)
عن عبد الله بن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه واله سلم قعودًا فذكر الفتن فأكثر ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال:
(هي فتنة هرب وحرب، ثم فتنة السراء، دخلها-أو: دخانها-من تحت قدمي، رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما وليي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقطعت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه إذا كان ذلك فانتظروا الدجال من اليوم أو غدا) .
وأخرج أبو داوود عن ذي مخمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول:
“سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِكُمْ، فَتُنْصَرُونَ، وَتَغْنَمُونَ، وَتَسْلَمُونَ، ثُمَّ تَرْجِعُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَا