18 ديسمبر، 2024 8:58 م

ماذا يكمن خلفَ إعلام الإنكليز .!

ماذا يكمن خلفَ إعلام الإنكليز .!

 بكلِّ تأكيدٍ لا نتّهم ” ولا يمكن ان نتّهم ” الصحافة البريطانية ووسائل إعلام بريطانيا الأخرى بالتضليلِ ومرادفاته , فالصحافة البريطانية عريقة واكثر عراقةً من نظيرتها الأمريكية ” وبما فيها جريدتي ” واشنطن بوست و نيويورك تايمز ” , ولا شأنَ لنا هنا بِ < لوموند , لو فيغارو , لو بوان , لوكانار انشينيه > الفرنسية , فينحصر حديثنا عن وسائل الإعلام الناطقة بالأنكليزية , وعموم الصحف الصادرة من لندن بشكلٍ خاص .. التداخل الحاصل او القائم في هذا المضمار هو ما تنقله وتعكسه وسائل اعلام بريطانيا عن كبار المسؤولين السياسيين وقادة العسكر من تصريحاتٍ ومواقف بشأن الأزمة الراهنة في الخليج او بين طهران واسرائيل , وطريقة ” التحرير الصحفي ” المستخدمة وتأثيرها على الرأي العام سواءً في انكلترا او عموم العالم .. المسؤولون البريطانيون وبعد ان اقاموا الدنيا ولم يُقعدوها ” كلّياً ! ” حول ما سوف يتخذونه من اجراءاتٍ عقابيةٍ ومحاسبة ايران ردّاً على مقتل القبطان البريطاني الجنسية في السفينة الإسرائيلية التي استهدفتها الطائرات المسيّرة المفخخة , وعزّزوا ذلك ” بالتوالي والتوازي – وفق مصطلح الرياضيات ” بتصريحاتٍ ناريّة تشدد على اتخاذ مواقفٍ حادة بشكلٍ جماعي من عدة دول ضدّ طهران , وكأنها توحي ” بشكلٍ غير مباشر ” لإستخدام القوّة .. فقد فوجئَ المراقبون بالإعلانِ عبر الإعلام عن موقفٍ عسكريٍ جديدٍ يتمثّل بأرسال 40 جنديٍ < وكأنها 4000 او مضاعفاتها > من القوات الجوية الخاصة SAS الى مطار ” الغيضة ” شرقي اليمن ” بمساعدة مواطنين يمنيين محليين يتعاونون مع الأجهزة البريطانية , للبحثِ ومطاردة مرتزقةٍ من جماعة الحوثي , متّهمة بتسيير الدرونز التي فجّرت السفينة الإسرائيلية , ويضمّ فريق الكوماندوز البريطاتي < ذو الأربعين مقاتل > عناصر من وحدة الحرب الأكترونية , تتجلى مهمتها في مراقبة الإتصالات , وبتنسيقٍ مع قوات العمليات الخاصة للجيش الأمريكي .

< التساؤل المنطقي الأول في هذا الصدد , لماذا اعلنت بريطانيا عبر الإعلام عن ارسال هذا الفريق .؟ وألا يستفيدون منه المتّهمون بتفجير السفينة , للفرار والإختباء والتخفّي ولربما مغادرة اليمن الى دولةٍ حليفةٍ للحوثيين > , ثمّ انها المرّة الأولى التي تشير بها لندن الى الحوثيين تحديداً وبشكلٍ غير مباشر , بارغم من العلاقة الستراتيجية بينهم وبين الأيرانيين , وكأنّها تُبعد تهمة تفجير السفينة جزئياً او جزيئياً عن طهران , وتصوير وصياغة القضية بما يشابه قيام ميليشيات عراقية بقصف اهداف المريكية في العراق ” وكأنها ليست بذي علاقةٍ بأيران ” .!

   الى ذلك , وما حولهُ من كلّ الإتجاهات والزوايا , فقد نقلَ موقع Nournews  – نور نيوز , عن مصدرٍ ايراني قوله , أنّ لندن بعثت برسالة الى طهران ” عبر وسيط ” اكدت فيها انها لا تسعى لزيادة التوتر او الذهاب بأتجاه عمل عسكري ضد ايران , كما اضاف المصدر أنّ بريطنيا اكّدت بأنها سوف تردّ دبلوماسياً وعبر بناء تحالفات على حادثة الهجوم على السفينة , وأنّ خيار الدبلوماسية واستبعاد العمل العسكري هو موقف مشترك مع الولايات المتحدة .!

لوحظَ أنّ الحكومة البريطانية ولا ايٍّ من وسائل إعلامها لم تنفِ الخبر , وهذا بحدّ ذاته خبر .!