23 ديسمبر، 2024 6:33 ص

ماذا يفعل برنار هنري ليفي في سنجار.؟

ماذا يفعل برنار هنري ليفي في سنجار.؟

هل فهم العرب اللعبة ، ام مازالوا في غيهم يعمهون، شاهدنا صور مرشح الرئاسة الاسرائيلي برنار هنري ليفي قبل ايام ، وهو يتجول في قضاء سنجار وعلى سواتر الجبهة فيها، يتابع سير المعارك ويتفحص خارطة المعركة ،ويبدي ملاحظاته وتوجيهاته لقادة البشمركة هناك ، بعد ان تم تحرير قضاء سنجار من قبضة داعش دون قتال تقريبا ، وكان برنار هنري والملقب ب(شيطان الفوضى)، قد اشرف وشارك في معارك ليبيا ضد القذافي حتى سقوطه ، واستقبلوه الاسلامويين، عملاء الناتو استقبال الفاتحين ، وذهب الى تونس للمشاركة في التظاهرات الأخيرة ضد حركة النهضة التونسية،لكن شعب تونس العظيم استقبله بالأحذية، وأخرجه الامن التونسي من الباب الخلفي ، واليوم  يقود معارك سنجار ومقترباتها ونواحيها ، وربما سنراه في الايام المقبلة (محررا) في الموصل ، وهذا ابدا ليس ببعيد على برنار هنري ليفي  ألصهيوني كما شاهدنا قاسم سليماني يدير ويقود معارك الحشد الشعبي في آمرلي وديالى والانبار وصلاح الدين وبيجي وسلمان بيك وينكجة وغيرها ،فإذا عرفنا ماذا يفعل بالضبط برنار هنري ليفي في سنجار ،سنعرف حتما ماذا يفعل قاسم سليماني في الانبار وحلب وآمر لي وديالى وغيرها ،ولهذا يتضح لنا هنا ان برنار هنري ليفي يمثل الاستراتيجية الامريكية-الصهيونية في ألمنطقة ومنفذ مشروعها العسكري اقامة الشرق الاوسط الكبير وتفتيت المنطقة وتجزئتها،في حين يمثل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني وقائد ميليشيا الحشد الشعبي العراقي(الحرس الثوري العراقي )، المشروع الايراني الديني الكوني التوسعي الفارسي في المنطقة ، (وأيضا شاهدنا سليماني في سوريا والعراق ولبنان واليمن يدير ويشرف ويقود معاركها وقتلى قادة وجنرالات حرسه الثوري ال28) الذين قتلوا في العراق وسوريا هو الدليل ،اذن نحن امام مشروعين وان كانا مختلفين لكنهما يلتقيان في هدف واحد هو تحقيق اهداف استراتيجية لتغيير جغرافية المنطقة وتقسيمها  ، وإخضاعها لهذين المشروعين ، لذلك حصل ما حصل ويحصل الان في العراق وسوريا واليمن وليبيا من ظهور تنظيمات شديدة التطرف باسم الاسلام ، كرد فعل طبيعي ،لم تكن موجود قبل الاحتلال الامريكي للعراق وتدميره وحل جيشه وقتل شعبه،وفي مقدمة هذه التنظيمات ،تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام،والمعروف بداعش، ولذلك عندما قلنا ونقول الان ، ان داعش هو صناعة امريكية-صهيونية-ايرانية، نقصد هذا ،على الرغم من ان امريكا وإيران كانوا من داعمي هذا التنظيم بشكل مباشر ، بكل انواع الدعم اللوجستي ، بل امريكا ما زالت تدعمه ،ضد الميليشيات الايرانية في ألعراق لإنهاك وتدمير ألطرفين خاصة بعد ان اصبحت قوة داعش تهدد الامن القومي والسلم العالمي، وخرجت عن النفوذ الامريكي بعد هزيمتها في افغانستان ،ومقتل اسامة بن لادن وانشقاقها عنه وإعلان الخلافة الاسلامية(رغم عدم اعتراف القاعدة وايمن الظواهري بها )وتنصيب ابو بكر البغدادي خليفة لها في الموصل،اليوم انقلب السحر على ألساحر ولذلك نرى برنار هنري ليفي يقاتل داعش في سنجار ،وسيقاتله في الموصل ، ونرى قاسم سليماني يقاتل داعش الفلوجة والانبار وبيجي والكرمة وغيرها ، في حين اغلب قادة داعش تتدرب في معسكرات ايرانية وتحمل جوازات سفر ايرانية وعوائل قادتها في طهران وغيرها ،وهكذا اصبح داعش يؤرق الجميع ويحاربه الجميع ،ولكن بعد ان صار عنده جيش جرار وطائرات بلا طيار، وأسلحة كيماوية وجرثومية يستخدمها في القتال وأحدث الصواريخ العالمية الفتاكة ،ودبابات ، وجيش من الانتحاريين الاجانب والقناصين النخبة ،فلا عجب اذن ان تتحشد ضده كل دول العالم ببوارجها وفرقاطاتها وأحدث صواريخها العابرة للقارات ،وجيوشها المدربة،وطائراتها القاصفة الحربية ،فلم يبق امام العالم اي مبرر لعدم قتال داعش ،وهو يرى بأم عينه ،كيف يفجر الملاعب الفرنسية والمسارح الفرنسية ،ومحطات المترو ألفرنسية والساحات التركية ،وكيف يذبح بالسيف (على قبلة المسلمين)، من يخالفه ويعارضه ويحاربه،او يحرقه او يرميه من اعلى العمارات والبنايات، بأوهى الحجج والذرائع والكل تستنكر وتهاجم وتهدد ،بل وصل الامر ان تشن فرنسا كردة فعل على تفجيرات داعش على اراضيها ،عشرات الطلعات الجوية بطائرات رافال الفرنسية القاصفة ،على البنى التحتية في الرقة والموصل وتحيلها الى خراب ودمار ،دون ان تمس مواقع ومقرات قيادة وعناصر داعش، في ردة انتقامية غير محسوبة وغير مفهومة ابدا وهي تدمير البنى التحتية للمدن ،دون المساس بداعش وعناصرها، وهذا مؤشر على همجية الحملة العسكرية على العراق وسوريا ،وكل العالم يعرف تماما ،ان القصف بالطائرات والصواريخ لا يحقق الاهداف بالقضاء على داعش، وإنما يدمر البنى التحتية فقط ولا يحسم المعارك ضد داعش، كما تدعى ادارة اوباما وغيرها ، ما لم يكون هناك قوات برية تنتشر وتواجه تنظيم داعش بريا ، وهذا خارج الاستراتيجية الامريكية والفرنسية وغيرها، لان ما يروه على الارض مختلف جداااا، عشرات الجنرالات الايرانية في الحرس الثوري وحزب الله اللبناني راحوا ضحايا المواجهة العسكرية في معاركها مع داعش، لذلك ترفض انزال قوات برية كي لا يتكرر ألمشهد فهي تدرب قوات عراقية وصحوات عراقية وحشد شعبي وطني عراقي وشرطة عراقية ، وتقدم لهم الدعم اللوجستي العسكري والمعلوماتي والاستخباري والخطط العسكرية من قبل آلاف المستشارين الامريكيين في العراق ،وهذا ما يحصل مع قوات البشمركة والميليشيات والحشد الشعبي وغيرها ، ولهذا نرى برنار هنري ليفي يخطط ويشرف على هذه القوات ويوجهها في المعارك ويشاركها في السواتر الامامية لرفع المعنويات ،ويرسل اشارة للعالم ، ان (اسرائيل هنا)، وهي من يعمل على تغيير خارطة المنطقة كلها ، فوجوده في سنجار رسالة خاطئة لحكومة العبادي وإهانة لها وفضيحة مدوية لها ولبرلمانه الفاسد الفاشل ، فوجود برنار هنري ليفي وقاسم سليماني في معارك العراق ضد داعش يؤكد الدور الصهيوني في اعادة رسم خارطة المنطقة وكذلك قاسم سليماني ، وهذا يعمق الكره والحقد والاستهجان بذيلية وتابعية وضعف حكومة العبادي التي يدير معاركها ايران وإسرائيل  ضد داعش، في العراق وسوريا، وهذا موقف تاريخي يسجل ضد الاحزاب ألكردية والأحزاب الايرانية التي تدير العملية السياسية منذ الاحتلال الامريكي ،ولغاية الاحتلال الايراني في الامعان بالعمالة والتبعية وتدمير العراق وتقسيمه ،ان وجود هذين الرجلين في العراق يؤكد ان العراق يسير نحو الاسوأ وربما التقسيم ،وهو ما ترجحه الدوائر الامريكية والغربية وتعمل عليه، الان هل عرفتم ماذا يفعل برنار هنري ليفي وقاسم سليماني في العراق …اعتقد وصلت الفكرة …